أخيرا أسدل الستار علي أول انتخابات رئاسية حرة في تاريخ مصر علي الإطلاق شارك فيها الشعب لأول مرة بشكل حقيقي ليختار رئيسه القادم وتمت تحت إشراف قضائي كامل وقبل أن أهنئ الرئيس الجديد أريد أن أهنئ الشعب المصري أولا علي نجاح هذه التجربة والتي كانت نتاج ثورته العظيمة في25 يناير, وأهنئ وأشكر قضاة مصر الشرفاء الذين أشرفوا علي هذه الإنتخابات وكانوا مثالا للموضوعية والنزاهة وقضوا علي أي تخوفات من تزوير الانتخابات, ووقفوا علي مسافة واحدة بين الجميع وقدموا نموذجا للشرف والعدالة, ولم يتأثروا بما فعله آلاف المتظاهرين الذين تم حشدهم بالطريقة المعروفة في ميدان التحرير ليهتفوا ضد قضاة مصر وأحكام القضاء بل دعوا جميعا بتأثير من قياداتهم التي حشدتهم إلي عدم إحترام أحكام القضاء!! هذا القضاء الذي لولاه ما جاءت هذه القيادات التي حركتهم إلي مجلس الشعب أو الشوري وإن كانوا لم يحافظوا علي ذلك مما ادي إلي حل المجلس ولولا قضاة مصر الشرفاء ما جاء الرئيس المنتخب د. محمد مرسي بعد أن شكك تيار الإسلام السياسي في البداية في الانتخابات الرئاسية وأوعز أنه قد يتم تزويرها وهذا يقضي بالتبعية ان قضاة مصر هم الذين سيشتركون في ذلك, ولم يكن هذا صحيحا علي الإطلاق. وقبل أن أهنئ الرئيس الجديد أشكر المجلس العسكري والقوات المسلحة المصرية التي إنحازت إلي الشعب ولولاها ما نجحت ثورة25 يناير ولم تفعل مثلما فعلت مثيلاتها في دول أخري قريبة منا عندما وقفت مع النظام ضد الشعب تحية إلي أعضاء المجلس العسكري الذين تحملوا كل البذاءات والتطاول عليهم من كل من هب ودب ووصل الأمر أن حولهم البعض من هؤلاء الجهلة إلي ما يشبه أعداء الوطن وتحمله المجلس العسكري والقوات المسلحة ما لم يتحمل بشر حتي يعبروا بالبلاد إلي بر الأمان ولو كانوا يريدون الإنقلاب علي السلطة أو راغبين فيها لكانوا قد فعلوها مباشرة بعد سقوط النظام السابق وكانت كل الأجواء مهيئة لذلك لكنهم لم يفعلوها لأنهم يريدون لمصر فعلا الحرية والديمقراطية الحقيقية وقبل أن أهنئ رئيس مصر الجديد أحيي د. كمال الجنزوري وحكومته الذين قبلوا أن يتحملوا كل هذه الصعاب وكل هذا الهجوم عليهم الذي كان البرلمان المنحل إحدي وسائله مع أن هذه الحكومة بذلت من الجهد خلال شهور قليلة ما لم تبذله أي حكومة أخري في مصر طوال تاريخها خاصة وأنها كانت تعمل في ظروف صعبة للغاية لا تجعل أي عاقل أو مجنون ان يقدم علي التطوع لتحمل المسئولية في هذه الفترة العصيبة. وأخيرا أهنئ الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر, وأؤكد له ان المهمة الموكلة اليه ثقيلة جدا ولا يمكن لأي فصيل أن يقوم بها وحده مهما كان, لذا أناشده بأن يقف علي مسافة واحدة من كل المصريين بعد أن أصبح رئيسا لهم جميعا وألا يكرر تجربة البرلمان المنحل الذي حاول الإستئثار بكل شيء لصالح تيار معين, وأؤكد له ان الأيام القادمة تحتاج إلي توافق حقيقي بين الرئيس الجديد وبين المجلس العسكري ولا تحتاج للمغالبة واختيار القوي بين هذا أو ذاك وتحتاج إلي إحترام القانون والقضاء فعلا وليس قولا فقط, ونحن لن نقبل أن يدفعك البعض للتفكير في الإلتفاف حول أحكام القضاء خاصة حكم المحكمة الدستورية الخاص بمجلس الشعب لأن رئيس الدولة يقسم باحترام الدستور والقانون ولا تسمح للبعض ان يدفعك إلي أن تصطدم بالمجلس العسكري بحجة البحث عن استكمال اختصاصات الرئيس الجديد الآن والإهتمام بالتوسع فيها أو الإصرار علي الغاء الإعلان الدستوري المكمل لأن هذه مرحلة إنتقالية, ولا يوجد للأمانة نقصان لسلطات الرئيس في شيء وتذكر أن حزب الحرية والعدالة والذي كنت أنت رئيسه قبل أيام والإخوان المسلمين الذين كنت انت أحد قياداتها ومازلت كانوا يؤكدون دائما ان الدستور الجديد لابد أن يحد من سلطات الرئيس حتي لا نصنع فرعونا آخر في مصر فهل إذا جاء أحد من الإخوان رئيسا للجمهورية تناسينا ماكنا ننادي به لابد أن نركز ياسيادة الرئيس الجديد في إعداد الدستور الجديد وتحديد شكل ونظام الحكم القادم وأن نسرع في الانتهاء من المرحلة الانتقالية ولا نجعلها مرحلة انتقامية لأن النتيجة وقتها ستكون كارثية وعلي الجميع ايضا.