قال د.أحمد راوي أستاذ اللغة العبرية بجامعة حلوان, إن التحليل الإسرائيلي لوضع مصر قبل الثورة بيومين فقط أكد ان مصر غير تونس وأن المصريين يخشون من توريث الحكم لكن المعارضة المصرية ضعيفة لن تستطيع تحريك الشارع وان حدث ذلك سيقعون في قبضة الأمن, والكل سيخضع لنظام مبارك. جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر صورة مصر في الأدب المقارن الذي أقيم أمس, والذي ينظمه مركز اللغات الأجنبية والترجمة بالجامعة والجمعية المصرية للأدب المقارن, ويستمر يومين بجامعة القاهرة. واضاف راوي من خلال بحثه المقدم بعنوان موقف إسرائيل من ثورة25 يناير عبر الصحافة الإسرائيلية أن صحيفة معاريف الإسرائيلية قدمت تحليلا لاحداث يوم25 يناير مؤكدة أنه حدث خطير وأول مرة يحدث في مصر, لافتة أن هذه المظاهرة لن تحرك نظام مبارك لأن عدد المتظاهرين لا يمثل نسبة كبيرة امام عدد السكان, ومساء يوم28 يناير قالت إن ما حدث مؤامرة مدبرة من قوي المعارضة علي مبارك وان هناك خطة سرية للسيطرة علي القصر الرئاسي تتكون من26 صفحة ولا أحد يعرف شيئا عن تلك الخطة ولم تصل لمصر, وربطوا الثورة بالجماعات الاسلامية وانها خطة موضوعة منذ الثمانينيات, وموقف اسرائيل من الثورة كان متخبطا, خوفا من الإطاحة بمبارك ونظامه, وفي يوم30 يناير اتهمت الجرائد المخابرات الاسرائيلية بالفشل لأنها لم تقم بعملية تحليل لشرائح المصري وهل في امكانهم ان يقوموا بتلك الثورة, واتهمتها بالتقصير والإهمال. وأوضح الراوي أن المحللين الاسرائيليين قالوا ان الثورة في مصر سترجع بها إلي الخلف وستأتي بالحكم الاسلامي مثل إيران وهذا بناء علي دراسة قاموا بها علي الشعب المصري الذي رأوا انه شعب متدين بالفطرة, وقالوا ان المصريين غير مؤهلين للديمقراطية, لكنهم اجمعوا علي ان السلام كنز استراتيجي ولابد ان يحافظ عليه مع اي حكومة تأتي علي مصر, فيما أكدت قيادات الجيش الإسرائيلي انهم بهذه الثورة فقدوا حليفا مهم وهو النظام القديم خاصة في القضية الفلسطينية, أما رجال الدين في اسرائيل يقفون موقف محب لمبارك اكثر من رجال السياسة, ومنهم رجال دين يصلون لبراءة مبارك. وقال د. أحمد عتمان رئيس المؤتمر ورئيس الجمعية المصرية للادب المقارن ل الأهرام المسائي إن المؤتمر يأتي في ظل ثورة25 يناير التي غيرت وجه مصر وراها العالم ثورة ملهمة, وأنا أري أن الثورة نجحت نجاحا كاملا علي عكس ما يتردد فالهدف أن يخرج الناس إلي الشوارع والميادين يطالبون بحقوقهم ويقفوا ضد الإستبداد وهذا ما حدث, لكن ما يقابلها من عقبات أمر طبيعي, ونحتاج إلي بعض الوقت, فالشعب كسر حاجز الخوف, وأي رئيس جمهورية يأتي يعرف أن الشعب له قيمة ويستطيع أن يدافع ويطالب بحقوقه. واضاف عتمان أن المؤتمر هو محاولة للوقوف علي المتغيرات التي شهدها واقعنا والنظر لوجهنا في المرأة التي يمثلها الأدب العالمي, وكنا قد دشنا اليوم العربي للأدب المقارن منذ عام2007, وأتت لنا اقتراحات من الدول العربية المختلفة أن يستضيفوا المؤتمر عندهم مثل تونس أو أن يكون كل عام في بلد عربية مختلفة, وجاء اقتراح من المغرب أن يسمي اليوم العالمي للأدب المقارن والحوار بين الثقافات وينطلق من جامعة القاهرة, لكن نحتاج في ذلك دعم وزارة الثقافة والهيئات الثقافية. وقد كرمت الجمعية المصرية للادب المقارن خلال المؤتمر د. رضوي عاشور, سيزا قاسم, فريال غازول, مكارم الغامري, هيام أبو الحسين, محمود الربيعي, د.منجي رئيس الجمعية التونسية للادب المقارن, بالاضافة الي د.محمد عناني لاشرافه علي مشروع مركز اللغات والترجمة ولأعماله الجليلة في مجال الترجمة ومدرسته البحثية المتميزة التي حاز عليها جوائز كثيرة. وأكد الدكتور محمد عتمان الخشت رئيس مركز جامعة القاهرة للترجمة وأمين عام المؤتمر علي التنسيق بين مركز اللغات وجمعية الأدب المقارن في التنظيم وراعينا تنوع الأعمال المقدمة ويعد المؤتمر باكورة التعاون بيننا, ويشارك فيه42 أستاذا في مجالات الأدب والفلسفة والإعلام, ولا يتناول المؤتمر مصر المعاصرة فقط بل منذ القدم, كما يناقش المؤتمر مستقبل الثورات العربية لنسهم في صنع المستقبل, كما تناولنا المشاريع التي قدمت علي مر العصور للإحتلال لأن مصر هي بوابة الشرق, وهي التي تصنع التاريخ منذ أن اوقفت حملات التتار, ونهضة محمد علي, وثورة يوليو التي فتحت الباب لحركات التحرر في المنطقة, وحرب اكتوبر, وصولا لثورة يناير. ومن الأبحاث التي قدمت مستقبل الربيع العربي الرهانات والتحديات للدكتور توفيق بن عامر جامعة تونس, وتناول مسألة التنمية بعد الثورة, وقال إن من الضروري أن يكون القطاع الحكومي والقطاع الخاص متجاورين حتي نضمن أفضل استخدام للثروات, وكسب التحديات مرتبط بالرهان الثقافي فلن نحقق الأهداف غير بثورة ثقافية تحتضن افكار الربيع العربي. وقالت د. مهجة مصطفي استاذ مساعد اللغة الفرنسية جامعة حلوان, من خلال قراءة في كتاب الوجه الخفي للثورة التونسية للمازري حداد, أنه حذر في كتابه من الاستسلام لديمقراطية الاسلاميين, لافتا الي مشروع قطر, وأنه يخشي علي الشعوب العربية مثل تونس أن تقع في فخ التبعية والاستعباد بعد أن اطلقوا شرارة الحرية.