يختتم اليوم المؤتمر الوزاري لدول حركة عدم الانحياز أعماله في شرم الشيخ والذي شاركت في فاعلياته120 دولة بوفود لها من بينها50 وزيرا للخارجية بالإضافة إلي المنظمات الدولية والإقليمية وعدد من المراقبين. وأكدت مصادر دبلوماسية ل الأهرام المسائي أن البيان الختامي أدان بقوة تواصل عمليات الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وكذلك التأكيد علي ضرورة اتخاذ خطوات فعالة لوقف الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية ضد الأسري الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلية. وأكدت المصادر علي أن البيان للمؤتمر سوف يتضمن أيضا دعم الحركة لخطة كوفي أنان بشأن وقف العنف في سوريا ووضع حل عملي للعنف بها وكذلك التأكيد علي دور الحركة في المجتمع الدولي وضرورة تفعيل هذا الدور في جميع القضايا الدولية ودعم التعاون السياسي والاقتصادي بين الدول الأعضاء. ومن جانبها دعت مصر حركة عدم الانحياز إلي أهمية استكمال الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد أن بلغت عدد الدول التي اعترفت بها حتي الآن134 دولة, كما دعتها أيضا للتضامن مع الأسري الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية. وفي مستهل أعمال الحركة واجتماع وزراء خارجيتها الذي انطلق في شرم الشيخ أمس أعرب محمد كامل عمرو وزير الخارجية عن سعادته أن يكون هذا المؤتمر الهام هو أول حدث دولي رفيع المستوي يقام علي أرض مصر بعد ثورة25 يناير المجيدة, والتي خرجت فيها جماهير شعبها.. وفي طليعتها الشباب مطالبة بالتغيير السلمي من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية, وكان للجماهير ما أرادت واستطاعت أن تفرض كلمتها, حيث وقفت قواتها المسلحة إلي جانبها, علي نحو اتسق مع مباديء هذه المؤسسة الوطنية العريقة. ولفت الوزير إلي أن الثورة أسفرت عن تغييرات جذرية, مشددا علي أنه لا رجعة فيها, في مختلف مناحي الحياة المصرية, كما عززت قدرة مصر علي الاضطلاع بدورها التاريحي علي صعيد السياسة الخارجية, بما في ذلك دورها في مختلف المحافل الدولية وفي مقدمتها حركة عدم الانحياز, التي تشرف برئاستها منذ يوليو2009, وحظيت بدعمها في خطاها نحو مستقبل واثق يقوم علي الحرية والمساواة والعدالة. وقال: إن هذه المباديء النبيلة هي التي شكلت دوما منهج وأهداف حركة عدم الانحياز, والتي عملنا معا لتحقيقها علي مدي خمسين عاما من العمل الجماعي. ونوه الوزير إلي تشكيك البعض في مبررات استمرار حركة عدم الانحياز بعد انتهاء الحرب الباردة غير أنه اعتبر في احتفالية الذكري الخمسين لتأسيس حركة عدم الانحياز التي عقدت في بالي بأندونيسيا في مايو الماضي أعادت التأكيد علي أن إنشاء الحركة, علي يد قادتها التاريخيين, قد غير إلي حد كبير من بنية النظام الدولي في أعقاب الحرب العالمية الثانية, كما أعاد التوازن إلي موازين القوي العالمية. وقال: إن السنوات الأخيرة أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن الحركة مازالت لاعبا دوليا مؤثرا في المحافل الدولية, وخاصة في الأممالمتحدة, بما يجمع أعضاءها من تطلع وأمل في مستقبل أفضل لشعوبهم, ولعل خير تعبير عن تنامي وازدهار الحركة ارتفاع عدد أعضائها باطراد ليصل إلي120 دولة يجمع بينها العديد من الرؤي المتماثلة في التعامل مع التحديات المشتركة. ونوه إلي أن مصر سعت خلال رئاستها للحركة في السنوات الثلاث الماضية, إلي تنسيق وتفعيل ذلك الدور وتحويل تلك الرؤي إلي واقع عملي, وهو ما عكسته أنشطتها في مجالات مختلفة. وأكد أنه منذ توليها مسئولية رئاسة الحركة في يوليو2009, حرصت مصر علي توجيه جهودها نحو التنفيذ الفعال لما ورد في وثيقة وإعلان قمة شرم الشيخ, وذلك بالتنسيق مع ترويكا الحركة ورؤساء مجموعات العمل المختلفة سواء من خلال مكتب تنسيق الحركة في نيويورك أو من خلال فروع الحركة في كل من جنيف وفيينا وباريس ولاهاي وغيرها, بالإضافة إلي الاستمرار في التعاون والتنسيق مع مجموعة ال77 والصين في إطار لجنة التنسيق المشتركة. وشدد علي أن قوة الحركة علي الساحة الدولية وقدراتها التي مكنتها من تخطي العثرات التاريخية ووضعيتها التي بلغتها دوليا ترجع في الأساس إلي تضامن أعضائها وحرصهم علي التعاون فيما بينهم علي أساس من تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز التعاون المتبادل, وذلك في إطار توافقي يعكس علاقات التعايش المشترك بين الدول الأعضاء, ويقوم علي الاحترام الكامل للمباديء العشرة التي أرستها قمة باندونج, والتي مازالت تشكل نبراس العمل المشترك حتي اليوم. وقال عمرو لن يتحقق هذا الإصلاح إلا من خلال توسيع وإصلاح مجلس الأمن وجعله أكثر تمثيلا وديمقراطية وشفافية, وكذا تفعيل دور الجمعية العامة, بالإضافة إلي تعزيز دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي في إطار من التوازن الدقيق الذي حدده الميثاق بين اختصاصات الأجهزة الرئيسية للمنظمة. وتطرق لقضايا حفظ السلام والاستقرار لافتا إلي أن البعض يري أن زيادة عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة هو دليل علي نجاح المنظمة في القيام بدورها في حفظ السلم والأمن الدوليين, إلا أن تزايد عمليا حفظ السلام يدل من ناحية أخري علي ضعف قدرة المنظمة علي تسوية المنازعات سلميا, وعلي نحو أدي لزيادة مطردة في ميزانية عمليات حفظ السلام لتتجاوز8 ملايين دولار في العام الواحد في الوقت الذي لا تتجاوز فيه الميزانية العادية للمنظمة إلا أكثر بقليل من2 بليون دولار في العام. وأشار إلي إنه مثلما نجحت حركة عدم الانحياز في تحقيق التوازن بين الشرق والغرب أثناء الحرب الباردة, فإنها قادرة علي أن تكون طرفا فاعلا في تشكيل النظام الدولي الجديد لحفظ السلم والأمن الدوليين الذي بدأت ملامحه في الظهور.. فلابد للحركة من لعب دور محوري في إنهاء حالة الاستقطاب القائمة في مجلس الأمن, والتي نتجت عن أسلوب تعامل مجلس الأمن مع مفاهيم مسئولية الحماية وحماية المدنيين في النزاعات المسلحة والأمن الإنساني في الآونة الأخيرة, وكذا أسلوب انفراد التحالفات العسكرية الكبري بتنفيذ قرارات مجلس الأمن. وأكد عمرو أن الحركة التزمت منذ تأسيسها بدعم ومساندة حق الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله التاريخي لاستعادة وممارسة جميع حقوقه غير القابلة للتصرف, وفي مقدمتها حقه الأصيل في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة. وجدد في هذا الصدد علي أهمية استمرار دعم الحركة لجهود الاعتراف بالدولة الفلسطينية علي حدود الرابع من يونيو1967 وعاصمتها القدسالشرقية, حيث وصل عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين إلي134 دولة, من بينهم12 دولة اعترفت بها خلال الرئاسة المصرية للحركة. ** إيران تبدي استعدادها لرفع مستوي التمثيل الدبلوماسي مع مصر أكد وزير خارجية ايران علي اكبر صالحي تفاؤله بالنسبة للملفات الثنائية بين مصر وايران معربا عن الأمل في أن يرتفع مستوي هذه العلاقات في المستقبل إلي مستوي السفارة بدلا من المستوي الحالي وهو بعثة رعاية مصالح في كلا البلدين. وقال صالحي في تصريحات أمس علي هامش الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز بشرم الشيخ ان ايران مستعدة لرفع مستوي العلاقات الثنائية مع مصر إلي مستوي سفارة.. واضاف انه اذا ما اعلن الاخوة المصريون استعدادهم سوف ننجز هذه المهمة. وحول ما يمنع رفع مستوي العلاقات بين البلدين قال وزير خارجية ايران انه من المعروف أن مصر الآن في وضع داخلي نأمل أن يتم معه إجراء الانتخابات الرئاسية وأن تستقر الحكومة المصرية.. كما تأمل ايران أن تتم هذه الخطوة في المستقبل. وقال ان مصر ستظل دوما البلد الشقيق ذا التاريخ العريق في الحضارة. وأكد ان مصر وايران بلدان مكملان لبعضهما البعض في الكثير من الأمور من الناحية الثقافية والدينية والتاريخية.. واذا اجتمع البلدان وتعاضدا وتعاملا مع بعضهما البعض فان هذا التعاون سيكون له تأثير علي استتباب الامن والاستقرار في المنطقة. ** تونس تأمل أن تتكامل دول عدم الانحياز سياسيا واقتصاديا قال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام إن ما تريده تونس وما تريده دول عدم الانحياز أن يكون هناك نظام دولي عادل وتكون لهذه المجموعة التي تعد الأكبر بعد الأممالمتحدة كلمة مسموعة علي المستوي الدولي وأن تكون كتكامل اقتصادي وسياسي وهناك حاجة ملحة لتعود لنشاطها, في صياغة رؤية سياسية واقتصادية متكاملة من شأنها تكامل مصالح هذه الكتلة الكبيرة وأن تضمن نظاما دوليا متوازنا وعادلا يحفظ لشعوب العالم الثالث مصالحها السياسية والاقتصادية. وأضاف عبد السلام في تصريحات له علي هامش الاجتماع الوزاري للمكتب التنفيذي لحركة عدم الانحياز: دائما في تواصل مستمر مع وزير خارجية مصر ولدينا رؤية مشتركة ونستطيع أن نقول إن هناك تطابقا في وجهات النظر فيما يتعلق بالقضايا العربية والإقليمية حيث قربتنا الثورات العربية كثيرا من بعض. كما تم عقد اجتماع مشترك مع وزيري خارجية ليبيا ومصر لتبادل وجهات النظر حيث أن ظروفنا متشابهة ونسعي إلي سياسة مشتركة. وأشار إلي إن تونس ومصر فيهما بعض الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية ولكن أتصور أن المستقبل واعد نتيجة لاستقرار حقيقي يبني علي انتخابات ديمقراطية حقيقية تجري لأول مرة في تونس وفي مصر وفي الربيع العربي, وقال: أتصور أن الإسلاميين قوة من القوي السياسية الموجودة في المجتمع ولا يمكن بأي حال أن تبني تجربة ديمقراطية دون إشراك كل القوي في العملية السياسية.