على الرغم من أن اسمها "جبل البهجة".. إلا أنها قرية منكوبة هدم الاسرائيليون معظم بيوتها في السبعينات، وعزلوها عن القرى المجاورة بجدران ومعابر منعت سكانها من الاستفادة من أراضيهم الزراعية ،التي تم إعلانها حديقة قومية أثرية إسرائيلية نظرا لمناظرها الخلابة، لتتحول عشرات الأسر الفلسطينية من أهل القرية لمجرد سجناء غير مسموح لغيرهم من جيران القرى المجاورة الدخول إليهم أوالتواصل معهم. فعند وقوع حالة وفاة بقرية النبي صمويل الفلسطينية لابد من الحصول على موافقة الارتباط االعسكري الإسرائيلي للسماح لسكان القرى المجاورة بالحضور للقرية لتقديم العزاء. بل إن قوات الاحتلال تشترط في إصرار غير مبرر إصدار تصريح خاص بكل معزي على حده . وإضافة لانعدام التواصل الاجتماعي تفتقر الحياة في القرية لأبسط المطالب الإنسانية كالعيادة الصحية والمدرسة ، وإذا حصلت حالة طارئة فقد يموت المريض قبل أن يصل الإسعاف الفلسطيني الذي يحتاج إلى تنسيق للدخول إلى القرية، رغم أنها تتبع نظريا الضفة الغربية. يوضح محمد سالم بركات ،القائم بأعمال رئيس المجلس المحلي لقرية النبي صمويل، "نحن معزولون عن القرى المجاورة، فإن حصلت لدينا حالة وفاة يطلبون منا تقديم اسم كل معزي لإصدار تصريح خاص به. لقد أخبرناهم أن العادات لا تجري بهذه الطريقة، لكنهم يصرون على الأسماء". ويتذكر حالة وفاة قريبة: "لم يحضر أحد من جيراننا للتعزية، وتلقينا معظم التعزية عبر الهاتف النقال. وفي أفراحنا أيضا يجب أن نطلب تصاريح للمدعوين قبل وقت كاف، وفي كثير من الأوقات نحصل على رفض أمني، ولا نعرف لماذا". ويلفت بركات إلى أن سيارة القمامة ،التي تحضر من القرى المجاورة، لا تدخل هي الأخرى إلا بتصريح وفي أيام محددة. مشيرا إلى أن هناك نحو عشرة بيوت مهددة بالهدم إضافة لمنع السكان من القيام بأي توسعات في البيوت، ولا يتم منح سكان القرية رخصا للبناء أو لزراعة شجر جديد. وأنه بسبب ذلك تعيش اليوم نحو 30 عائلة خارج القرية" ويضيف مصطفى كمال عبيد ،صاحب البقالة الوحيدة في القرية والتي هي جزء من منزله، أن إسرائيل هدمت أكثر من 80% من بيوت البلدة وقامت بالحفر تحتها لتقيم مواقعا مكان هذه البيوت. يقول: "هدموا بيتنا سنة 67 وبقيت هذه الغرفة ولقد حولتها إلى بيت وبقالة ، وعندما أرغب في شراء أي بضاعة من مدينة رام الله مهما كانت قليلة يجب القيام بالتنسيق مع الإدارة الإسرائيلية للحصول على تصريح لإدخال البضاعة. وفي بعض الأيام وبالرغم من التصريح، لا تمر البضاعة ونضطر لإعادة التنسيق". يذكر أن سكان قرية النبي صمويل يحملون الهوية الفلسطينية، أما أراضيهم المصادرة فيحق لهم زيارتها ولكن لا يحق لهم زراعتها أو استثمارها بعد أن أنشئت فيها مسارات للمشي ومواقع للنزهة يرتادها الإسرائيليون يوميا ، كما وضع فيها مستوطنون كرافان هو عبارة عن مدرسة دينية لحركة شاس المتشددة. وتقع القرية على أعلى قمة ترتفع إلى 930 مترا شمال القدس، ولا يتجاوز عدد سكانها 250 نسمة بعد أن هدمت إسرائيل معظم القرية عام 1970 وصادرت آلاف الدونمات، أما بيوت القرية نفسها فقد ألحقتها قوات الاحتلال بالضفة الغربية بالرغم من أن النبي صمويل كانت ضمن محافظة القدس عند احتلالها عام 1967. ويعيش سكان القرية على قمة الجبل محاطين بجدار يفصلهم عن أربع قرى فلسطينية. وعلى بعد مئات الأمتار من بيوت القرية أقيم مركز للجيش الإسرائيلي ومركز مراقبة وحراسة بتقنية عالية لمراقبة المنطقة بأكملها ويزعم اليهود أن في الموقع بقايا رفات النبي صمويل الذي يعتبرونه أحد أنبيائهم. وقد حافظ المسلمون على مقام الضريح على مر العصور كما حافظوا على بقايا حصن صليبي وكنيسة موجودة بنفس الموقع.