صدق أو لا تصدق, مستشفي الطوارئ بجامعة طنطا والذي أنشئ عام1998 ويقدم خدماته العلاجية لمواطني محافظات وسط الدلتا, يعمل حتي الآن دون ميزانية من الدولة. ويعتمد علي التبرعات وجزء من اعتمادات المستشفيات الجامعية الأخري, مما يجعل المعاناة داخل هذا الصرح الطبي مضاعفة, حيث يعاني كل من الأطباء والمرضي من عدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة وهو ماينعكس علي الخدمة الطبية والعلاجية المقدمة للمرضي خاصة إذا علمنا ان كل مرضي هذا المستشفي من مصابي الحوادث, وأن المستشفي يقع في قلب منطقة وسط الدلتا بين محافظات الغربية والبحيرة وكفر الشيخ والمنوفية. الدكتور محمد الشبيني مدير عام مستشفي الطوارئ الجامعي بطنطا, يؤكد أن عدد الأسرة بالمستشفي يبلغ235 سريرا, في الوقت الذي يستقبل فيه المستشفي عشرات الحالات المرضية يوميا مما يجعل الأسرة غير كافية, ولذلك نلجأ الي استخدام بعض الترولات كأسرة للمرضي حيث تتخطي نسبة الاشغال130%. ويضيف أن المستشفي استقبل خلال الفترة من2009/1/1 وحتي2010/12/31 في جميع التخصصات مشتملة علي حالات التدخل الجراحي البسيط535 ألفا و565 مريضا, وبلغ عدد الحالات التي اجريت لها أشعة عادية97 ألفا و872 حالة, وأشعة مقطعية12 ألفا و984 حالة بالاضافة الي121 ألفا و684 مريضا اجريت لهم تحاليل وأبحاث معملية, و14 ألفا و577 مريضا اجريت لهم عمليات صغري وكبري وذات مهارة خاصة كما تم اجراء3687 منظارا للجهاز الهضمي و26457 اشعة بالموجات فوق الصوتية. ويشير د. الشبيني الي ان أسباب العبء علي مستشفي الطوارئ ترجع الي انه لا يوجد مستشفي طوارئ بمحافظة كفر الشيخ. بالاضافة الي ان النظام الذي استحدثه وزير الصحة الأسبق الدكتور حاتم الجبلي بتخصيص أيام السبت والأحد والاثنين لتحويل المرضي الي مستشفيات الصحة وباقي أيام الأسبوع لمستشفي الطوارئ الجامعي وغيرها من المستشفيات الجامعية بطنطا ماهو الا مجرد تقسيم صوري وليس عمليا لانه كما يؤكد الدكتور الشبيني لا يوجد الحد الأدني من فريق طب الاصابات بمستشفيات الصحة, ولذلك يتم تحويل الحالات مرة أخري الي الطوارئ وكذلك لعدم توافر تخصصات: جراحة المخ والأعصاب وجراحة القلب والصدر وجراحة الأوعية وجراحة العظام والمسالك البولية المتقدمة وكسور العظام والعمود الفقري وعنايات النفسية والعصبية وعنايات المبتسرين بالاضافة الي عدم توافر تخصصات جراحة التجميل والحروق والعنايات المركزة للاصابات وأجهزة التنفس الصناعي وكذلك عدم وجود جهاز رنين مغناطيسي والذي لا غني عنه في حالات الحوادث. ويقول الدكتور الشبيني: لا توجد بوزارة الصحة مستشفيات مؤهلة لاستقبال حالات الطوارئ, مشيرا الي ان الطامة الكبري تكمن في نظام العلاج علي نفقة الدولة والذي تم العمل به خلال الفترة السابقة( ماقبل الثورة) حيث تم تخصيص15% فقط من هذه القرارات للمستشفيات الجامعية في حين ال85% الأخري تم تخصيصها لمستشفيات الصحة, مما يضيع علي المريض المحجوز بالطوارئ أو المستشفي الجامعي فرصة الاستفادة بالعلاج علي نفقة الدولة. ومن جانبه يؤكد الدكتور محسن مقشط عميد كلية الطب جامعة طنطا, رئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية انه منذ13 عاما والجهود مبذولة ومتواصلة للمطالبة بتوفير ميزانية خاصة لمستشفي الطوارئ بطنطا خاصة أنه يتم استقطاع جزء من ميزانية المستشفيات الجامعية المحدودة للصرف علي الطوارئ بالاضافة الي بعض الموارد الذاتية من صندوق تحسين الخدمة وصندوق الحساب الاقتصادي.. إلا أن ذلك ليس كافيا في ظل الضغط المتواصل علي مستشفي الطوارئ والذي يحتاج الي ميزانية ثابتة مثله في ذلك مثل الوحدات ذات الطابع الخاص بالجامعة والتي لها ميزانية خاصة بها. ومن جانب آخر, أكدت الدكتورة هالة فؤاد رئيسة جامعة طنطا انها بصدد اتخاذ الاجراءات اللازمة لتوفير ميزانية خاصة لمستشفي الطوارئ من وزارة المالية, لعدم وجود ميزانية لها منذ13 عاما رغم قيامها بخدمة طبية شاملة لجميع محافظات وسط الدلتا, مشيرة الي اهتمام حكومة ثورة25 يناير برئاسة الدكتور عصام شرف بصحة المواطنين والعمل علي دعم القطاع الطبي عموما.