[عودة الفراعنة] في واحدة من أقوي وأجمل مباريات منتخبنا الوطني خارج حدود الوطن.. قلب الفراعنة المائدة فوق رأس المنتخب الغيني, وحققا فوزا مستحقا تصدر به المنتخب المجموعة السابعة في التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بالبرازيل2014 بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراتهما التي جرت أمس بالعاصمة الغينية كوناكري ضمن مباريات الجولة الثانية ليعتلي منتخبنا قمة المجموعة منفردا برصيد6 نقاط. قدم منتخبنا عرضا رائعا في الشوط الثاني لينجح في تحويل تخلفه بهدف سجله منتخب غينيا في الشوط الأول عن طريق عبدالرزاق كمارا من ركلة جزاء الي تقدم بهدفين للنجم محمد أبوتريكة في الدقيقتين11 و..18 وتشتعل أحداث اللقاء خاصة بعد طرد الحارس الغيني الذي لم ينل من معنويات منتخب بلاده الذي هاجم بقوة حتي أدرك التعادل بغرابة شديدة في الدقيقة الأخيرة من المباراة, وتشهد الدقائق المحتسبة وقتا بدلا من الضائع قمة الاثارة بهدف قاتل لمحمد صلاح أهدي به الفوز المستحق لمنتخبنا الوطني. وإذا كان المنتخب الوطني فقد قدم درسا في اللعب حتي آخر نفس, وقدم المنتخب الغيني وجماهيره درسا في الاخلاق والروح الرياضية.. وقدم الحكم الكاميروني درسا في التحكيم العادل المتزن الذي لا يهتز تحت أي ضغوط. بدأ المنتخب اللقاء بتشكيل ضم عصام الحضري في حراسة المرمي, أمامه محمود فتح الله وأحمد حجازي في قلب الدفاع, وأحمد فتحي في الجهة اليمني, ومحمد عبدالشافي في اليسري, وفي خط الوسط محمد شوقي وحسني عبدربه في الارتكاز, ومعهما محمد النني ومحمد أبوتريكة, وفي الهجوم محمد ناجي جدو ومحمد صلاح.. واعتمد برادلي علي تضييق المساحات, وإيجاد زيادة عددية في الوسط لمنع لاعبي المنتخب الغيني من التحرك بحرية أو الانطلاق بسرعاتهم العالية من الجانبين, ونجح الي حد كبير في اغلاق كل الطرق المؤدية الي مرمي عصام الحضري, ولولا الخطأ الدفاعي الذي اضطر معه حسني عبدربه لعرقلة مهاجم غينيا واحتسبها الحكم ركلة جزاء, وسجل منها عبدالرازق كمارا هدف السبق لخرج منتخبنا متعادلا علي أقل تقدير ان لم يكن فائزا بحساب الفرص المؤكدة التي سنحت له. لعب المنتخب بحذر مبالغ فيه ولم يضغط علي المنتخب الغيني في الثلث الأخير من ملعبه الأمر الذي منح المنتخب الغيني الأفضلية في الاستحواذ علي الكرة في النصف الأول من الشوط الأول للقاء, ومعها اختفت المعالم الهجومية لمنتخبنا الذي لعب نظريا برأسي حربة هما جدو ومحمد صلاح وعمليا الثنائي لم يكن لهما ظهور مؤثر في الثلث الهجومي إلا نادرا, ومع ذلك كان بمقدور جدو هز الشباك لولا سوء التوفيق الذي صادف تسديدته الأرضية الزاحفة التي ارتدت من باطن القائم الأيمن لمرمي غينيا وتهيأت لمحمد النني الذي أطلق منها قذيفة لكن هذه المرة تعامل معها باقتدار حارس المرمي. كما عاب منتخبنا البطء الشديد في التحضير في وسط الملعب خاصة من جانب محمد شوقي وهو ما أدركه برادلي قبل نهاية الشوط, فقام بسحبه والدفع بأحمد تمساح والاكتفاء بحسني عبدربه للقيام بدور محور الارتكاز في الوسط, وأجاد عبدربه, وكان أحد أبرز لاعبي المنتخب بالرغم من الخطأ الذي تسبب في ركلة الجزاء التي سجل منها منتخب غينيا هدفه الذي حافظ عليه حتي نهاية الشوط الأول. وبشكل عام لا يمكن بأي حال من الأحوال إلقاء اللوم علي دفاع منتخبنا علي الأقل طوال الشوط الأول لأنه لم يتعرض لاختبارات حقيقية وتحديدا فيما يخص ثنائي قلب الدفاع محمود فتح الله وأحمد حجازي, بينما كانت الجبهة اليمني التي شغلها أحمد فتحي الثغرة الحقيقية ومنها تعددت ا لاختراقات ومعها أيضا تم تحجيم دور أحمد فتحي الهجومي, بعكس جبهة محمد عبدالشافي التي أغفلها المنتخب الغيني الأمر الذي منح عبدالشافي الفرصة للتقدم والقيام بدوره الهجومي, وكانت جبهته مصدر ازعاج لدفاع غينيا. تبدل الحال تماما مع ضربة البداية للشوط الثاني الذي جاء أكثر اثارة وسرعة وقوة من منتخبنا الذي نجح في ادراك التعادل ثم التقدم عن طريق محمد أبوتريكة الذي لم يكن له أي وجود في الشوط الأول, وسجل هدف التعادل من متابعة رائعة لعرضية أحمد تمساح في الدقيقة11, ثم التقدم من ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم الكاميروني الجرئ لاعتداء حارس مرمي غينيا علي حسني عبدربه بالرغم من الكرة كانت في حوزته وهو قرار جريء جدا يحسب للحكم الذي أشهر معها البطاقة الحمراء للحارس المتهور. وبالرغم من طرد الحارس إلا أن المنتخب الغيني لم يتأثر كثيرا وكشر عن أنيابه وهاجم بقوة لادراك التعادل إلا أن خبرة عصام الحضري حالت دون تحقيق المنتخب الغيني مراده في الوقت الذي تراخي فيه المنتخب وتراجع أداؤه بلا مبرر, حتي ينجح الحسن بانجورا البديل الذي دفع به مدرب غينيا في ادراك التعادل في الدقيقة الأخيرة وسط فرحة هيستيرية لم تكتمل بعد أن سجل محمد صلاح الهدف القاتل. بشكل عام المباراة في مجملها جيدة المستوي جاء شوطها الثاني أفضل من الأول الذي يمكن اختصاره في ثلاث فرص من نصيب منتخبنا, الأولي اختراق من العمق لجدو من تمريرة عبدربه, ويتدخل الدفاع في الوقت المناسب ويحول الكرة لركلة ركنية, والثانية شبه انفراد لمحمد صلاح ويسدد فوق العارضة, والثالثة تسديدة محمد ناجي جدو التي ارتدت من باطن القائم الأيسر لمرمي غينيا.. أما المنتخب الغيني فلم يهدد مرمي الحضري بشكل حقيقي, والهدف الذي سجله جاء من ركلة جزاء من خطأ لحسني عبدربه الذي تخطته الكرة والمهاجم ودخل المنطقة واضطر لعرقلته لم يتردد الحكم في احتسابها ركلة جزاء. اما أحداث الشوط الثاني, فكانت قمة في الاثارة والمتعة خاصة بعد أن تخلي كلا المنتخبين عن حذرهما الدفاعي وهاجم منتخبنا بقوة لادراك التعادل وتتعدد الفرص وينفرد محمد صلاح لكنه يسدد برعونة في يد الحارس ويرد ابراهيم كوندي بانطلاقة من الجبهة اليمني ويلعب كرة عرضية خطيرة يبعدها الحضري لتصل الي زوما ويسدد بعيدا عن المرمي, وفي الدقيقة11 يترجم منتخبنا الوطني انتفاضته بهدف التعادل الرائع الذي بدأ من الجبهة اليمني التي أشعلها محمد صلاح الذي هيأ الكرة للنني يسددها أرضية زاحفة تتحول من يد الحارس لأحمد تمساح الذي لحق بها قبل ان تخرج لركنية ومرر الكرة متقنة للقادم من الخلف أبوتريكة الذي أودعها مباشرة داخل الشباك. ويجري برادلي ثاني تغييراته فيدفع بمحمد زيدان بدلا من جدو, وتستمر الاثارة التي بلغت ذروتها في الدقيقة18 عندما فاجأ حارس مرمي غينيا الجميع بركل حسني عبدربه داخل المنطقة وهو يستحوذ علي كرة ساقطة وبجرأة شديدة يحتسب الحكم الكرة ركلة جزاء ويطرد الحارس ويتصدي أبوتريكة للركلة ويسجل الهدف الثاني, وتزداد المباراة اثارة ويتباري لاعبو منتخبنا في اهدار الفرص السهلة ومعها يحدث نوع من التراخي والاطمئنان للنتيجة, وهو ما استغله بانجورا البديل الذي اخترق دفاع المنتخب مراوغا اللاعب تلو الآخر, وانفرد بالحضري وسدد داخل الشباك محرزا هدف التعادل وسط فرصة هيستيرية من اللاعبين والجماهير, وفي الوقت الذي كان الجميع يترقب اطلاق الحكم الكاميروني الرائع صفارة النهاية بعد مرور5 دقائق وقتا بدلا من الضائع يمرر زيدان كرة ينفرد علي اثرها محمد صلاح بالحارس ويودع الكرة بمهارة فائقة داخل الشباك معلنا فوز الفراعنة3/.2