ايقونتان لامعتان لمصر فيما قبل الثورة. أولهما كان خالدا وسعيدا بأمه التي انجبته وبأمه مصر التي عشقها اكثر من حبيبته التي لم تكد تهنأ به حتي قتله المخبرون آباؤنا الذين هم في الارض علينا حارسون. ولأن العشق مذاهب كان خالد يتوق للحرية حبيبة قلبه الساكنة في قصر مرصود. غير انه لم يتصور أبدا ان من يحاول فك ضفائرها مفقود مفقود. وعلي احدي النواصي في احد الشوارع البعيدة في قلب عروس المتوسط السعيدة كانت نهاية قصة خالد القصيرة علي ايدي اثنين من رجال الضبط والربط حريصين علي أمن مصر وخير مصر ورفاه مصر, وذلك تنفيذا لأمر مباشر من الايقونة الأخري الجميلة نخنوخ الذي كان يجمع تحت عباءته رجال السياسة والاقتصاد ونجوم المجتمع السهيرة والسكيرة واشباههم من الفنانين الذين يلبسون الليل بالنهار والحق بالباطل والرصاص بالكافيار في ليالي الشتاء الساحرة في الاسكندرية النافرة. ولأنهما نموذجان كاشفان لمصر ما قبل الثورة فقد جرفتهما بقسوة امواج الثورة الهادرة التي طلعت بشائرها في يناير علي خالد وهو تحت الثري جسدا وفوق الذري روحا بينما حبيبته الثكلي لا تزال تذكره في المساء عند الصخرة الشامخة علي شاطئ المدينة الباسلة. اما نخنوخ ايقونتنا الباقية فقد انتهي به المطاف الي قيادة الحزب السياسي الجديد واضعا مصر في بؤبؤ العين وشعبها في سويداء القلب ومؤكدا انه واحد منا وآملا ان يعيد عقارب الساعة للوراء بما يعيد لنا الديمقراطية والحب والاخاء. سلام علي ايقونة الثورة خالد الذي بذل عمره بشرف ذات يوم. وسلام اكبر علي رفيقه في النضال نخنوخ الذي سيدفع الثمن بنبل ذات يوم.