لم يكن يعرف في عالم المحاماة أكثر من ابنته الطالبة في كلية الحقوق.. وكان يفهم خطأ أنه يمكنه أن يقنع هيئة المحكمة بقضيته دون أدني معاناة ودون الحاجة إلي محام لذا قرر أن يقول أي كلام, وكانت النتيجة أن القاضي هدده بالحبس24 ساعة بعد أن أضحك كل من في القاعة بمرافعة لن تسقط من ذاكرة السينما المصرية لصاحبها ومبدعها الفنان الراحل عبد الفتاح القصري الذي وقف يقول: يا حضرات المستشارين.. يا سيدي الرئيس.. قضيتنا اليوم هي قضية الحق.. ولقد ظهر الحق وزهق الباطل.. إن المتهم الواقف أمامكم خلف القضبان الحديدية مجرم أثيم وقاتل زنيم.. اعتدي علي الشرف والفضيلة الذي والتي يحميهن القانون.. قتل حقوق الإنسان التي والذي تكفل بها مجلس الأمن.. قتل الحرية الشخصية والحرية العمومية.. قتل الأخلاق.. قتل الشرف.. قتل المدنية والمعمار.. قتل أولئك وهؤلاء عامدا مستعمدا.. فلذلك ولكل هاذيك المجالي أطلب من المحكمة أن تحكم علي المتهم السيد عمر كامل بالإعدام شنقا مع سبق الإصرار والترصد! واعتمد مجلس إدارة الأهلي علي الأسلوب نفسه في التصدي لقضية مذبحة بورسعيد, فهو لم يكلف نفسه عناء تكليف محام بالتصدي لأوراق ومستندات المصري التي قدمها للمحكمة الرياضية الدولية بالرغم من ادعائه الصلة الوثيقة بكل خبراء القانون واللوائح في أوروبا ظنا منه أن القضية في يديه.. وكما كان من حق المصري اللجوء للجهات الدولية كان من حق الأهلي الدفاع عن حق الشهداء الذين سقطوا في ستاد بورسعيد مضرجين في دمائهم, ولكنه لم يفعل! خسر مجلس الأهلي القضية لأنها لا تهمه, ولأنه أساء التقدير, ولأنه لا يضم من هو قادر علي التصدي لمثل هذه المواقف, وأتصور هيئة المحكمة الرياضية تقول لحسن حمدي: إيه الفصاحة دي يا حاج.. الظاهر عليك متعلم قوي.. لما أنت يا أخي مش عارف تتكلم مش كنت توكل واحد محامي عنك!