أن يلقي ثلاثة من الشبان المصريين أنفسهم في البحر.. فتلك كارثة يجب أن نتوقف عندها. الصحف وبرامج التليفزيون لم تتردد منذ أن انفجرت ظاهرة هروب الشباب المصريين عبر المراكب إلي إيطاليا أملا في حياة أفضل في أن تحذر من خطورة الهجرة بهذه الطريقة.. والشباب لم يتوقف. إذن نحن أمام أزمة حقيقية لم تعالجها الحكومة ولا المجتمع بطريقة صحيحة. واقع الأمر يقول: إن لدينا مشكلة بطالة. واقع الأمر يشير إلي ضعف المرتبات.. رئيس مجلس الشعب فتحي سرور بنفسه قال: أجدر بهم أن يغلقوا الجامعات إذا انتهي الأمر بخريجيها إلي تقاضي100 جنيه في الشهر. هل يمكن لشاب حديث التخرج أن يعيش علي ما قيمته20 دولارا شهريا؟! وحتي الآلاف من الشباب لا يجدون وظائف بهذا المرتب المتدني. نحن أمام مشكلة مصرية ضخمة لابد من مواجهتها. حديث الأرقام والإحصاءات عن توفير المزيد من فرص العمل لا يكفي. ما سيكفي أن يري المجتمع كله أن القطاع الخاص الذي يقود التنمية حاليا يشارك الجميع ثمار عملية الإصلاح الاقتصادي. لا يمكن أن نري ثروات بعض رجال الأعمال تتضخم بدون أن نري المزيد من الوظائف. بعض رجال الأعمال سيشكون من ندرة العمالة المدربة.. وأن الخريجين لا يصلحون للعمل. هنا يجب أن تتدخل الدولة. يجب إصلاح العملية التعليمية لكي تكون قادرة علي تقديم خريج مؤهل قادر علي العمل. ويجب أن تتعاون الحكومة مع القطاع الخاص في تدريب من تخرجوا بالفعل لإعدادهم لسوق العمل. البطالة هي قنبلة قابلة للانفجار في كل لحظة. لا يمكن أن ندفن رءوسنا في الرمال وندعي أن كل شيء تمام التمام. لابد من وقف زحف عمليات الموت لشبابنا في البحر المتوسط. [email protected]