علي بعد15 كيلو مترا جنوب مدينة سفاجا هناك قرية صغيرة يطلق عليها أم الحويطات وسميت بهذا الإسم لإحاطة الجبال الشاهقة بها كما تحتضن الأم طفلها وعندما تزور هذه القرية تلاحقك عدة أسئلة أولها لماذا أنشئت هذه القرية في هذا المكان المنعزل تماما وكيف يعيش القاطنون بها في ظل هذا الهدوء القاتل وما هي مصادر رزق هؤلاء السكان وما هي مشكلاتهم؟ أحمد عبادي رئيس قرية أم الحويطات يقول أن أم الحويطات الحالية هي نسخة أخري لقرية أم الحويطات القديمة التي كانت موجودة بعمق الصحراء ايضا علي بعد25 كم جنوب سفاجا والتي كانت تحيط بها الجبال من كل جانب والتي كانت نشأتها حين ذاك قد إرتبطت بإستخراج الفوسفات من المناجم التي كانت بجوارها ويومها انشئت هذه القرية لتأوي العاملين بهذا المشروع. ولكن عقب تصفية هذا النشاط في أواخر التسعينيات قامت شركة النصر التي كانت مسئولة عن هذا النشاط بتسوية الحالات الوظيفية لجميع العمال بالمشروع وإحالتهم للمعاش فمنهم من عاد إلي مسقط رأسه ومنهم من فضل البقاء ويومها كانت هناك مجموعة من الوحدات السكنية وهي عبارة عن بلوكات قد أقيمت في المكان الحالي فتم نقل سكان أم الحويطات القديمة إلي هذا المكان وأطلق عليه أيضا قرية أم الحويطات. وأضاف أن سكان هذه القرية ليسوا سوي265 أسرة غالبيتهم يعيشون علي المعاشات التي تصرف لارباب هذه الأسر وتوجد بالقرية مدرستان إبتدائيا وإعدادية ووحدة صحية ومركز شباب ووحدة إجتماعية وبيت ثقافة ونقطة شرطة ولكن هناك عدة مشكلات أهمها أن معظم شباب هذه القرية بدون عمل بإستثناء عدد قليل يتوجه يوميا لسفاجا للعمل بالصيد أو في بعض الحرف الأخري ولذلك نجد معظمهم دون زواج رغم تقدم أعمارهم كما ان البلوكات الموجودة حاليا أصبحت مكتظة بالسكان والشباب يحتاج لوحدات سكنية جديدة ليتزوجوا بها. ويري رئيس القرية انه لا يوجد مبرر لوجود هذه الأسر في هذه المكان دون أي نشاط إقتصادي فإما يتم بناء قرية جديدة لهم بمدينة سفاجا أو البحث عن نشاط إقتصادي جديد يستوعب سكان هذه القرية خاصة الشباب لا سيما وأن المنطقة المحيطة غنية بخامات الجبس والفليسبار وغيرهما فلماذا لا يتم توجيه أي! استثمارات لهذا القطاع لتنتعش سبل الحياة في هذه القرية التي لا يعرف معظم سكانها من الرجال سوي النوم والصلاة والجلوس بجوار منازلهم ورؤية المشهد الوحيد أمامهم وهو مشهد الجبال الشاهقة أما معظم السيدات فليس امامهن سوي الطبيخ والغسيل والملل يرافقهن وأكد أن أحد المحافظين السابقين قام بزيارة القرية منذ عدة سنوات ووعد بتحويلها إلي منتجع سياحي ضمن سياحة السفاري من خلال السعي لإنشاء محطات للسفاري ولكن هذا الوعد تبخر في الهواء عقب هذه الزيارة. وقال محمود محمد عبدالرحمن أحد سكان القرية ان مواسير شبكة المياه الموجودة داخل القرية أقيمت عام1981 وأصبحت متهالكة للغاية ونخشي ان تسبب لنا الأمراض كما ان المنازل مقامة علي برك من مياه الصرف الصحي وهي الخزانات الخاصة بالصرف حيث لم تدرج القرية في خطة الصرف الصحي التي نفذت بالمدينة ومقلب القمامة العمومي قريب من القرية وعندما يتم حرق القمامة تطاردنا الأدخنة وكذلك الحشرات التي يسببها. أما المواطن أحمد هاشم فيؤكد ان المشكلة القادمة والتي سوف تؤرق المواطنين فهي مشكلة وجود محطة معالجة الصرف الصحي الرئيسية في مدخل القرية حيث تم انشاء اكثر من عشرة أحواض مكشوفة وعندما يتم تشغيل مشروع الصرف الصحي الخاص بمدينة سفاجا سيكون سكان أم الحويطات ضحايا رائحة هذا الصرف وهناك مشكلة المواصلات من القرية إلي مدينة سفاجا فالوسيلة الرئيسية هي اتوبيس تابع لمجلس المدينة ولكن يتعطل بين الحين والآخر وهناك مشكلة عدم توافر الخضراوات والفواكه بصفة مستمرة فنضطر للذهاب إلي سفاجا لقضاء احتياجاتنا والعودة مرة أخري.