قطارات الإهمال تضرب أسوان

تتواصل أزمات قطاع السكة الحديد الواحدة تلو الأخري‏,‏ فبعد أزمة تذاكر السفر وانتشار السوق السوداء في أسوان
تفجرت أزمة تأخير قيام القطارات بشكل غريب يصل إلي‏12‏ ساعة في بعض الأحيان‏..‏ الأمر الذي تسبب في ارتباك شديد داخل محطات المحافظة وجعل الركاب يقضون معظم أوقاتهم علي الأرصفة انتظارا للفرج‏,‏ فعلي مدي الأيام الماضية ومنذ بداية شهر رمضان والموقف يزداد سوءا قالقطارات تصل من القاهرة متأخرة بالساعات‏,‏ وإن وصلت وعلي حد قول بعض العاملين بالمحطة تصل بعربات متهالكة وبلغة السكة الحديد مشركة الأمر الذي يستبعدها من رحلة العودة‏,‏ وهو ما أدي إلي استبعاد قطارين لخارج الخدمة مما أثرا بدورهما علي نظام التباديل والتوافيق الذي تلجأ إليه إدارة الحركة والتشغيل فتفجرت الأزمة العنيفة وخلال ساعات قضاها الأهرام المسائي في محطة قطارات أسوان كشف العاملون عن قيام ركاب قطار‏981‏ القادم من القاهرة بتحطيم نوافذ معظم عرباته الزجاجية احتجاجا علي توقف التكييف بالعربات من محطة سوهاج ليتعذر قيامه بعد ذلك‏,‏ ووضح المعاناة الشديدة للركاب الذين أعلنوا عن غضبهم الشديد من أحوال المرفق المهم الذي بات نموذجا مجسدا للمهازل الغريب ان المسئولين بالسكة الحديد استسلموا للأمر الواقع ولم يجدوا حلولا بديلة سوي الإعلان المستمر من خلال مكبرات الصوت عن المواعيد الجديدة لقيام الرحلات‏,‏ وهي المواعيد التي تتبدل كل لحظة حسب ظروف القضبان والفلنكات وخلوها من الاعتصامات أو عدمه‏,‏ أو رد قيمة التذاكر للركاب الحاجزين ليبقي الضحية الدائمة للمهازل هو المواطن وبدهشة يقول هشام عثمان عبدالله‏:‏ لا يمكن بأي حال من الأحوال قبول هذه الأوضاع داخل مرفق السكة الحديد وهي التي تبدو وكأنها تعاند ابناء مصر‏,‏ فقد قمت بحجز تذكرة للسفر علي قطار العروسة رقم‏989‏ المقرر قيامه في التاسعة والنصف مساء أمس الأول إلا أن الركاب ظلوا في انتظار وصول القطار إلي رصيف المحطة حتي الواحدة بعد منتصف الليل‏,‏ ورغم ذلك لم يصل حتي تفضل مسئول بالسكة الحديد لينبهنا بإمكانية رد التذاكر لاستحالة قيام القطار الذي غادر محطة أسوان في الحادية عشرة صباح اليوم التالي‏,‏ ويتساءل عثمان عن الأسباب التي أدت لحدوث هذه المهازل داخل أهم مرافق النقل‏,‏ وهل هي مفتعلة من البعض لإحراج الرئيس مرسي والحكومة أم ان الاعتصامات التي يبرر بها مسئولو السكك الحديدية والمنطقة الجنوبية هي السبب؟
وتتطرق مريم ذكري طالبة إلي رحلة العذاب والمعاناة الشديدة التي عانتها من أجل السفر إلي أسيوط في قطار‏981‏ المقرر قيامه في الخامسة فجرا وتقول يكفي ان القطار يقف الآن امامكم وسيغادر المحطة في الثالثة عصرا بتأخير يصل إلي‏10‏ ساعات‏,‏ فأي مهزلة يجسدها قطاع السكة الحديد أكبر من ذلك‏,‏ وتتدخل والدتها قائلة أنا مرتبطة بعلاج وكشف عاجل لدي أحد الأطباء في أسيوط وتسبب تأخير قيام القطار في تغيير المواعيد وترتب عليه أشياء كثيرة‏,‏ وتتساءل هل من المعقول ان يصل تأخير القطارات بهذا الشكل وهل سيستمر ذلك طويلا وعلي رصيف المحطة جلست جانيت سائحة أجنبية جاءت لتستمتع مع أصدقائها بطبيعة مصر وأسوان وأثارها العظيمة‏,‏ إلا أنها وعلي حد قولها صدمت بما يحدث في مصر من اعتصامات واحتجاجات تؤثر علي وسائل النقل‏,‏ وتقول لقد حدثني صديقي المصري بأن السبب في ذلك هو الديمقراطية وحرية الرأي السلمي من خلال الاعتصامات‏,‏ وأقول هذه ليست الديموقراطية أو الحرية التي يجب ألا تمس حرية الأخرين وتعطل مصالحهم‏,‏ ولابد أن يكون هناك تدخل حازم من الحكومة والمسئولين لمواجهة ذلك‏,‏ وتشير جانيت إلي أن تذكرة سفرها تشير إلي قيام القطار في السابعة صباحا ولكن حتي الثالثة عصرا لا يوجد أي مؤشر لقيامه مما يعرضها وعلي حد قولها مع المجموعة لعدم اللحاق بالطائرة التي ستعود عليها إلي بلدها‏,‏ وقالت جانيت نصيحتي للمصريين الا يسيئوا إلي ثورتهم العظيمة والحرية التي اكتسبوها‏,‏ وأن يحرصوا علي العمل بقوة للحفاظ علي ثورته دون اللجوء لتعطيل العمل من جانبه لم يجد المهندس حسين رشيدي وكيل المنطقة الجنوبية للسكك الحديدة مبررا لما يحدث سوي أن يقول إن ذلك نتيجة متوقعة للاعتصامات المتكررة علي شريط السكة الحديد والتي تؤدي لتوقف القطارات وعدم وصولها في المواعيد المحددة وبالتالي يحدث الارتباك في جدول التشغيل‏,‏ فمثلا والكلام علي لسانه يحدث الأن اعتصام وقطع للشريط امام محطة كهرباء رؤوف بكوم أمبو مما يغلق الطريق في منطقة الكفور وسيترتب علي ذلك تعطل قيام القطارات المتأخرة في الأساس‏,‏ وبدورنا لا نملك سوي مناشدة المواطنين والأمن للتوقف والتدخل ويتفق معه المهندس طارق عبدالسلام مدير عام التشغيل والصيانة بالمنطقة الذي أكد أيضا ان الاعتصامات التي يقوم بها البعض من أجل مطالب فئوية هي السبب الرئيسي فيما يحدث من ارتباك‏,‏ والخوف كل الخوف ان يستمر ذلك خلال الفترة القادمة التي ستشهد طوارئ عيد الفطر المبارك‏,‏ وناشد عبدالسلام الحكومة الجديدة والأجهزة الأمنية التصدي بكل حزم وقوة لمن يقوم بتعطيل مرافق الدولة وأخطرها السكة الحديد ونفي ان يكون هناك نقص في عربات القطارات أو تقصير داخل المنطقة في أعمال الصيانة علي الإطلاق وقال جميع العربات بحالة جيدة وأي قصور يتم التعامل معه فورا‏.‏