ربما كانت ارادته هي سر قوته وصبره علي اعاقته التي لازمته منذ طفولته. وربما احساسه بأنه قادر علي التغلب علي كل الصعاب هو الذي جعله لا يركن للاحساس باليأس والاحباط وقرر أن يأتي الينا ويحكي حكايته. قال رضا الزناتي عبد الحميد 35 سنة من قرية طاليا مركز اشمون منوفية انه خرج إلي الدنيا ليجد نفسه عاجزا عن الحركة وانه ليس ككل الأطفال من أقرانه الذين يراهم يجرون ويمرحون ويملأون الشوارع والميادين صخبا ولعبا. ولكنه سرعان ما استوعب حجم الإعاقة والمأساة التي كتبت عليه الأقدار أن يعيشها وقرر أن يتغلب عليها بالصبر وقوة الإرادة. وبالفعل نجح رضا في ذلك إلي حد بعيد حتي أنه استطاع أن يمارس حياته بشكل شبه طبيعي ويتحرك هنا وهناك من خلال كرسي متحرك بل أنه ما أن شب وخطا خطواته الاولي نحو الشباب والرجولة حتي كان قد دبر لنفسه فرصة عمل تتوافق مع ظروفه الصعبة ويستطيع بها أن يقف إلي جوار والديه ويعينهما علي تحمل اعباء الحياة وذلك بعد أن كبرا في السن ولم يعد لهما عائل غيره. أضاف رضا: لم أكن افكر يوما في أعاقتي حتي لايعوق تفكيري هذا قوة ارادتي حتي عندما فكرت في الزواج وحاولت خطبة أكثر من فتاة ووجهت بالرفض بسبب ظروف اعاقتي لم يفت هذا في عضدي واعتزازي بنفسي وقوة ارادتي. واصلت طريقي في الحياة ولم أبال بشيء وقلت لنفسي لعله قدري الذي لا مفر منه أن أعيش هكذا واستمر علي هذا النحو حتي النهاية ورغم حاجتي الماسة لأن أكون أبا في يوم من الأيام ورغم أن هذا الحلم بات مستحيلا الا أنني مازلت اتعلق بأهداب الأمل لعله يتحقق في يوم من الايام قرر رضا عندما حضر إلي الاهرام المسائي أنه لا يشكو حاله ولكنه يريد مناشدة أصحاب القلوب الرحيمة من خلال باب مع الناس أن يرقوا لحاله ويستشعروا آلامه ويعينه أحدهم علي شراء دراجة بخارية مجهزة للمعاقين يستطيع أن يتنقل بها بين بيته وكشك السجائر الذي يعمل به والذي يبعد عن بيته أكثر من3 كيلو مترات يقوم بقطعها يوميا بالكرسي اليدوي المتحرك الذي يجلس عليه مما يجعله يعاني مشقة كبيرة.