تعاني مكاتب الصحة بمدن وقري مراكز محافظة الغربية من نقص شديد في معظم أمصال التطعيم الاجبارية الخاصة بالاطفال حديثي الولادة, دون تدخل من المسئولين, علي الرغم من أن عدم حصول الأطفال علي هذه التطعيمات يعرضهم إلي الاصابة بأمراض خطيرة مثل شلل الأطفال والكبد الوبائي والحصبة والجدري الدكتور حسام خليفة مدير مكتب الصحة بقرية العامرية التابعة لمركز المحلة الكبري والتي أصبحت تشهد يوميا مشاكل عديدة بسبب هذه الظاهرة والخطيرة أكد مدي خطورة المشكلة علي صحة وحياة المئات من الأطفال الذين يترددون يوميا علي مكتب الصحة للحصول علي جرعات التطعيم الإجبارية لتحصينهم ضد بعض الأمراض الوبائية الخطيرة في مراحل سنية مختلفة تبدأ من شهر وحتي خمس سنوات. وأشار إلي أن المشكلة مركزية والخلل ناتج عن الكميات القليلة التي يتم توفيرها لمكاتب الصحة حاليا وهي بالطبع لا تكفي لتطعيم العدد الكافي للأطفال في جميع الأعمار السنية المختلفة. وضرب مثلا علي ذلك بأنه يتردد علي مكتب صحة العامرية يوميا حوالي80 طفلا للحصول علي جرعات التطعيم الخاصة بهم والإجبارية ولكن لايوجد بالمكتب سوي جرعات من الأمصال لتطعيم20 طفلا فقط وهو ما يضعنا في موقف حرج ونضطر لتأجيل تطعيم باقي الأطفال عدة شهرا أو أكثر علي أن يعود الطفل مرة أخري للحصول علي التطعيم الخاص به وفي حالة عدم عودة الطفل مرة أخري نضطر للبحث عنه وعن عنوانه من أجل العثور عليه لتطعيمه خاصة في التطعيمات الإجبارية. وأشار مدير مكتب صحة قرية العامرية بالمحلة الكبري إلي حقيقة مؤلمة عندما أكد أنه رغم احتفال مصر منذ فترة بالقضاء نهائيا علي مرض شلل الأطفال وبأختفائه من مصر إلا أنه في ظل استمرار النقص الحاد والشديد في أمصال التطعيم ضد هذا المرض اللعين أصبحت تهدد بعودة المرض مرة أخري إلي مصر ومعه أمراض جديدة أخري وسط مخاوف من الجميع وهو ما أصبح يتطلب سرعة تحرك أجهزة الدولة للتصدي لهذه المشكلة بتوفير الأمصال الكافية في جميع مكاتب الصحة بمدن وقري المحافظة والتي أصبحت تشهد نفس المشكلة. وقد شهد مكتب صحة ثاني المحلة الكبري أحداثا مؤسفة بعد أن قامت بعض أسر الأطفال بتحطيم وتكسير مكاتب الموظفين وزجاج النوافذ وتم تحرير بلاغ بالواقعة بقسم شرطة ثاني المحلة حيث إن مكتب صحة ثاني المحلة يستقبل يوميا أعدادا كبيرة من الاطفال للحصول علي التطعيمات الإجبارية لهم ولكنهم لايجدونها مما أصابهم بالذعر والقلق علي أطفالهم. وقالت والدة أحد الأطفال فشلت في تطعيم طفلها إن عملية التطعيم المهمة للأطفال أصبحت الآن في غاية الصعوبة كما أصبحت هناك مجاملات مكشوفة داخل مكاتب الصحة وأي أم أو أب يعرفون موظفا أو مسئولا بالمكتب يحصل لطفله علي التطعيم بسهولة بينما يتم تأجيل الأطفال الذين ليس لهم وساطة أو معرفة بأي موظف أو مسئول داخل المكتب حيث أقتصرت المجاملات علي الأقارب والمعارف فقط. وأضافت أن هناك بعض أولياء الأمور الذين يفشلون في تطعيم أطفالهم يغادرون مكاتب الصحة ولا يعودون إليها مرة أخري خاصة الطبقات الشعبية من محدودي الثقافة والذين لايدركون خطورة عدم تطعين أطفالهم ضد العديد من الامراض الخطيرة وأن هذه التطعيمات إجبارية وهو ما أصبح يهدد حياة وصحة الآلاف من هذه الفئة من الاطفال بسبب جهل أو عدم إدراك أبعاد خطورة ذلك من أسرهم. وفي محاولة لاستطلاع رأي الدكتور علي الشاهد مدير الطب الوقائي بالغربية حول أسباب وأبعاد هذه الأزمة الصحية الخطيرة والتي تمس صحة وحياة الآلاف من الاطفال أوضح أنه لا توجد أي تأثيرات سلبية علي أي طفل لايحصل علي التطعيمات المخصصة له وخاصة الإجبارية في موعدها مؤكدا أن التأجيل لمدة شهرا أو شهرين لا يمثل أي خطورة أو مشكلة علميا وطبيا. وأشار إلي أن الأزمة والمشكلة بدأت قبل فترة من تولي حكومة الدكتور الجنزوري المسئولية بسبب وجود نقص وعجز في الدعم المخصص لوزارة الصحة لاستيراد أمصال التطعيم المختلفة وتوفير الكميات المطلوبة والكافية وهو ماسبب الازمة. وأكد أنه يواصل متابعاته للتغلب علي الأزمة من خلال اتصالاته المستمرة والدائمة مع مديري مكاتب الصحة التي تعاني نقصا في الأمصال.