علي مدار اكثر من عام ونصف العام تفاقمت خلالها ظاهرة انتشار الباعة الجائلين الذين احتلوا جميع الشوارع والميادين الرئيسية ومدن ومراكز محافظة الغربية بعد ان استغلوا حالة الانفلات الأمني وغياب الرقابة واختفاء شرطة المرافق. ما أدي إلي تحويل هذه الشوارع والميادين إلي ما يشبه المناطق العشوائية بعد ان افترش البائعون ارصفة الشوارع واغلقوا مداخل ومخارج المحلات التجارية التي مل اصحابها من الشكاوي المتكررة لانقاذ تجارتهم بعد ان اصابها الكساد كما تسببت الظاهرة في اعاقة حركة المرور في الشوارع سواء للمارة والمواطنين أو المركبات بأنواعها المختلفة. في نفس الوقت اكد الباعة الجائلون أنهم ليس لهم رزق آخر سوي تجارتهم التي افترشوها في الشوارع علي الأرصفة ورفضوا وصفهم بانهم بلطجية أو خارجون علي القانون, وامام هذه المشكلة رصد الأهرام المسائي معاناة كل طرف والمقترحات المقدمة للخروج من الأزمة حيث تمكنت الجهات المسئولة بالمحافظة من تنفيذ وعود وتعهدات الدولة بانهاء الظاهرة. محمد عبدالعزيز صاحب احد المحال التجارية أشار إلي أن حالة الغضب أصبحت تسيطر علي أصحاب المحلات التجارية بسبب تراجع عمليات البيع والشراء والتي أصبحت تكاد تكون معدومة منذ احتلال الباعة الجائلين لجميع الأرصفة والشوارع وافتراش بضائعهم من ملابس وأقمشة وأحذية بل وصل الأمر إلي الخضراوات والفاكهة والأسماك وقد تسبب ذلك في اغلاق مداخل ومخارج المحلات التجارية وهو ما أعاق وصول الزبائن إليها وبالطبع أدي ذلك لخسائر فادحة يتكبدونها يوميا رغم الالتزامات والأعباء المالية التي نتحملها شهريا وهي مبالغ كبيرة بالطبع سواء رواتب العمال وسداد الضرائب والتأمينات والكهرباء والنظافة وذلك علي مدي اكثر من عام ونصف العام وهو ما أصبح يهدد اصحاب المحلات بالافلاس واغلاق محلاتهم, مطالبا الجهات المسئولة بسرعة تنفيذ المهلة التي حددوها ووعدوا بها بسرعة ازالة واخلاء الاشغالات والقضاء علي هذه الظاهرة قبل ان تغلق محلاتنا ونجلس في منازلنا. بينما يؤكد ابراهيم مزروع احد سكان مدينة طنطا ان الحياة أصبحت لا تطاق أمام حالة الفوضي والعشوائية التي أصبحت تشاهدها جميع شوارع وميادين المدينة التي سببها الباعة الجائلون الذين احتلوا الأرصفة والشوارع وافترشوها ببضائعهم سواء علي عربات الكارو أو الجلوس في عرض الطريق وهو ما أدي إلي اعاقة حركة المرور وتكدس السيارات في جميع الشوارع والميادين وحدوث اختناقات مرورية بشكل دائم تؤدي لحدوث صدامات ومشاجرات بشكل يومي ويدفع ثمنها في النهاية الأهالي والمواطنون الأبرياء الذين يتعرض بعضهم للايذاء البدني والنفسي في حالة اذا ما حاول احدهم مجرد مناقشة احد الباعة للمطالبة بافساح الطريق حتي يستطيع المرور لتأدية مصالحه وهو ما يتطلب تدخلا عاجلا وفي اسرع وقت لوضع حد لهذه الفوضي بسرعة توفير اماكن جديدة لهم من املاك الدولة التي لا يتم استغلالها علي ان تكون تحت اشراف الوحدات المحلية بمدن ومراكز المحافظة. وكشف بلال ربيع مدرس عن ظاهرة الاكشاك الاسمنتية التي اقامها العديد من البلطجية فوق الأرصفة وبجانب أسوار مباني بعض المدارس والادارات الحكومية بشكل عشوائي بدون الحصول علي أي تراخيص حيث يستغل اصحاب هذه الأكشاك من الخارجين علي القانون هذه الاكشاك في ممارسة تجارة غير مشروعة ومشبوهة, بينما يستغلها البعض الاخر لتأجيرها مقابل الحصول علي مبالغ مالية كبيرة لا تقل عن1000 جنيه شهريا وهو ما ساعد علي انتشارها في معظم الأحياء والشوارع الرئيسية حيث يستدعي الأمر سرعة التدخل لازالتها قبل أن تصبح حقا مكتسبا ومشروعا علي حساب راحة المواطنين. وقال سيد مصطفي محمود بائع متجول انه حاصل علي مؤهل عال ويعول أسرة كاملة ولم يستطع حتي الآن الحصول علي فرصة عمل للتعيين بالحكومة أو القطاع العام وهو ما اضطره للجوء لتجارة وبيع الاشربات وطرح الفتيات والسيدات من أجل الحصول علي عائد مادي يمكنه في الانفاق علي أسرته. من جانبه, اكد المستشار محمد عبدالقادر, محافظ الغربية أنه تم تخصيص قطعة أرض تابعة لحي ثاني طنطا وسيتم تجهيزها استعدادا لنقل الباعة الجائلين بمناطق ميدان الحكمة وسعد زغلول وشارع الخان اليها. وقال انه تفقد130 محلا بالمنطقة المحيطة بمسجد السيد البدوي استعدادا لنقل البائعين منها.