تتحدث بعض التقارير الصحفية عن محاولات متواصلة من جهات ودول خارجية للتأثير علي مجريات الجولة الثانية والحاسمة للانتخابات الرئاسية, وأخر تلك التقارير ما هو منسوب لوكالة ايرانية حول ضبط الملايين من العملات الأجنبية مع شخصية عربية قادمة عبر مطار القاهرة, ولم يصدر تأكيد أو نفي عن السلطات المصرية ولكن الشواهد كلها تشير الي أن ما يحدث في مصر هذه الأيام سوف يترك أثرا عميقا ودائما علي حاضر ومستقبل المنطقة بأسرها, ولا نتوقع أبدا ألا تتحرك القوي الاقليمية والعالمية في الخفاء وأن تسعي كعادتها الي استغلال المرحلة الاستثنائية التي تعيشها مصر كما فعلت و تفعل في العديد من البلدان الأخري و هو أمر متوقع ليس فقط من بعض الأشقاء بكل أسف و إنما تشمل المنظومة أيضا إسرائيل و غيرها من القوي المتربصة بمصر و بثورتها و مسيرتها نحو النهضة الشاملة المنشودة. هذه المحاولات و غيرها لم تجد سبيلا في التأثير علي الداخل المصري لسبب بسيط و هو أن هذا الشعب قد امتلك تجربة تمكنه من الكشف المبكر عن مثل هذه التدخلات الخارجية المرفوضة بل و نستطيع أن نؤكد أن التاريخ سوف يسجل في صفحاته من الذين وقفوا بالفعل الي جانب الشعب المصري و الآخرين الذين يجيدون عقد الصفقات الضيقة دون النظر الي عواقب أفعالهم علي المدي البعيد. واذا كنا نثق كل الثقة في يقظة الأجهزة المصرية المعنية بتتبع مثل هذه المحاولات فإن التصدي الحقيقي لها يكون بالمزيد من التلاحم و سد الثغرات التي يمكن من خلالها اختراق الجبهة الداخلية خاصة في هذه الظروف الدقيقة التي نوشك فيها علي الانتهاء من المرحلة الانتقالية و من ثمة الانطلاق نحو الأهداف الوطنية المنشودة. إننا علي يقين من قدرة مصر علي تجاوز كل هذه المخططات و التحديات والعقبات و قد تبقي كلمة عتاب واحدة للبعض من الأشقاء الذين لا يعطون لمصر قدرها و حقها الذي تستحقه.