كان الخبر مثيرا للغاية, في الطريقة التي صيغ بها علي الأقل, فعلي متن واحدة من شركات الطيران الأمريكية, تم اعتقال أحد الدبلوماسيين القطريين بينما كان يفعل شيئا في حمام الطائرة, ولم يتم التأكد حتي تاريخه مما كان يحاول القيام به, فهناك احتمال بأن يكون قد حاول إضرام النار في الطائرة, وبالتالي نحن نتحدث عن عملية إرهابية, لكن هناك احتمالا أيضا بأنه كان يحاول إشعال سيجارة, وبالتالي فإن الشخص مجرد مدخن ثقيل لم يتمكن من احتمال الساعات الطويلة بدون نيكوتين, وقرر أن يفعلها, ومابين فكرة الإرهابي وفكرة المدخن, توجد حالة غير عادية من' الهستيريا' التي يجب الانتباه إليها. بالطبع يوجد احتمال ثالث بأنه لم يكن يريد القيام بهذا أو ذاك, فربما كان يقوم ببعض الحركات غير المتناسقة التي لا يحكمها منطق كما نفعل جميعا أحيانا, عندما نتصرف بعشوائية, وبالتالي كان الرجل يمسك بولاعة وجدها في جيبه, وقرر وقتها أن يلمس الحذاء دون هدف محدد, وبفعل الملل ربما قام بإشعال الولاعة للتسلية, لكن حظه أوقعه في' سيستم' يربط بين كل ذلك, ويستنتج علي الفور' سيناريو لأسوأ حالة ممكنة', ثم يبدأ في تشغيل الإنذارات, ليبدأ فيلم سينمائي حقيقي. ماحدث هو أن طائرتين حربيتين قد انطلقتا علي الفور من أقرب قاعدة عسكرية لموقع الطائرة المدنية, وتمت مرافقتها إلي أن وصلت إلي المطار في دنفر, ليتم بعد ذلك توجيهها إلي مكان خاص في المطار, وتم إبقاء الركاب في الطائرة لأكثر من ساعة بعد الهبوط, وتم بالطبع اعتقال الرجل الذي قام بالحركة الغامضة, علي الرغم من أنه يحمل حصانة دبلوماسية, ولم يتم إعلان شيء عن النتائج, قبل أن تحذر الخارجية القطرية من التكهنات بشأن ماجري, مطالبة الجميع بالانتظار, وفي كل الأحوال فإن إعلان نتائج التحقيق سيكون مفاجأة, فلو كان الرجل قد نوي شرا, فسيتم تفتيش كل الدبلوماسيين في العالم, ولو كان الرجل قد حاول أن يدخن, فإننا سوف نتساءل طويلا عن مبرر كل تلك الهستيريا الأمنية. والآن, يبدو أن علي كل من يسافر منا في الفترة القادمة أن يحترس, فحتي لو لم يكن ينوي تفجير الطائرات أو تدخين السجائر, فعليه أن يراقب نفسه حتي لايقوم دون أن يقصد بحركة غير مفهومة, ولاأعرف كيف يمكن أن نصبح آليين, لكن الأخ الكبير في حالة توجس شديدة. [email protected]