وجهها مشرق فاتن.. في لون سنابل القمح.. عيناها وشوشة البحر وهدهدة الانسام.. فيهما بريق دافئ.. مضيء وباهر.. نبيل وأصيل.. يتعانق فيهما الجنون بالثقة المطلقة.. تذيب الصخر.. لايصمد امام بريقهما اعتي الجبابرة.. روحها لاتعرف الذبول.. وجمالها ليس شكلا فقط.. وانما في قلب يفيض بالحب كل الحب.. تتهادي بكل اناقة علي اوتار المساء.. عطرها ينتشر في الانحاء,, ترتب طاولة الفرح.. للفارس القادم.. تنتظره بباقات الورود ودقات البطول.. تعتقل لاجله المودة.. وتغزل له ثوب الصباح.. قادرة علي مواجهة كل انواع الجدب والعقم.. حبها ثابت كحشائش الارض.. طراوة روحها تحميها من الصدمات المفاجئة.. المدهش ان هذا العالم بكل احباطاته.. يظل جميلا في عينيها.. في زحمة الوجوه.. لايغيب وجهها الغارق في الصفاء.. تفوح منها رائحة الياسمين والزعتر والنعناع.. ترقب السفن المسافرة وراء حلمها البعيد.. ماذا فعل ذلك العربيد المغامر.. كيف اقتحم قلاعها الشاهقة.. وخدش مرآة قلبها الذي يعيش علي ضفاف الوداعة.. واطلق اشرعته صوب الريح.. لاتسألوا كيف حدث هذا...؟ وكيف قدمت قرابين عشقها لكل قادم؟ صارت حياة العربيد المغامر فخاخا ومناورات.. ليسقط مثخنا بجراحاته بعد ان اجهده الطيران في ليل الرماد الطويل. اطال الليل المكوث.. هل انسي عندها غاية.. ام ضل طريقه إليها..؟ بعد ان افرغ حقائب الشجن.. وعبث في زوايا الذاكرة. كانت تفتح خلسة النوافد وتهش السواد.. وتنفض اغطية القبح.. طول الوقت وهي تضمد جراحات وعذابات لايقدر عليها بشر.. مئات الحشرات الصغيرة تفترس روحها اللينة الاشبه برغيف طازج.. جسدها الفض يوشك ان يغادر هيكله.. فقط وحده قلبها الذي لم يصبه العطب لم تبك شعرها الجميل.. الذي ازداد بياضه.. بعد ان كان ينعس فيه الليل.. مازال العازف العجوز.. وآلة الكمان النصف متهالكة والتي تشبهه.. ذاكرته مليئة بالاضواء والظلال.. والدموع والضحكات والمواثيق الضائعة.. يعزف انشودة البساطة.. ويعيش علي موارد روحه الطيبة.. متسكعا علي ابواب المدن المغلوبة والمنكوبة.. يوقد شمعة بعد ان شح الضوء.. لاتفيده كثيرا في الرؤية التي ضعفت.. وانما للمبصرين حتي لايصطدموا به.. يكبي الابناء الذين تفرقت بهم السبل عبر تقلبات السنين.. وانشغالهم وتقاعسهم.. ولانجاة لهم إلا اذا تغلبوا علي ضعفهم وهم الذين يملكون القدرة والشجاعة.. وقد فعلوها.. فيما يشبه الزلزال والاعصار.. قطرات من حياة تسري في حنايا القلب.. يفتح صدره لنسمة جذلة.. يضم الابناء بعد غياب طال.. ويحتضن حفيده طفل البكور.. الذي بدأ خطوات النمو. محمد محمود غدية المحلة الكبري [email protected]