يقول لنا التاريخ إن من دفع حياته ثمنا لحبة رمل واحدة من أرض الوطن لايمكن أن يخون.. من فتح صدره لاستقبال رصاص العدو دفاعا عن العرض والشرف لا يمكن أن يطعن في الظهر.. من قاوم حتي آخر قطرة دم في عروقه لايمكن أن يقدم علي هذا الهجوم الوحشي في ظلام ستاد بورسعيد. لم تكن بورسعيد في يوم من الأيام إلا درعا واقية لهذا الوطن.. هي البوابة التي أمن الشعب المصري كله جانبها فأطلق عليها المدينة الباسلة جزاء ما قدمت في وقت الحروب من1956 إلي1973.. وأرض الشهداء لا يمكن أن يكون منها المجرمون والقتلة. وكم قدمت بور سعيد من رجال, وكم وقفت صامدة في وجه الظلم وكم وقفت في وجه الطغاة, ودفعت الثمن غاليا في عهد النظام الفاسد لمبارك الذي سلبها كل ميزة كانت تتمتع بها جزاء ما ضحت من أجل مصر الكبيرة. كم عانيت يا بورسعيد وتألمت وتحول نهارك إلي ليل من كثرة الدخان الذي تصاعد إلي سمائك, وكم تحول ليلك بظلمته إلي كابوس مخيف لاتتوقف فيه أصوات المدافع والمفرقعات.. وكم يعز علي كل من يحبك ويعشقك ويقدر دورك العظيم في حياة هذا الوطن أن يراك الآن في وقت الغضب متهمة في أكبر جريمة يمكن أن يتهم بها الإنسان علي وجه الأرض.. قلبي يحدثني أنك بريئة وأنت بلد الشرفاء والفدائيين والرجال الذين لم يخشوا في الحق لومة لائم.. وسيعتصرني الألم لو حملوك مسئولية هذا العمل الإجرامي لتدفعي ثمن نظام بلا قلب يريد أن يرسي حالة الفوضي التي هددنا بها قبل أن يعزله الشعب! أعرف أنني أنكأ جرحا, وأحدث ألما لأن دماء الشهداء مازالت ساخنة, والقلوب ستظل موجوعة ما ذكرت أحداث الأربعاء الأسود, ولكنني أري الموجة عاتية ضد كل ما هو بورسعيدي بدليل ما تعرض له محمد شوقي وما أحسه من نيران غضب حالت دون أن يقدم فريق المصري العزاء.. والأمل في نتائج التحقيقات التي لا شك ستضع يدها علي المتآمرين وأظنهم ليسوا من عامة أبناء بورسعيد.. فما أحوجنا لأن نحقن الدماء.. دماء كل شباب مصر علي حد سواء! [email protected]