فى يوم الجمعة 27 أبريل نشرت صحيفة اليوم السابع تصريحا لوزيرة الدولة للأسرة والإسكان مشيرة خطاب تقول فيه، إن القُصر من سن 15 إلى 18 سنة يشكلون 41% من نسبة المهاجرين غير الشرعيين إلى إيطاليا عام 2008. إها مصيبة بكل المقاييس والأراف أن يصل الأمر بالمراهقين والصبية إلى اللجوء للهجرة غير الشرعية، التى عادة ما يسلك فيها المرء دروبا وعرة وطرقا سرية.. هذا أصلا إذا تمكن من الوصول إلى الشاطئ الآخر من المتوسط قبل أن يبتلعه البحر. قد تبدو الهجرة الخطرة أمرا مقبولا بالنسبة للشخص البالغ، لكن هؤلاء صغار السن كما وصفت الوزيرة فكيف سيتحملون ويلاتا وأهوالا فى الهجرة إلى أوربا، التى ما قد يعرفونه عنها قبل وصولهم إليها كجنة موعودة، سيكون مختلف تماما ومعبق بروائح العنصرية والكراهية بعد وصولهم اليها؟ إن أوروبا قد تغيرت كثيرا فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية أما بالنسبة للعرب والمسلمين تحديدا فقد تغيرت منذ أمد طويل بعد أحداث 11 سبتمبر، وأصبح العرب والمسلمين غير مرحب بهم ومشكوك فيهم والسلطات تتشدد فى مطاردتهم وملاحقتهم، بل وأصبحت هناك قوانين تسمح للشرطة باعتقال المهاجرين الغير شرعيين وترحليهم مرة أخرى إلى بلدانهم. لم تكن مصر تعرف هذا النوع من الهجرة عبر قوارب الموت إلى جنة أوروبا الموعودة، غير أن معدلات الهجرة بهذه الطريقة اصبحت تنافس هجرة الافارقة بنفس الطريقة عبر بوابتى سيبتة ومليلة فى المغرب. الحق أنها فضيحة لأى مجتمع أن يهرب شبابه وصغار السن فيه بهذه الوسيلة المهينة، فما هو الشئ القهرى الذى يدفع بالمراهق لأن يترك أهله ودراسته ويذهب إلى المجهول؟.. ولماذا لا يعالج المسئولين هذه الظاهرة العجيبة حتى تفاقمت بهذا الشكل الذى نسمع عنه ؟ عندما حاولت البحث عن إجابة عن سؤالى هذا وجدتها فى بقية تصريحات الوزيرة مشيرة خطاب "عندما اكدت على انه قد تم توقيع بروتوكول بين وزارة الأسرة والسكان وإيطاليا لتنفيذ حملة إعلامية تحث الشباب المصرى على الهجرة الآمنة." إذن الحل فى رأى الوزيرة هو حملة إعلامية!!.. وهذا بالطبع ليس بحل، فالشاب الذى يلقى بنفسه فى قارب للموت لابد وانه قد ضجر الحياة فى بلده، ويريد الهروب بأى شكل وأى طريقة، فهل بهذه الطريقة ترى الوزيرة أن الحملة الإعلامية بعدة إعلانات فى الصحف أو عدة ندوات للحديث عن اخطار الهجرة غير الذشرعية هو الحل ؟.. بالتأكيد ليس هذا هو الحل ..لكن الحل هو أن يجد الشاب الحد الأدنى من حياة الإنسان فى بلده لينسى بعدها فكرة السفر تماما..غير أن الوضع للشباب فى مصر مختلف كما تعرف سيادة الوزيرة، فكل الطرق مغلقة فى وجه الشباب فلا يحق له ممارسة السياسة، ولا التظاهر للتعبير عن رأى ولا يتمتع بالتعليم الجيد ولا الرعاية الصحية ولا حتى الرياضة فكل ذلك مقتصر على أبناء الطبقة الطفيلية الجديدة فى مصر ..وليس هناك امام الشباب الفقير بالطبع طريق الا ان يمخر عباب البحار. قد يبدو تفاؤل الوزيرة كبير وهى تؤكد فى تصريحاتها "على أن اكتساب المهارات المهنية واللغوية يعزز فرص العمل للشباب المصرى، سواء داخل وطنهم أو خارجه، مشيرة إلى أن هذا المشروع يبدأ من تطوير المدرستين الفندقية والصناعية بقرية تطون فى محافظة الفيوم، التى ستبدأ الدراسة بهما العام القادم، على أن يشمل التطوير جميع محافظات الجمهورية فى المرحلة المقبلة. هكذا تعتقد الوزيرة أن الكفاح ضد الهجرة الشرعية لشباب مصر سيبدأ من قرية تطون فى محافظة الفيوم وهو مايظهر للأسف أن الحكومة فى وادى والشعب فى وادى آخر. * إعلامى مصرى مقيم بألمانيا.