علينا أن نتابع ما يجري حولنا علي الرغم من الانشغال بالأحداث المحلية البالغة الأهمية خاصة في هذه المرحلة الحاسمة والفاصلة التي تتوج بعد ثلاثة شهور بالانتهاء من الفترة الانتقالية والبدء في إقامة الدولة المدنية المنشودة. القوي الإقليمية والدولية المتصارعة بالمنطقة تسعي بطبيعة الحال إلي وضع المخططات المحققة لمصالحها, وهذا لا جديد فيه, ولكن الأخطر تلك الرؤية الطائفية التي يمكن أن تجر الجميع إلي ما يمكن تشبيهه بالانتحار الجماعي إذا نجحت محاولة إشعال الفتنة والحرب بين السنة والشيعة. واحد من المحللين العراقيين البارزين كان يتحدث أمس الأول علي الفضائية المعروفة بمرجعيتها الدينية.. فإذا به يذهب في تحليله للثورات العربية بأنها قد تم اختطافها لتتحول إلي ثورات الربيع السلفي بحسب تعبيره, والأخطر هو ما يصفه بتدخل دول الخليج في تلك الثورات وتمويل السلفيين ليكونوا خط المواجهة ضد الشيعة عند الصدام القادم. وقال: إن أموال الخليج التي تتدفق الآن إلي مصر بصفة خاصة الغرض منها إعداد الساحة المصرية لمعركة ضد الشيعة تضمن بقاء الأنظمة الحاكمة في الخليج! رؤية قد تبدو غريبة, ولكن علينا أن نستمع إليها ولغيرها مما يجري تداوله وإن ظلت الخطورة كما أسلفنا في مجريات الأحداث التي باتت خارج سيطرة الأطراف الرئيسية بالمنطقة, وحيث تتشكل بالفعل جبهة واضحة من إيران والعراق وسوريا وحزب الله من جهة.. في مقابل دول الخليج التي لعبت الدور الأكبر والأبرز في ممارسة الضغوط لإسقاط نظام الأسد إلا أن الرياح تجري حاليا بما لا تشتهي السفن الأمريكية والغربية والخليجية. والحقيقة المؤكدة فيما قاله المحلل الشيعي العراقي عن مصر وثورات الربيع السلفي, أن الأشقاء العرب في حاجة إلي وقت طويل قبل الفهم الصحيح للثورة المصرية, ولذلك تختلط عليهم الأمور, ولكن مع الانتقال السلمي للسلطة واختيار الرئيس القادم بإرادة شعبية حرة سوف تحسم الأمور وتكشف مصر عن وجهها الحقيقي الذي سيعيد ترتيب الأوضاع في المنطقة دون التورط في النزاعات التي يحلم بها هذا المحلل الشيعي المتهور! [email protected]