تعتبر مكاتب الشهر العقاري الصندوق الآمن لآلاف التعاملات المالية والعقارية للمواطنين والمحافظة علي حقوقهم والتوثيق لها من خلال إجراءات وسجلات رسمية يجب أن تتوافر لها عناصر السلامة المهنية والأمن والأمان, لذلك فالواجب أن يتوافر لتلك المكاتب الموقع والبنية الأساسية المناسبين للعاملين بها والجمهور المتعامل معها, وذلك لتقليل الخطأ البشري المحتمل لكن الغريب والمثير للعجب الحالة المزرية التي عليها مكتب الشهر العقاري بمدينة دمنهور والذي يشغل شقتين بالدور الأرضي بأحد عقارات الأهالي وبعدد4 حجرات ضيقة يشغلها أكثر من100 موظف يتكدسون بمكاتبهم فيها, وحتي المطبخ ودورة المياه تحولت إلي مكاتب للموظفين الذين يعانون تكدس المكاتب والدواليب والكراسي المكسرة دون وجود أي مساحات للحركة الطبيعية, هذا بخلاف جمهور المتعاملين مع المكتب الذين يفترشون السلالم والأرصفة أمام المكتب ويتعامل مع الخزينة المختصة بتسديد الرسوم من شباك يطل علي الشارع يتزاحمون عليه دون توفير أي قدر من الراحة أو الأمان, كما اختفي المسئولون بالشهر العقاري بدمنهور باستخدام لوحة حمراء مدون عليها كلمة( طفاية حريق) لحماية وثائق ومستندات مواطني البحيرة في صورة تجلت فيها كل معاني الإهمال, وعدم اللامبالاة, فاكتفي المسئولون بتعليق لافتات( طفاية حريق) بالغرف لعلها تفي بالغرض وتمنع الحرائق من النشوب, وفي هذا السياق يؤكد محمود علي أحد المواطنين الموجودين أمام مكتب الشهر العقاري, أنه موجود أمام المكتب منذ التاسعة صباحا لعمل إثبات تاريخ علي عقد إيجار لشقة وافترش الرصيف أمام المكتب حتي فرغ الموظف المسئول من المواطن الذي أمامه والواقف بين مكتبين لعدم وجود كرسي يستريح عليه فأخذت مكانه أمام الموظف الذي يتأفف من جلوسه علي مكتب مسنود علي قالب طوب لحفظ توازنه وعلي كرسي بدون ظهر فيصب جام غضبه علي العملاء متحججا بأي سبب للتهرب من العمل, وما بين ابتسامة تصنعتها أمامه ورجاء لأنهاء عملية التوثيق تمكنت من أنهاء عملية العقد, وخرجت إلي الشارع أجفف عرقي وأستنشق بعض الهواء النقي. ويضيف ماجد لطفي( أحد الفلاحين), أنه جاء للمكتب لعمل توكيل لأحد المحامين ولكن المعاناة التي واجهتها والمتمثلة في المخلفات التي تغطي أرض المكتب ورائحة العرق التي تنتشر في أرجاء المكتب تجعل أنفاس كل الموجودين تضيق كل هذا الوضع جعلني أترك المكتب وأهرب إلي الخارج دون عمل التوكيل. ومن خلال بكاء ودموع الحاجة سعاد تقول أنها عندما أرادت دفع الرسوم المطلوبة منها, وذلك من خلال شباك واحد يطل علي الشارع ويقف أمامه العديد من الجماهير المتزاحمة علي الرصيف, وفي الشارع تحت لهيب الشمس وشدة الحرارة المرتفعة استغل أحد البلطجية هذا الزحام وقام بخطف( بوك الفلوس) بتاعي وجري, لأن إحنا في الشارع مش في مكتب توثيق للشهر العقاري. وفي إطار رؤية موظفي مكتب الشهر العقاري بدمنهور أكدت ايمان عبد الله أنهم يعملون في ظروف صعبة وغير آدمية بالمرة, حيث يعملون علي فترتين دون مراعاة لآدميتهم, فالمكان ضعيف التهوية وبدون دورة للمياه, ولانجد طوال فترات عملنا كوب ماء نشربه, فكيف نؤدي خدمة جيدة للمواطنين المترددين علي المكتب؟ وتقول محاسب محمد( موظفة بالشهر العقاري) إحنا تعبنا من كتر الشكاوي والاعتصامات وللاسف محدش بيسأل فينا فحالة الموظفين مزرية فالغرف ضيقة والمكاتب متلاصقة ومتهالكة, كما أن هناك إهمالا شديدا في غرف الأرشيف فالدواليب غير صالحة للاستخدام وتتناثر من حولها دوسيهات حفظ الوثائق والمستندات بشكل عشوائي.