كارثة حقيقية يعاني منها مرضي محافظات وسط الدلتا عند الذهاب للعلاج بمستشفي الطواريء بجامعة طنطا والذي أنشيء عام1998 ويقدم خدماته العلاجية لمواطني محافظات وسط الدلتا.. حيث يعمل حتي الان دون ميزانية من الدولة ويعتمد علي التبرعات وجزء من اعتمادات المستشفيات الجامعية الأخري مما يجعل المعاناة داخل هذا الصرح الطبي مضاعفة حيث يعاني كل من الأطباء والمرضي من عدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة وهو ما ينعكس علي الخدمة الطبية والعلاجية المقدمة للمرضي خاصة اذا علمنا ان كل مرضي هذا المستشفي مصابو الحوادث وان المستشفي يقع في قلب منطقة وسط الدلتا بين محافظات الغربية والبحيرة وكفر الشيخ والمنوفية. وأكد محمد السيد أن داخل طواريء طنطا, حدث عنهم ولا حرج منذ لحظة وصولهم المستشفي, مرورا بتلقيهم العلاج اللازم, وانتهاء بشراء كل ما يلزم لعلاجهم من أدوية ومستلزمات طبية, علي نفقتهم الخاصة, مما زاد من حدة الخلافات والمشكلات بين المرضي وذويهم وأطباء المستشفي وهيئة التمريض, خاصة مع الحالات الصعبة والحرجة في التخصصات المختلفة. وأضاف محمود عبدالعليم ان هذا المستشفي يعد مسرحا يتصارع فيه الاموات حيث لايوجد هناك أي نوع من العناية والانقاذ السريع لاي مريض يتردد علي هذا المستشفي ولكن للاسف هو الامل الوحيد لكثير من المرضي وخاصة مصابي الحوادث نظرا لعدم قبول مستشفيات اخري اسعافهم وعلاجهم. الدكتور محمد الشبيني, مدير عام مستشفي الطواريء الجامعي بطنطا وهو المدير الوحيد علي مستوي مستشفيات الجامعة المتفرغ للادارة يؤكد ان عدد الاسرة بالمستشفي يبلغ235 سريرا.. في الوقت الذي يستقبل فيه المستشفي عشرات الحالات المرضية يوميا مما يجعل الاسرة غير كافية, ولذلك نلجأ إلي استخدام بعض الترولات كأسرة للمرضي حيث تتخطي نسبة الاشغال130% ويضيف ان المستشفي يستقبل في العام الواحد في جميع التخصصات مشتملة علي حالات التدخل الجراحي البسيط اكثر من535 ألفا و565 مريضا ويشير د.الشبيني الي ان اسباب العبء علي مستشفي الطواريء ترجع الي انه لايوجد مستشفي طواريء بمحافظة كفر الشيخ بالاضافة إلي ان النظام الذي استحدثه وزير الصحة الاسبق د. حاتم الجبلي بتخصيص ايام السبت والاحد والاثنين لتحويل المرضي الي مستشفيات الصحة وباقي أيام الاسبوع لمستشفي الطواريء الجامعي وغيرها من المستشفيات الجامعية بطنطا ما هو الا مجرد تقسيم صوري وليس عمليا. وأكد الدكتور الشبيني أنه لايوجد الحد الادني من فريق طب الاصابات بمستشفيات الصحة, ولذلك يتم تحويل الحالات مرة اخري الي الطواريء وذلك لعدم توافر تخصصات: جراحة المخ والاعصاب وجراحة القلب والصدر وجراحة الاوعية وجراحة العظام والمسالك البولية المتقدمة وكسور العظام والعمود الفقري وعنايات النفسية والعصبية وعنايات المبتسرين بالاضافة الي عدم توافر تخصصات جراحة التجميل والحروق والعنايات المركزة للاصابات واجهزة التنفس الصناعي وكذلك عدم وجود جهاز رنين مغناطيسي والذي لا غني عنه في حالات الحوادث. وقال د. الشبيني: لاتوجد بوزارة الصحة مستشفيات مؤهلة لاستقبال حالات الطواريء.. مشيرا الي ان الطامة الكبري تكمن في نظام العلاج علي نفقة الدولة والذي تم العمل به خلال الفترة السابقة( ما قبل الثورة) حيث تم تخصيص15% فقط من هذه القرارات للمستشفيات الجامعية في حين ال85% الاخري تم تخصيصها لمستشفيات الصحة, مما يضيع علي المريض المحجوز بالطواريء أو المستشفي الجامعي فرصة الاستفادة بالعلاج علي نفقة الدولة. وأكد مدير مستشفي الطواريء بطنطا انه تم استحداث قسم طب الطواريء والحالات الحرجة بالمستشفي ويضم6 اطباء متخصصين في استقبال الحالات خاصة في حالة الحوادث, مشيرا الي ان تخصص طب الطواريء غير موجود سوي في جامعتي الاسكندرية وقناة السويس, واضاف انه جار توفير التبرعات اللازمة لانشاء مبني ملحق بالطواريء مكون من3 أدوار.. الاول يضم طب الطواريء والثاني لتطوير قسم السموم المنشأ حديثا بالمستشفي والدور الثالث لقسم الجراحة العامة والعظام.