الشرق الأوسط في حاجة إلي راحة.. أو علي الأدق في حاجة الي استراحة.. وبالتحديد استراحة المحارب.. فالبلاد العربية.. في معظمها في حالة فوران.. في حالة ثورات ضد الظلم الذي طال عليها حتي أوصلها إلي حالة من الرقاد أو الاستسلام.. ثم إذا بها تستيقظ فجأة لتنفض الركام الذي عزلها عن حقيقتها.. لتثور مطالبة بكل ماسلب منها دفعة واحدة.. غير عابئة بما يقابلها في الطريق بل غير عابئة بما يسيل منها من دماء ثمنا لتلك الحرية الوليدة.. هكذا كان الأمر في تونس ومصر وليبيا واليمن والآن في سوريا والسودان ونوعا ما في الأردن والبحرين.. انها عدوي الحرية تنتقل في الهواء الطلق بين الشعوب.. في نفس الوقت تنتقل تحت سطح البحر الغواصات الأمريكية في الخليج تحسبا لما قد تفعله ايران في مضيق هرمز.. هكذا أصبحت منطقة الشرق الأوسط منطقة بركانية.. تقذف بالحمم المخزونة الي الفضاء في وقت واحد وفي فترة زمنية قصيرة فهل سيهدأ الفوران قريبا؟ * الشرق الأوسط في حاجة إلي استراحة المحارب رغم انها كلها حروب داخلية.. حروب تحرر وحريات.. لكنها تصبغ الأجواء بدخان كثيف تتخلله نار مشتعلة. ربما كانت مصر محروسة فعلا.. فقد بدأت تلتقط أنفاسها مع دخول شهر رمضان.. لكن سوريا تثير الحزن.. ومايحدث فيها يثير الأسي ومع ان مايحدث فيها هو حرب بالفعل وليس مسألة تمرد علي النظام.. لكن الحقيقة انها حرب طائفية فالقتل لايطول الا طائفة واحدة دون الاخري التي ينتمي إليها رئيس الدولة وسدنة النظام.. وماحدث من قتل مايزيد علي250 فردا في مجزرة واحدة في قرية واحدة مسألة لايجب ابدا ان يسكت العالم تجاهها والا أصيب قلبه قلب العالم المتحضر بالقسوة والغلظة وتحولت الدماء في نظره إلي ماء ملون.. إن موت او قتل فرد واحد بريء هو بمثابة قتل للناس جميعا.. أو هو تشريع بهذا من العالم كله.. لماذا الصمت؟ لماذا هذا الهدوء سواء من مجلس الأمن او من الدول الحارسة للسلام؟ قلبي مع السوريين الأشقاء خصوصا الامهات والأطفال. * رمضان علي الأبواب. وهو الشهر الذي تسلسل فيه الشياطين.. فهل ستسلسل شياطين الإنس كشياطين الجن.. أم ستظل طليقة تعيث في الأرض فسادا؟! [email protected]