لم أكن أتمني أن يكون سباق انتخابات الرئاسة في مرحلة الإعادة بهذه الصورة التي تتم فيها المتاجرة بالأحكام القضائية الأخيرة التي صدرت ضد الرئيس المخلوع ووزير داخليته. واستغلالها لتأجيج مشاعر المواطنين ضد القضاء المصري وقضاته الشرفاء وضد المجلس العسكري. هذه الانتخابات التي حاولت فيها قوي سبق أن فشلت في كسب أصوات الناخبين في المرحلة الأولي لتحاول أن تعود إلي مسرح الأحداث مرة أخري علي أمل أن يكون لها دور وتؤمل نفسها أن يكون بمثابة قيادة جديدة لثورة25 يناير أي انتخابات هذه التي فرقت المصريين حتي الآن وجعلت الكل يخون الكل بدلا من أن نحتفل باستكمال مظاهر عرسنا الانتخابي الذي ننتخب فيه لأول مرة في تاريخنا رئيس مصر القادم بإرادة حرة. أي انتخابات هذه التي تجعلنا نسعي من أجلها إلي حرق مصر ونهدم الحصنين اللذين حميا مصر أثناء الثورة وبعدها وحتي الآن وهما القوات المسلحة والقضاء ولو انهار أي من هاتين المؤسستين سينهار المجتمع كله وندخل في فوضي لا يعلم مداها إلا الله. أي انتخابات هذه التي تدفعنا لأن نشوه صورة مرشحي الرئاسة الباقين في السباق الأخير سيكون أحدهما رئيس مصر القادم ونقدح في كل منهما أسوأ الصفات والعبارات, ونقضي علي هيبته وهيبة المنصب الذي سيتولاه قبل أن يجيء!! لقد بدأنا نسمع بذاءات كثيرة من قبل أنصار المرشحين تصل إلي حد السب والقذف, وبدأنا نقدم نموذجا للانتخابات الرئاسية لايقوم علي المنطق والحجة بل التجريح والتطاول ويقوم فيها مناصرو كل مرشح بالطعن في شرف المرشح الآخر وكأن كلا منهما عدو لمصر. يا سادة المرشحان وطنيان, ومصريان, ويبغيان خدمة مصر لكن كل علي طريقته ومن خلال برنامجه الذي يعد بتنفيذه, ويجب أن نركز علي تقويم هذه البرامج وهذه الأفكار المطروحة من جانب كل مرشح ونقرر بين أنفسنا أي المرشحين سيحقق لنا ولمصر ولو20% من آمال الناخب لمستقبل مصر فإذا زادت هذه النسبة عند أي منهما ليذهب كل ناخب يري ذلك لينتخب هذا المرشح لأن هذا الناخب لو كانت لديه قناعة قبل ذلك بانتخاب أي من المرشحين المتسابقين الآن بنسبة أكبر من ذلك لما ذهب54% من أصوات الناخبين لغيرهما في الجولة الأولي, وهذا هو ما جعل الكثيرين يصابون بصدمة شديدة بنتيجة الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية والتي أتت بمتنافسين كان أكثر من54% من الناخبين لا يريدونهما لكن مادام الصندوق قد قضي بوجود هذين المرشحين في سباق الإعادة فلنختر من نجد في إيجابياته نسبة أكثر من إيجابيات المرشح المنافس ونترك له الفرصة لكي يعمل علي زيادة ثقتنا في قدراته فإذا فشل فلنعمل علي إسقاطه فورا لأنه لن يكون في موقف أقوي مما كان رئيس النظام السابق. ويجب أن نتوقف عن حرق مصر بتهييج الرأي العام ضد الحكم القضائي الأخير الخاص بالرئيس المخلوع ونجليه ووزير داخليته الأسبق ومساعديه وليكن الاعتراض عليه من خلال درجات التقاضي الأعلي هكذا يقول القانون وتقول أدبيات التعامل مع الأحكام القضائية في العالم كله, يا سادة هذا القضاء الذي نعمل علي تشويه صورته الآن والهجوم عليه والنيل منه هو الذي أشرف علي أنزه انتخابات برلمانية ورئاسية حتي الآن وشهد العالم كله بذلك, وسيظل هو الحصن الحصين للمجتمع كله ياسادة كفاكم العمل علي حرق مصر فهي لا تستحق منكم كل هذا إذا كنتم تحبونها بالفعل بشكل حقيقي ويجب أن تعملوا من أجلها وليس من أجل مصالحكم الخاصة لأن القادم سيكون أسوأ إذا استمرت هذه الهرتلة السياسية بهدف حرق مصر وحرق ثورة25 يناير.. اللهم بلغت اللهم فإشهد.