جاء العيد وشاهدنا الأطفال يلعبون فرحين ولكننا لم نأخذ في اعتبارنا أن هناك اطفالا يرقدون بين الموت والحياة بمستشفي أبوالريش الياباني, وقد ذكرت الموت أولا لأنه الأقرب لهم بالفعل.. مستشفي أبوالريش متخصص في أورام الأطفال وجراحاتها في الشرق الأوسط به7 رعايات مركزة و2 رعاية متوسطة وتخصصات جراحية نادرة مثل جراحات العظام الموجودة فقط بالمستشفي الياباني, وجراحات مخ وأعصاب وغيرها.. وجراحات القلب والصدر والقسطرة القلبية التي تركب عادة لأطفال يوم ولادتهم. وفي جولة ل الأهرام المسائي داخل مستشفي أبوالريش وجدنا ماجدة جمال ابنة التبين حلوان التي تبذل محاولات كثيرة لإنقاذ ابنها محمد علاء من مرض العصر وهو الأورام بعد أن أكد لها الطبيب أن الورم خبيث. وقالت إنه رغم مرور ثلاثة أشهر علي وجود ابنها بالرعاية المركزة بالمستشفي لم تتحسن حالته علي الإطلاق, مؤكدة أن نقص المتابعة من قبل الأطباء علي الأطفال وراء تدهور حالة المرضي. وإلي جانب محمد كان هناك سرير آخر يحمل جسدا هزيلا يدعي زياد اسماعيل ناجي ولد بمركز كوم حمادة بالبحيرة وعندما وضعته والدته رجاء هاشم بالمستشفي بحلوان فتحت عينيها ليأتي إليها الطبيب بطفلها الذي انتظرته طويلا, وإذا بها تستمع إلي همسات بين الممرضين بوجود شبه ورم بظهر طفلها فانقبض قلبها وزادت نبضاته وذهبت به إلي أطباء مشهورين وكان الحل الوحيد هو إجراء عملية جراحية وتم ذلك بأحد المستشفيات ولكن بعد مرور عدة أشهر لاحظت ازدياد حجم رأس زياد فأسرعوا إلي مستشفي أبوالريش ليتم تشخيص المرض وطالبهم الطبيب بعمل أشعة مقطعية علي المخ خارج المستشفي والتي تبلغ تكلفتها800 جنيه ليتبين أن الطفل مصاب بالتهاب في الرأس بنسبة4200 وتم اجراء عملية جراحية ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل تم اجراء العديد من العمليات لزياد حتي وصلت الي9 عمليات دون اي تحسن بل ساءت حالته خاصة بعد اكتشاف انه يعاني من صمام في القلب وزيادة حجم رأسه. وبررت الدكتورة إيمان خالد استاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة ونائب مدير مستشفي أبوالريش الياباني ذلك باستقبال المستشفي عددا هائلا من الأطفال المصابين بالأورام يوميا وأنهم في حالة ملحة إلي جهاز الأشعة المقطعية للمخ والعمود الفقري وذلك لتشخيص الحالات قبل العملية وبعدها التي تعتبر من أهم خطوات نجاح العملية, خاصة أنه يساعد في كشف أمراض خطيرة ومهمة مثل الأورام وسرطان الصدر والبطن والحوض بالاضافة الي امكانية اخذ عينات من اي ورم به اشتباه وتحليله في نفس وقت عمل الأشعة المقطعية. وعن اجراء الأهالي الأشعة خارج المستشفي قالت إن جهاز المستشفي عطلان منذ اكثر من عام ولاجدوي من اصلاحه, حيث مر عليه خمسة عشر عاما وسبق ان ناشدنا جميع المسئولين ولم يستمع إلينا احد وأرسلنا طلبا الي وزارة التعليم العالي والمالية ورئاسة الوزراء وليس هناك رد سوي الأمر منظور وسوف يتم الرد خلال أيام. واشارت الي ان المستشفي يتلقي تبرعات, ولكنها غير كافية لشراء الجهاز الذي تبلغ تكلفته ثلاثة ملايين و200 ألف جنيه, بالاضافة إلي أن هناك مشكلة أخري وهي أن الموازنة الخاصة بالمستشفي12 مليون جنيه علي الرغم من ان ادارة التكاليف بقصر العيني قد سبق وان حددتها ب40 مليون جنيه وهناك عجز في اعداد التمريض والعمال والفنيين تكييف نجارة سباكة وضرورة شراء مصاعد جديدة خاصة ان المستشفي به مصاعد انتهي عمرها الافتراضي للعمل واصبحت غير قادرة علي تحمل الأعباء ولانمتلك ميزانية كافية لتعديل ذلك, وأن الحل يكمن في تعديل القانون.