عبر المثقفون عن قلقهم من أن يسيطر التيار الديني علي وزارة الثقافة والوسط الإبداعي بشكل عام, معلنين عن تخوفهم من التشكيل الوزاري بان يحمل للوزارة اسما من خارج الوسط. رغم الخطاب التطميني الذي وجه لهم والوعود بالحفاظ علي حرية التفكير والإبداع, اذ قال الروائي جمال الغيطاني عضو المجلس الأعلي للثقافة أثناء اجتماع اعلان جوائز الدولة, أن فرض اي اسم علي المثقفين من خارجهم, سيجابه بموقف حازم يرفض فيه المثقفون التعامل مع الوزير الجديد, كما هدد بموجة استقالات جماعية من المجلس الذي يعد قلب الوزارة. وعلي خلفية هذا رفض الشاعر عبدالمنعم رمضان ان تكون هناك تصريحات باسم المثقفين بوجه عام قائلا من فوض اي أحد ان يختار لنا كجماعة المبدعين فنحن لا نثق في اغلب اعضاء المجلس الاعلي للثقافة, الذين اختارهم النظام السابق الذي كان يثق فيهم, فلم ننتخبهم حتي يمثلونا خاصة علي المستوي السياسي, وأنا كمثقف لا اتعامل مع وزارة الثقافة التي اري ان وجودها لا مبرر له. موضحا اننا كنا نريد ان نحتمي من هذه التصورات التي تقلقنا ممن هو قادم او ان يطالب بالغاء وزارة الثقافة التي منذ نشأت وهي احدي اهم الاجهزة الايديولوجية التي يعتمد عليها النظام والوزير خادم بالتبعية للنظام واعضاء المجلس ضمن ذلك, وكل اختياراتهم لمنح الجوائز كانت تدل علي ذلك, ولا اري ان تخوفاتهم من سيطرة التيار المحافظ وتحججهم بالحريات الضائعة خير وسيلة لكي يخفوا ما في قلوبهم من استياء بعد انتهاء النظام السابق وسقوط ممثليه في الانتخابات الرئاسية, واقترح تحويل الوزارة الي وزارة تراث ترعي التراث القديم من كتب وتماثيل اما الثقافة الحاضرة فإنها لا تحتاج لوزارة ولكنها تحتاج لصناديق تمولها. وأكد الكاتب ابراهيم عبدالمجيد ان موقفه واضح وانه ضد وجود وزارة ثقافة وأنها ولابد من إلغائها, لأننا لسنا مجتمعا اشتراكيا نحن مجتمع رأسمالي نحتاج لكيان مهمته الوحيدة دعم الثقافة ودور النشر دعما ماديا فقط. وأوضح الكاتب د. أحمد الخميسي أنا لا أعتمد علي مايقوله الناس ولا تصريحات المسئولين ولا الاصول الفكرية التي جاءوا منها لاننا رأينا مثقفين من اصول يسارية وكانوا من أشد الخادمين للنظام واخرين من ارضية وطنية وعاونوا النظام, وبالنسبة لوزير الثقافة يمكن يأتي من خلفية دينية في التشكيل الجديد لكن انا ادعو للصبر حتي نري ماذا سيحدث ولكي نتبين هل خلفيته تتحكم في سلوكه وأدائه وفي منصبه ام لا, لو حكمت علي سلوكه بالمعني السلبي سنتعامل معه ونؤكد رفضنا له لكن عموما وزراء الثقافة بعد ثروت عكاشة كانوا تعبيرا عن سياسة الدولة, لكني لا أرحب بموقف متشنج مبكر من وزير الثقافة كما انني ضد ترويج سياسات الاخوان في مجالات الإبداع والتفكير والثقافة. وقال الشاعر شعبان يوسف انه من الصعب الحكم علي شيء لم نره بعد, واري انه لابد ان تكون هناك درجة من درجات التريث حتي يصبح هناك وزير يمكن مخاطبته, لكن لو جاء وزير الثقافة من خارج الجماعة الثقافية لن يأتي بثمار جيدة للثقافة خاصة اننا لدينا في الوسط من يستطيعون ان يديروا العملية الثقافية, كما ان التيار الديني لا توجد لديه اسماء تنتمي للحركة الثقافية الناشطة خاصة ان نوابهم في برلمانات ما قبل الثورة هم من أثاروا دعوات ضد حرية الإبداع منها وليمة اعشاب البحر, ومحيي الدين ابن عربي وغيرهما. واضاف يوسف مرفوض جدا ان يأتي وزير من هذا التيار, لكن لوجاء لابد ان نتعامل معه ولا نترك اماكننا في الوزارة والمجلس والهيئات الثقافية لانهم سيأتون بغيرنا من تيارهم ويسكنوهم مكاننا, ويديرونها علي طريقتهم ويقولون اننا لم نرد ان نعمل, ودوري كمثقف ان ادافع عن ثقافتي وحريتي وتراثي.