تري هل سننتبه هذه المرة أم ستمر كارثة عقار الاسكندرية التي أودت بحياة20 مواطنا كسابقتها من الحوادث.. صراخ في البداية ثم هدوء تدريجي, وفي النهاية لا شيء جديدا يحدث ويتم غلق الملف انتظارا لكارثة جديدة. السيد محافظ الإسكندرية قال إن هناك25 ألف عقار بالإسكندرية صدرت لها قرارات إزالة بعد الثورة.. معني ذلك أننا مقبلون لا محالة علي كوارث جديدة إن لم يتم التحرك علي الفور من جميع قطاعات الدولة لايجاد حل عاجل هذه القنبلة الموقوتة. والسؤال الأهم, أين يذهب أصحاب العقارات الآيلة للسقوط, وهصل هناك أماكن تكفي لاستيعابهم, أم سيكون مصيرهم التشرد والعراء؟. ولكي نخطط للمستقبل علينا أن نغلق ملفات الماضي أولا بأسس علمية وفنية وحلول واقعية ونبدأ في توفير مسكن بديل لقاطني هذه العمارات ويكون نقل هؤلاء السكان بالعقل والاقناع, وأنا اعتقد أنهم سيقبلون طالما توافر مسكن بديل بدلامن انتظار كارثة ثانية وثالثة والموت تحت أنقاض هذه العمارات وهذا الملف الخطير يجب أن يكون علي رأس أولويات الرئيس محمد مرسي. يتكلم البعض عن الإعلام والتليفزيون والفضائيات, البعض منها طبعا لا تساعد الرئيس محمد مرسي علي اتمام ما تعهد به قبل انتخابات الاعادة من إصلاح الاقتصاد وتحسين أحوال المواطنين وحل مشاكل البطالة والسياحة والقمامة, وأنا أقول بوضوح لا مجال لتحقيق أي وعود في ظل الاعتصامات والمظاهرات الفئوية والفردية التي لا تهدأ, والآن انقسم المتظاهرون لفريقين فريق بميدان التحرير وآخر بمدينة نصر, وكأنها مباراة لكن فريقيها خاسران والمواطن المصري الفقير وحده عليه أن يدفع الثمن. ولابد من هدنة ولو للمائة يوم التي وعد بها الرئيس مرسي لحل كثير من المشاكل المتعلقة وأهمها المرور والقمامة وغيرهما. وبدون هدنة في رأيي الشخصي ورأي الكثير من المواطنين لن نحل أو نقضي علي مشكلة المرور وحوادث الطرق الرهيبة, وكذلك حل مشكلة القمامة, وكلنا يعلم أن المشاكل الموجودة في الوطن لن يحلها الرئيس مرسي بمفرده ولكن بتعاون الجميع وبإخلاء الميادين من المظاهرات واثارها السلبية التخريبية والتي تقضي علي انفراج وإصلاح الاقتصاد والسياحة وعلينا أن نبدأ جميعا بالعمل والانتاج وليس بالمظاهرات وقطع الطرق. تحدثت مع كاتب صحفي معروف صديقي من الدراسة عن الوضع في مصر, ومصر رايحة علي فين والحقيقة كان رأيي ورأيه إن شاء الله مصر رايحة علي الأفضل بتعاون الجميع مسلمين ومسيحيين, واتفقنا علي ضرورة أن يعمل الجميع مع الرئيس المنتخب لصالح مصر, وعلي ضرورة ان تتوقف المطالب الفئوية في جميع الأماكن مؤقتا, واعطاء الفرصة للمسئولين لدراستها وتقييمها وبحث سبل حلها, ولأنني وصديقي ننتمي لأسرة الرياضة فقد تحدثنا عن وقف نشاط كرة القدم معشوقة ا لجماهير ولكن ماذا تفعل الداخلية وحدها بدون تعاون الجماهير والمشجعين, فكرة القدم والرياضة ليست حربا أهلية يموت فيها المشجعون الابرياء بالمئات, وقد اتفقنا أن الأفضل كما فعلت الداخلية رفضها اقامة أي مباريات رسمية أو ودية خلال الفترة القادمة. حضرت وزيرة الخارجية الأمريكية واجتمعت مع المسئولين المصريين وأولهم رئيس الجمهورية د. محمد مرسي وكذلك رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة المشير طنطاوي, وقد عارض البعض هذه الزيارة ورحب بها الآخر, ولابد أن نعلم أن مصر بعد الثورة من غير المعقول ان تدير ظهرها لأمريكا, وأن تقطع علاقتها وتعاونها مع الدول الأوروبية والعربية هذا غير معقول وغير مقبول فنحن نتقابل ونتشاور مع الجميع لصالح مصر ونتفاهم مع جميع الدول الأوروبية سياسيا واقتصاديا لأننا نحن جزء من هذا العالم الكبير ولا نستطيع أن نغلق الباب علي أنفسنا, ونعيش منعزلين لأي أسباب أو رؤي مختلفة. وللحقيقة فإن زيارة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية أثارت جدلا سياسيا واسعا في الشارع المصري. وفي الحقيقة أمريكا تريد مصر علي حالها بما لا يؤدي الي اضطراب الأوضاع أو انزلاقها الي فوضي الأمر الذي يمكن أن يعزز الإرهاب في منطقة ضد المصالح الغربية كذلك تريد مصر جزءا من التحالف الاقليمي مع المملكة العربية السعودية ضد إيران. وفي نهاية زيارتها لمصر أثنت الوزيرة الأمريكية علي دور المجلس العسكري الذي وصفته بالبارز في قيادة المرحلة الانتقالية. ووجهت كلينتون رسالة تقدير من بلادها الي المجلس الأعلي للقوات المسلحة لوفائه بتعهداته التي قطعها علي نفسه بنقل السلطة الي المدنيين وإجراء انتخابات نزيهة شهد بها العالم كله. تأخر تشكيل الحكومة الجديدة قليلا وأتمني عند ظهور الحكومة أن تكون قوية ولها رئيس قوي للقضاء علي الانفلات الأمني حتي يشعر المواطن المصري ورجل الشارع بالأمن والأمان وانفراجة المرور والقضاء علي الانفلات الأخلاقي من سائقي السيارات, وأتمني حين تظهر الوزارة الجديدة أن يكون اعضاؤها من المثقفين والعلماء السياسيين, وأن يعملوا جميعا لصالح الوطن, وأن يتعاون الجميع معهم من أجل مصر وصالح مصر والمصريين, وأن يحترموا القانون والدستور ومؤسسات الدولة.