تعددت وتنوعت الثورات الشعبية في العالم التي أطاحت بالأنظمة الحاكمة ومحاكمة رموزها ممن اقترفوا من تعديات علي حقوق شعوبهم ومن الفساد الذي استشري بين جنبات هذه الشعوب. مما تسبب لهم في خسائر مادية ونفسية في واقعهم ومستقبلهم بسبب السلبية واللامبالاة في التخطيط لحياة هذه الشعوب, فعلي سبيل المثال اندلعت ثورات في كل من إندونيسيا وتشيلي وفرنساوإيران ورومانيا وأوكرانيا وبولندا وفي الوقت الحديث جاءت الثورة التونسية ثم مصر ثم ليبيا ومازالت في سوريا وانتهت في اليمن, واختلفت طريقة محاسبة رموز الحكم بين هذه الدول. وتمثل التجربة الإندونيسية التي أطاحت بالديكتاتور الاسبق سوهارتو أكثر النماذج التي يمكن توقع حدوثها في مصر, إلا أن المحاكمة التي عقدت لسوهارتو بتهم الفساد وما دار خلال الجلسات ثم تأجيلها بسبب وضعه الصحي مع استمرارها لأكثر من6 سنوات أثارت غضب الإندونيسيين, وقوبل قرار رفع الإقامة الجبرية عن سوهارتو باحتجاجات واسعة من جانب مناهضيه, ورغم تعهد النائب العام الإندونيسي باستدعاء سوهارتو للمثول أمام المحكمة, فإن حالته الصحية حالت دون ذلك, وجرت محاكمته في تهم تضخم ثرورته واختلاس571 مليون دولار لتمويل مشروعات يديرها أفراد أسرته, ثم تكاثرت عليه الأمراض فتم تأجيلها مجددا, إلي أن توفي في2008 ولم يتم إصدار حكم بحقه. وفي رومانيا, أطاحت الثورة بالديكتاتور نيكولاي شاوشيسكو في21 ديسمبر1989 إلي أن تم إعدامه هو وزوجته, بعد اضطراره إلي الهروب عن طريق الممرات السرية لقصره وتمكنه من استقلال مروحية حطت به وزوجته خارج العاصمة واختبأ في مخبأ سري بإحدي مزارعه لكن الفلاحين استطاعوا القبض عليه, وسلموه للحكومة فعقدت له السلطات محاكمة سريعة في25 سبتمبر1989 تم تسجيلها علي أشرطة سينمائية بثتها إحدي شبكات التليفزيون الفرنسية للعالم وكان شاوشيسكو تبكي كالأطفال عندما قام الجنود بتقييده قبل إطلاق الرصاص عليه. وفي فرنسا, نجحت أولي ثورات العصر الحديث عندما أعدم الملك لويس السادس عشر وزوجته الملكة ماري أنطوانيت وتم القضاء علي فلول الثورة المضادة عن طريق حملة المقصلة التي نفذت بدعم من الجيش. وفي تشيلي, قاد الديكتاتور السابق أوجستو بينوشيه انقلابا مضادا ضد الرئيس الأسبق سلفادور الليندي في الفترة من1964 حتي1970, وكانت النتيجة سقوط ما بين30 و40 ألف شخص ثم حكم بينوشيه البلاد لمدة17 عاما بقبضة من حديد وشنت أجهزته حملات قمعية حتي اضطر في النهاية لتسليم السلطة لحكومة مدنية عام1990 ثم قدم للمحاكمة التي لم تستمر بسبب حالته الصحية وتوفي في عام2006 تاركا وراءه سجلا حافلا من الجرائم. أما الثورة البرتقالية في أوكرانيا فقد شهدت محاكمة رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو التي كانت أحد قادة الثورة بتهمة استغلال السلطة خلال توليها مهام منصبها, وواجهت تيموشينكو اتهامات بالانقلاب علي الثورة والتقرب من الكرملين في مواجهة معسكر الغرب بقيادة الرئيس الأوكراني وقتها فيكتور يوتشينكو, وتتمثل الاتهامات الموجهة لها بالتوقيع علي اتفاق للغاز مع روسيا في عام2009 عندما كانت في السلطة بأسعار مرتفعة عن المعدلات العالمية كبدت اقتصاد البلاد مليارات الدولارات. وقصة شاه إيران من أشهر قصص التاريخ التي تؤكد إرادة الشعوب وقدرتها علي الثورة ضد الظلم والاستبداد, فقد بدأت نقمة الناس علي الشاه محمد رضا بهلوي, بعد احتفال أسطوري أقامه بمناسبة مرور(2500) سنة علي إنشاء الدولة الفارسية. فصرف علي ذلك مبالغ طائلة, بينما جزء كبير من أفراد الشعب يعيش تحت مستوي الفقر, وكان الشاه يصرف ببذخ علي بناء القصور الفاخرة وشراء الأسلحة بشكل أذهل العالم, كما كان يمتلك أسطولا من السيارات الفارهة لاستعماله الشخصي, قدر عددها بنحو ثلاثة آلاف سيارة, أكثرها محلي بالذهب ومن أفخر الماركات العالمية وأغلاها إضافة لعدد كبير من القصور منتشرة في جميع أنحاء العالم حيث يعيش معظم أفراد أسرته.