[المخرج المسرحي الرائد حسن عبد السلام:brزيارة وزير الثقافة لي تكريم للفن والفنان] في لمحة انسانية غير مسبوقة قام الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة بزيارة خاصة للمخرج المسرحي الرائد حسن عبد السلام86 عاما وحول هذه الزيارة التي يعتبرها عم حسن بمثابة اكسير الحياة بالنسبة له وبدايه لعصر جديد من الرقي والازدهار الفني والثقافي في مصر دار حواره مع الأهرام المسائي * ماذا عن زيارة وزيرالثقافة؟ ** أعاني من أزمة صحية منذ أكثر من عام وفوجئت بوزير الثقافة محمد صابر عرب يطلبني تليفونيا وليس لي سابق علاقة به ودار الحديث بيننا بروح الود والتعاطف كانه يعرفني منذ أعوام وبعدها بأيام اتصل بي مكتبه واخبرني بان الوزير سيقوم بزيارتي في المنزل وهذه كانت سابقة من نوعها في وزارة الثقافة لانني منذ60 عاما وأنا مخرج مسرحي وعاصرت جميع وزراء الثقافة بمصر لم يفعلها وزير من قبل. * ماشعورك تجاه هذه الزيارة؟ ** أنا بالمعاش منذ أكثر من26 عاما يعني لست في بالعمل مش تبعه وزارني بالمنزل ووجدت حالة غريبة من الود والإنسانية والنبل التي لم أرها في اي وزير ثقافة من قبل وينطبق عليه قول الرسول كل راع مسئول عن رعيته فقد تعودنا في هذا الزمان ان المسئولين يديرون العمل فقط دون الاهتمام بالموظفين الرعية فلا يسألون عنهم ولايرعون طلباتهم.ة * ماذا عن بداية مرضك؟ ** منذ سنوات طويلة تعبت من عدها مرضت بالسرطان وأجريت جراحات كثيرة ولم يزرني اي مسئول او حتي زملاء سواء ممثلين او مخرجين والكل يعلم بمرضي, ولم اطلب من احد شيئا ولا من الدولة لتعالجني علي نفقتها وبعد هذه السنوات يأتي الي وزير الثقافة لزيارتي فهذه إشراقة جديدة منه ليتعلم الوزراء الجانب الانساني والقدوة الحسنة, فاهتز وجداني وأحسست بان الدنيا بخير. * وماذا كان حديثك مع وزير الثقافة؟ ** قال لي انه لن ينسي ماقدمته لمصر من أعمال وأنا باسم مصر لن ننسي ماقدمته من اجلها, ونحن معك للنهاية ونتمني عودتك مرة أخري للمسرح. * وماذا عن سيرتك الذاتية التي انتهيت من كتابتها علي فراش المرض؟ ** لقد انتهيت من كتابتها بالكامل في60 صفحة ليست عني فقط ولكن عن مصر ومراحلها المختلفة من خلال السياسيين الكبار والأدباء والعلماء وكل من قدم لمصر عملا او فكرا, ثم ماقدمته من أعمال مسرحية وهي تزيد علي100 مسرحية وتعتبر من أهم مسرحيات الكوميديا في العالم العربي مثل سيدتي الجميلة وهالة حبيبتي ووموسيقي في الحي الشرقيووفارس بني خيبان واخويا هايص وانا لايص والعالمة باشا وقدمت الكوميديا الأخلاقية الاجتماعية الراقية مثل المتزوجون ووأهلا يادكتور والعيال الطيبة وباي باي ووسكر زيادة وورصاصة في القلب وتقلدت العديد من المناصب القيادية بوزارة الثقافة منها مشرف عام علي الثقافة الجماهيرية ومدير المسرح الحديث ومدير المسرح الغنائي ورئيس لقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية, وأخرجت مسرحيات لقصور الثقافة من الإسكندرية الي أسوان وأخرجت لجميع مسارح هيئة المسرح الكثير من الأعمال أهمها ياغولا عينك حمرا بطولة نور الشريف وربنا يخلي جمعة بطولة احمد ادم ومراتي زعيمة عصابة ونساء السعادة وانا علي كرسي متحرك بعد ان اقعدني المرض تماما. * باعتبارك مؤرخا مسرحيا وعاصرت جميع الملوك والرؤساء ماهي شهادتك علي العصر؟ ** زمان قبل ثورة يوليو..كان هناك تعليم قوي ومجاني في عهد الوزير الأديب طه حسين وكان هناك علماء كثيرون أفادوا مصر بعلمهم مثل عباس العقاد ومشرفة وغيرهما وبعد1952 لم يكن عبد الناصر حاكما بل كان زعيما إصلاحيا فأعطي للفلاح والعامل حقهما في جميع المجالات وكان أمله ان تصبح مصر زعيمة الأمم وانضمت الي دول عدم الانحياز فعشت هذا العصر بكل مفاخرة, ثم جاءت نكسة67 وأراد عبد الناصر ان ينسحب من الحكم فرفض الشعب المصري طلبه وظل بالحكم الي ان توفاه الله. اما السادات فهو رجل العبور والنصر العظيم واستعادة سيناء وفي ظل هذا كله فتحت الأبواب في كل المجالات, فأخرجت في هذا العصر أعظم الأعمال فأعطي الفرصة لمن عنده طاقة ايجابية, فبعد غياب أكثر من20 عاما رجع في عهد السادات فن الاوبريت فعملت ألف ليلة وليلة وعطشان ياصبايا والملاك الازرق وآه من حلاوتها والكثير من الأعمال فكان عصرا مزدهرا بالفن والثقافة. * وماذا عن عهد مبارك في رأيك؟ ** كان الحزب الوطني والعاملون به والمنتمون له هم الذين يسيطرون علي الفنون والثقافة بل والبلد كلها يستغلون المناصب القيادية والكثير منهم يأخذ حق غيره وزاد الفساد والسلبيات والسرقة والنهب من هذا الوطن وأمد الله في عمري واخيرا والحمد لله عشت أيام ثورة25 يناير بعد ان بلغت85 عاما وأحسست انني عدت شابا وولدت من جديد ثم ظهر اللهو الخفي والطرف الثالث والفلول وأشياء كثيرة لإفساد الثورة, ولكن الله يلطف بمصر ويحميها وستعود لها رفعتها وزعامتها باذن الله. * وكيف تري الحال الان؟ ** انا حزين علي ما أراه من حولي من اشتباكات ودماء شهداء أبرياء وقد اصابني هذا بحالة من الاحباط والاكتئاب حتي جاءت زيارة الوزير التي اعادت لي البسمة والامل في ان يتمتع زملائي وابنائي بمناخ ثقافي وفني جديد.