* الحمد لله أن تم القبض علي قتلة طالب الهندسة بالسويس.. فهكذا اكتملت القضية.. وهي ليست قضية فردية أو فئوية ولكنها قضية مصر كلها ومستقبل مصر والطريق الذي ستمشي فيه مصر وأهلها.. والقضية ببساطة شاب مقبل علي الحياة يجلس مع خطيبته علي كورنيش النيل.. يرسمان المستقبل, غافلين عن هؤلاء الذين يراقبون الحياة بغل وحسد بصفتهم كارهين لها إلا لأنفسهم.. نزلوا عن دراجتهم البخارية واتجهوا نحو الشاب والفتاة وفاجأوهم بالسؤال الغريب: لماذا تجلسون هنا؟.. وهو سؤال لا محل له من الإعراب.. ثم سألوا الفتاة: أليس لك أهل؟. وكانت ردود الفتي والفتاة طبيعية, لأن الموقف نفسه طبيعي, كما لو كان السؤال بشكل آخر لماذا تحبون الحياة؟ أو لماذا يجمعكما الحب؟.. ولأن السؤال غريب.. لم تكن الإجابات مقنعة بالنسبة لهؤلاء الذين يراقبون الحياة بحسد وغل.. علت الدهشة طبعا وجه الفتي والفتاة, خاصة بعد أن أخبروهم أنهما خطيبان وتلعثموا طبعا, لأن الأسئلة سريعة ومتلاحقة والحكم سابق علي الاتهام.. فهم لم ينزلوا عن دراجتهم البخارية إلا ليعاقبوهما.. وهم لم يركبوا الدراجة أصلا إلا ليتجولوا بها بحثا عن ضحية يفرغون فيها طاقتهم الشريرة! وانتهي الأمر سريعا بقطع شريان الشاب ثم الهرب! والسؤال هنا: من أعطي هؤلاء رخصة تلك القبضية غير القانونية؟.. لا القانون ولا المجتمع ولا الدين السليم ولا أي جهة؟.. لكنه في الحقيقة كراهية الحياة.. إنهم يتخيلون أنهم ينفذون تعاليم الدين, مع أن الدين واضح لمن يري( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا). كما أن الله قال لنبيه: ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك, وقال له: وإنك لعلي خلق عظيم.. فإذا كان هؤلاء يقتدون بصفتهم سلفيين بالنبي الكريم وبالسلف الصالح.. فأين هم من هؤلاء؟.. هذا من الجانب الديني, أما الجانب الحياتي.. جانب المجتمع.. فلايزال السؤال قائما: من أعطاهم تلك الرخصة؟.. ولماذا يتهاون معهم المجتمع؟.. إن القاتل يقتل هذا هو القصاص العادل.. ولكن أن يترك حرا أو حتي يسجن فهذه هي الفوضي؟ وبالمناسبة, فإننا مازلنا نحيا في المنطقة ما بين الحرية والفوضي.. وسيجد كثير من المتشددين الفرصة في هذه اللوحة الضبابية أن يرتدوا عباءة الزعامة والتحكم في الآخرين تحت مسميات كثيرة.. وإن لم نلحق ونحاصرهم من البداية فسينتشر المرض وربما وصلنا إلي محاكم تفتيش حتي في الضمائر نفسها. ** * عقاب هؤلاء القتلة الثلاثة يجب أن يكون رادعا وإعلاميا حتي تأخذ القضية شكلها الصحيح.. وحتي يرتدع الآخرون الذين يفكرون في مراقبة الحياة.. بغل.. وحسد! [email protected]