باستثناء محاولة المئات اقتحام الملعب بين الشوطين بدون تذاكر كانت المباراة بين باناثينايكوس وأوليمبياكوس في الدربي اليوناني لكرة القدم تحتاج إلي11 دقيقة فقط لتنتهي سلمية, ولكن جماهير باناثينايكوس لم تستطع أن تواصل عملية ضبط النفس التي بدأت عندما سجل الجزائري جمال عبدون في الدقيقة الخامسة من بداية الشوط الثاني, واستشاطت غضبا, وسرعان ما تطور الأمر إلي مواجهات بين جماهير الناديين حتي وصل إلي إلقاء قنابل مولوتوف, فاشتعلت الحرائق في العديد من أركان الملعب وأصيب بعض أفراد الجماهير وقوات الشرطة التي ردت بالقنابل المسيلة للدموع, فكان قرار الإلغاء واجبا. وقبل أن ينتهي الأسبوع أصدرت رابطة الأندية اليونانية قراراتها ضد باناثينايكوس تحت مسمي واحد هو أنه فشل في تأمين المباراة.. وكانت العقوبة حازمة وصارمة وبناء علي قوانين رياضية أقرتها الحكومة اليونانية الشهر الماضي للتصدي لشغب الملاعب في ظل معانة البلاد من أزمة اقتصادية! باناثينايكوس تم تغريمه ما يزيد علي الربع مليون يورو بالإضافة إلي أدائه أربع مباريات علي أرضه بدون جمهور واعتماد خسارته المباراة صفر/3, وخصم5 نقاط من رصيده بواقع ثلاث هذا الموسم واثنتين في الموسم المقبل.. أما مباراة المجزرة التي شهدها ستاد بورسعيد منذ أكثر من50 يوما فلا حس ولا خبر عن عقوباتها, وإنما اجتماعات ولجان وتسريب قرارات لجس النبض, ثم إعلانها بشكل مريب في ظلام الليل, وشد وجذب في القاهرة وبورسعيد, وكتل نار في الأهلي والمصري.. لماذا كل هذا الفارق بيننا وبينهم ؟! السبب ببساطة أن رجال النظام الفاسد المخلوع هم الذين يحكمون بعقليات لا تستوعب الأحداث والأزمات, وبأفكار عفا عليها الزمن, وبنوايا سيئة وبأيد مرتعشة, وبقلوب مريضة, وبإجراءات تمثيلية.. فلا مانع أن يتزاور الأهلي والزمالك, وأن يقام مهرجان للشباب, و تنظم مباراة خيرية للكبار, ولكن الأهم أن يكون هناك قوانين تحسم وتفصل, وتبعد القرارات عن الشبهات والمجاملات.. ولكن موت يا حمار!