تساءلت مجلة تايم الأمريكية هل وصل الربيع العربي إلي الخرطوم وهل سيتمكن السودانيون الذين خرجوا للشوارع بالآلاف واحتشدوا في مظاهرات مناهضة للحكومة لارتفاع الأسعار, من الاطاحة بالبشير والتصدي للقوات السودانية التي تستخدم كل أشكال العنف ضد هؤلاء البسطاء. وقالت المجلة إنه في أقل من أسبوع خرجت مظاهرات لم تشهدها السودان في محاولة منهم لاشعال فتيل ثورة تطيح بالبشير علي غرار الاحتجاجات التي اطاحت بالحكام المستبدين في مصر وتونس وليبيا. وأضافت المجلة أن الشعب السوداني تحدي البشير الذي يحكم قبضته علي البلاد منذ أكثر من23 عاما وتعالت أصواتهم رافضة للتدهور الاقتصادي الذي تشهده البلاد ورفع أسعار الغذاء والوقود والسياسة التقشفية التي تنتهجها الحكومة, وأن الاحتجاجات خرجت في البداية ضد الغلاء وسرعان ما تحولت إلي ثورة ضد الفساد, وأشارت المجلة إلي أن ما زاد من حالة الاحتقان في الشارع السوداني هو نظام البشير الذي يستخدم كل أشكال القوة لوأد هذه الاحتجاجات. وقالت المجلة إن الحكومة السودانية استهزأت من خروج الآلاف من جمعة لحس الكوع للمطالبة برحيل البشير وشنت حملة اعتقالات كبيرة قام بها النظام حيث إنه اعتقل في يوم واحد أكثر من1000 شخص وإصابة مئات الجرحي إلا أن المظاهرات نجحت في الانتشار في كل أنحاء السودان. ورصدت المجلة رد الفعل السلبي من جانب البشير الذي وقف متفرجا علي التجاوزات التي تقع علي شباب بلده بل أكد أنها مجرد أعمال شغب وليست ثورة حقيقية كما يتخيلها البعض بل وتوعد شعبه بالتصدي لهم بالمجاهدين الحقيقيين ووصف هؤلاء الثور بأنهم مجرد محرضين يعملون وفقا لأجندات أجنبية تسعي لتخريب البلد ونشر الفوضي كما فعل غيره من الحكام المستبدين. ونقلت المجلة أيضا عن البشير أنه تجول في أنحاء العاصمة في سيارة مكشوفة ولم يكن هناك شيء, مشيرا إلي أن الناس رحبوا به مكبرين, وأضاف أن من يتطلع إلي ربيع عربي في السودان فإنه سيصاب بالاحباط. وقالت المجلة إن السودان يقع بالفعل تحت وطأة المخاوف الاقتصادية خاصة بعد انفصال الجنوب وقطع خطوط أنابيب النفط للدرجة التي دفعت الخرطوم لطلب تبرعات للقوات العسكرية. وأشارت المجلة إلي أن تشبث البشير بالسلطة وصمته تجاه العنف غير المبرر ضد أبناء شعبه من قبل قواته التي استخدمت الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي للقضاء علي ثورة السودانيين وهو ما وضع البشير في مأزق بعد إدانته علي الصعيد الدولي بسبب أعمال العنف التي تحدث ضد المتظاهرين السلميين.