النظافة من الإيمان.. والنظافة ليست فقط نظافة الملبس أو المأكل أو المسكن أو الشارع ولكن الأهم هو نظافة القلوب.... فالقلب في رحلته الحياتية تعلق به الشوائب والأدران وتغير منه... كالحقد والكره والغيرة والانتقام وغيرها من تلك الصفات السلبية التي تبعد الإنسان عن طبيعته التي خلقه الله عليها.. إنها تدمره انها تدمر غيره لتخلق في النهاية مجتمعا تسوده روح العداوة والأنانية. ولقد مرت مصر في الفترة الأخيرة بثورة مفاجئة حين بلغ بها الظلم مداه... وحين استقرت بها روح الأنانية والبغضاء.. وحين أصبح العدل مطلبا للجميع. ومر أكثر من عام ونصف علي الثورة.. تحققت فيها مطالب كثيرة.. ولكن يبقي شيء ما في القلوب... شيء ماكان متراكما في القلوب من طول الرحلة القديمة البغيضة.. شيء طفا علي السطح فإذا بنا نفاجأ بصفات دخيلة علي الإنسان المصري لم تكن في طبيعته.. تلك الطبيعة السمحة التي توارثتها الأجيال.. وعلي رأسها التعاون والتسامح والمحبة. رأينا أفعالا شائنة كالخطف والسلب والنهب وقطع الطرق وسرقة المنشآت العامة حتي أن الواحد منا يتساءل: من أين أتت تلك التصرفات الغربية؟ وأين كانت؟ ومتي تكونت وهل كان للثورة دخل فيها؟ الحقيقة أن الثورة أطهرت أجمل ما في الإنسان المصري وهو ثورته علي الظلم والاستكانة وتطلعه إلي حياة كريمة كما أظهرت أسوأ مافيه أو علي الأصح أسوأ ما اكتسبه في الثلاثين عاما الأخيرة من شوائب وأدران عملت عملها في قلبه ونفسه وروحه. * والآن.... وقد مر شهر رمضان الكريم.. وكان بمثابة غسيل لأرواحنا مما علق بها من فساد.. وجاء العيد. والعيد فرصة لاستعادة القيم الجميلة وعلي رأسها الحب.. والتسامح.. والفرح.. والفرح ليس مجرد انفعال عابر.. وليس مجرد مناسبة ولكنه شعور عميق إذا صدق فو كفيل بإعادة غسل القلب وإكسابه طاقة حياتيه جديدة...تشحنه للعمل والحب من جديد. فلنفرح لنفرح بأننا حققنا ثورة سلمية ولنفرح بأننا تخلصنا من الظلم والظالمين ولنفرح بأننا نرسم طريقا للغد أفضل من اليوم.. ولنفرح بأننا أصبحنا حديث العالم كله كمصر وكمصريين. لنفرح.. ونفرح... نفرح.. لنعود أطفالا كما كنا.. فنفعل الأشياء الجميلة... ونندهش لكل ماهو جميل.. وجديد وهذا هو معني العيد.