باكمان من يتصدر لعرض الكتب في الصحف الامريكية الكبري؟ هذا السؤال يبدو ملحا عند مراجعة العرض الذي قدمته الكاتبة الاسرائيلية ليندا جرادستين للطبعة الانجليزية الصادرة مؤخرا لكتاب جدار في فلسطين للصحفي الفرنسي رينيه باكمان. علي طول عرضها لما يمثل اول كتاب يوثق لتاريخ بناء جدار الفصل العنصري الذي تستكمله الحكومة الاسرائيلية لحصار المنطقة الخاضعة للسلطة الفلسطينية المنطقة الشرقيةلفلسطينالمحتلة المسماة بالضفة الغربية تشن ليندا هجوما لاذعا علي الكتاب تحاول خلاله التمثل بالحياد الي انها تصدر في بداية عرضها ان الكاتب الفرنسي ينحاز بوضوح لوجهة النظر الفلسطينية بدءا من عنوان الكتاب الذي اعتمد التسمية الفلسطينية الجدار لاالتسمية الاسرائيلية الحاجز الدفاعي واستخدامه لكلمة فلسطين لا الضفة الغربية, مشيرة الي انه اقتصر في مقابلاته مع الاسرائيليين في الكتاب علي العسكريين والمحللين السياسيين ولم يلجأ لمقابلة اي من اهالي الضحايا الذين سقطوا في الهجمات الانتحارية الفلسطينية علي حد قولها قبل بناء الجدار العازل. ليست هذه المرة الاولي التي يتم فيها اسناد مهمة عرض كتاب يختص بالشأن الفلسطيني الي محرر مقيم في اسرائيل او كاتب اسرائيلي في الصحيفة الامريكية الابرز واشنطن بوست فكتاب الهوس القاتل Lethalobsession للباحث الامريكي روبرت ويستريك الذي يتناول الهوس بالعداء للسامية بشكل حول هذا المصطلح لاداة ابتزاز سياسي اسندت البوست قبل شهر واحد مهمة عرضه لواحد من اكثر من يفرطون في استخدام هذا المصطلح وهو البروفيسور والتر لاكوير الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية الدولية الاسرائيلي ومؤلف كتب عديدة عن معاداة السامية في الغرب وهو باحث بارز في تاريخ الصهيونية. ورغم ان النظرة الاولي قد تقود الي التصور بان اسناد عرض هذه الكتب الي من يعادون افكارها ابتداء تعد نوعا من الحياد بعرض الكتاب من وجهة نظر اخري الا ان المتصدين لعرض هذه الكتب غالبا ما يبتدئون بالهجوم علي الكتاب والمؤلف ونفي الدقة والمصداقية عنه عوضا عن تفنيد المعلومات الواردةبالكتاب نفسه, ففي عرضها لكتاب جدار في فلسطينAWallinpalestine تنفي ليندا جرادستين عن مؤلف الكتاب الفرنسي رينيه باكمان الحياد وتتهمه باتخاذ الجانب الفلسطيني في عرضه لقضية الجدار وتتعمد اسقاط المعلومات الخاصة بالحكم التوصية الذي اصدرته محكمة العدل الدولية عام2004 بازالة الجدار واعتباره تحركا عنصريا من دولة اسرائيل ينتهك الحقوق الانسانية للمواطن الفلسطيني بل وطالبت الي جانب ازالة الجدار بالتعويض الفوري للمواطنين العرب الذين تضرروا سواء عبر مصادرة اراضيهم لصالح بناء الجدار او تم الاضرار بمصالحهم وحياواتهم نتيجة لبناء هذا الحاجز. وبعيدا عن المراجعة الخاصة ليندا جرادستين فان رينيه باكمان لايكتفي في كتابه بعرض تاريخ الجدار منذ فكرت السلطات الاسرائيلية في اقامته عام1995 قبل ان تبدأ في بنائه بالفعل عام2002 اثناء حكم ارييل شارون وما وصل اليه الجدار حتي توقفت الحكومة عن استكماله منذ مايزيد قليلا عن العامين وتعاود استئناف البناء هذا العام الذي كان من المفترض حسب الخطة الاسرائيلية ان يتم انتهاء بناء الجدار فيه بل يتعرض باكمان الي مافعله الجدار بحياة المواطنين الفلسطينيين بدءا من مصادرة مساحات واسعة من اراضيهم الواقعة في منطقة بناء الجدار( حيث تم بناء الجدار بالكامل علي الاراضي المملوكة للفلسطينيين دون انتزاع متر واحد من الاراضي التابعة للسلطات الاسرائيلية ومواطنيها) مرورا بتقلص عدد نقاط العبور ووصولا الي التفريق بين عائلات بكاملها بسبب مرور الجدار بين مساكنهم ومناطق عملهم. كما يتعرض باكمان في الكتاب الي اثر الجدار العازل علي مستقبل فلسطين في ظل استناد الحكومة الاسرائيلية للتوسع في بناء المستوطنات في المنطقة الشرقيةلفلسطينالضفةالغربية خاصة مع تدمير الاف المنازل الفلسطينية ومساحات واسعة من الاراضي المزروعة لصالح بناء الجدار والنقاط العسكرية,حتي ان المحكمة العليا الاسرائيلية كانت قد اصدرت حكما بتحريك الجدار ليقع علي بعض الاراضي الاسرائيلية الا ان الحكومة الاسرائيلية تجاهلت القرار ولم تلتزم به.