شرب المعلم حسن شحاتة من كأس أبوتريكة الذي أكد أنه رجل المواقف الصعبة حتي وهو في أسوأ حالاته بقيادة فريقه لفوز غال علي غريمه التقليدي الزمالك بهدف في مباراتهما التي جرت بينهما أمس باستاد الكلية في الجولة الثانية لدوري المجموعات لدوري أبطال إفريقيا ليعتلي الأهلي قمة المجموعة الثانية برصيد6 نقاط ويقترب من التأهل للمربع الذهبي ويظل الزمالك في المركز الأخير بلا رصيد من النقاط. لم يكن أبوتريكة في حالته بل كان خارج الخدمة تقريبا منذ ضربة البداية حتي خطف هدف فوز فريقه في الدقيقة ال33 من الشوط الثاني. جاءت المباراة متوسطة المستوي في مجملها وكان أغلب نجوم الفريقين في حالة عدم اتزان وهو ما انعكس علي الأداء الذي تفاوت بين سيطرة وهجوم للأهلي في بعض الأحيان, وتفوق أبيض في أحيان أخري وظلت المباراة متأرجحة صعودا وهبوطا حتي ألقي أبوتريكة بكلمة الفصل بهدف الفوز. غلب الأداء التكتيكي علي الفريقين بدت المباراة في شوطها الأول فقيرة فنيا..هابطة بدنيا وندرت الفرص الحقيقية للتهديف للزمالك الذي تباين أداؤه صعودا وهبوطا وكذلك الأهلي الذي كان شكليا الأكثر سيطرة لكن بلا خطورة فعلية علي مرمي عبدالواحد السيد. الفريقان لم يقدما علي مدار45 دقيقة زمن الشوط الأول ما يبرهن علي قدرة فريق التفوق علي الآخر وبدت المباراة في كثير من فتراتها وكأنها تقسيمة ودية وأسهم في ذلك الهدوء الذي خيم علي المدرجات الخاوية ومعها كانت صيحات المدربين في لاعبيهم هي التي تكسر حاجز الصمت وأيضا علي فترات متباعدة. اعتمد حسن شحاتة المدير الفني للزمالك علي ايجاد كثافة عددية في وسط الملعب بالخماسي نور السيد وإبراهيم صلاح ومحمد إبراهيم وأحمد حسن واليكيس موندومو وهو الأمر الذي إعاق كثيرا قدرة الأهلي في إحكام سيطرته علي المنطقة التي شغلها بالرباعي حسام غالي وحسام عاشور كمحوري ارتكاز ومحمد بركات ووليد سليمان والثنائي الأخير يتمتعان بقدرات هجومية هائلة ما كان الزمالك يستطيع مواجهتها إلا بالرقابة اللصيقة وعدم ترك أي مساحات للاستحواذ والتمرير والانطلاق سواء في الجانبين أو العمق وتحقق للزمالك ما أراد بتحجيم دور الثنائي وإن كان وليد سليمان نجح في بعض الأحيان في المناورة والهروب من الرقابة والاختراق من جبهة سيد معوض اليسري التي كانت مصدر الازعاج للدفاع الأبيض. وإذا كان خط وسط الفريقان هو كلمة السر علي مدار ال45 دقيقة زمن الشوط الأول فالدفاع في الجانبين الأحمر والأبيض متشابهان تقريبا في الضعف وسوء حالتهما, فالزمالك الذي لعب بالرباعي أحمد سمير ومحمود فتح الله وحمادة طلبة ومحمد عبدالشافي تعرض لاختبارات محدودة ومع ذلك تم اختراقه من جانب الأهلي بكل سهولة ويسر ولكن دون تهديد حقيقي لمرمي عبدالواحد السيد, والأهلي الذي مثل دفاعه الرباعي أحمد فتحي ومحمد نجيب وشريف عبدالفضيل وسيد معوض كان سيئا في المواجهات التي تعرض لها وظهر عبدالله سيسيه أكثر من مرة في مواجهة شريف إكرامي منفردا ولكنه أساء التعامل مع الانفراد فيما بدا الارتباك في الدفاع الأبيض في كل محاولات الأهلي تهديد مرمي عبدالوا حد السيد. راهن حسام البدري في تشكيلته علي الخبرات فقط وأبرزهم أبوتريكة وعماد متعب وبركات ولكن الثلاثي كان خارج الخدمة تقريبا فلم يكن لأبوتريكة أي وجود علي الإطلاق طوال الشوط الأول وبداية الشوط الثاني وكان أول ظهور له في الركلة الحرة المباشرة التي احتسبها الحكم علي حدود ال18 وسددها من فوق الحائط البشري وأنقذها أحمد سمير بعد أن اكتفي عبدالواحد السيد بالمشاهدة فقط, والظهور الثاني له كان في الدقيقة33 من الشوط الثاني بهدف السبق والفوز. ولم يكن عماد متعب ولا بركات أحسن حالا, والأخير خرج كما بدأ المباراة ولعب محمد ناجي جدو بدلا منه واستمر متعب الذي لم يشكل أي خطورة علي أمل أن يتخلص من الرقابة الصارمة التي فرضت عليه بنزول جدو ومن قبله عبدالله السعيد وواجه حسن شحاتة تغييرات الأهلي بسحب أحمد حسن لاعب الوسط والدفع بأحمد جعفر ليكون بجوار عبدالله سيسيه في الهجوم ومعها تغيرت طريقة اللعب من1/5/4 إلي2/4/4 ولكن الأمر تبدد سريعا بإصابة سيسيه وخروجه واللعب باسلام لاعب الوسط بدلا منه ليبقي أحمد جعفر وحيدا في الهجوم. المباراة في مجملها جاءت متوسطة المستوي وكان شوطها الثاني أفضل من الأول بحساب الفرص المهدرة والهدف الذي سجله محمد ابوتريكة والذي جعل المباراة شكلا آخر. فيما تبقي من دقائق بعد أن هاجم الزمالك بكل خطوطه تقريبا لأنه لم يعد هناك ما يبكي عليه والأهلي استغل المساحات الخلفية في محاولة لتعزيز تقدمه ولكن حالت الرعونة دون تحقيق ذلك. ويمكن تلخيص الشوط الأول في الفرص المحدودة جدا التي سنحت للفريقين وان كانت فرص الزمالك الاخطر, وكانت البداية في محاولة لنور السيد لاكتشاف مرمي شريف إكرامي بتسديدة رد عليها الأهلي بتسديدة أرضية لوليد سليمان مرت بجوار القائم بالرغم من أنه كان في وضع يسمح له بتهديد مرمي عبدالواحد السيد وانفراد تام لعبدالله سيسيه ومحمد إبراهيم ولكن الأخير يرتبك ويهدر الفرصة وأخري لأحمد سمير ويتعامل معه وليد سليمان ويحول الكرة لركلة ركنية. تبدل الحال في الشوط الثاني وبدت رغبة الفريقين للفوز أكبر بعض الشيء إلا أن الكثافة العديدة وعدم وجود مساحات في العمق الدفاعي, خاصة في الزمالك حال دون تهديد المرمي بشكل فعال إلا من خلال التسديدات من علي حدود ال18 بالنسبة للأهلي, أما الزمالك فكان وصوله لمرمي شريف إكرامي أكثر يسرا لوجود مساحات شاسعة في الدفاع الأحمر, وبالفعل انفرد محمد عبدالشافي من انطلاقة من جهته اليسري ولعب الكرة عرضية لم تجد المتابع وأخري لمحمد إبراهيم الذي راوغ بمهارة عالية محمد نجيب في نصف متر وسدد الكرة بجوار القائم.. وانفراد آخر لإبراهيم ويسدد في قدم إكرامي. كان طبيعيا أن يجري حسام البدري تغييرات وكان موفقا في سحب حسام غالي والدفع بعبدالله السعيد, قابله حسن شحاتة بسحب أحمدحسن والدفع بأحمد جعفر ويجري البدري تغيرا ثانيا بسحب بركات والدفع بجدو ويرد حسن شحاتة بسحب محمد إبراهيم والدفع بحازم إمام إلا أن تغييرات البدري أحدثت تأثيرا إيجابيا علي أداء الأهلي بعكس ما حدث للزمالك. وفي الدقيقة ال33 من عرضية متقنة للبديل عبدالله السعيد يستقبل أبو تريكة الكرة برأسه ويسددها في أقصي الزاوية اليسري لمرمي عبدالواحد السيد محرزا هدف السبق والفوز. وبطبيعة الحال يحاول الزمالك ادراك التعادل وتتفتح خطوطه ويتهدد مرمي عبدالواحد السيد من الكرات المرتدة ويخرج ابوتريكة ويلعب الصاعد تريزيجيه بدلا منه وتمر الدقائق سريعة علي الزمالك بطيئة علي الأهلي حتي أطلق الحكم الكيني الذي أدار اللقاء صفارة النهاية.