تعادل المنتخب الوطني الاول مع نظيره العراقي بدون اهداف في القمة العربية الودية التي جمعت بينهما مساء امس في ملعب الشباب بالامارات في اخر تجارب المنتخب الودية بمعسكره الخليجي ضمن استعداداته لخوض تصفيات افريقيا المؤهلة الي نهائيات كأس العالم التي يفتتحها في يونيو المقبل بمباراتي موزمبيق وغينيا. ورغم انتهاء اللقاء بالتعادل السلبي الا انها كانت حافلة بالاثارة وسيطرت عليها ظاهرة اهدار الفرص السهلة من جانب لاعبي المنتخب وسط تألق حارسي المرمي محمد قاصد في العراق وعصام الحضري في مصر. المباراة كانت اول اختبار حقيقي للمنتخب مع بوب برادلي, بعد ان ادي المنتخب العراقي اللقاء بأغلب عناصره الاساسية, وهو فريق من اقوي فرق القارة الاسيوية والعربية. وظهر واضحا ان هناك اخطاء لابد من ايجاد بدائل لها وابرزها, عدم وجود بديل في الهجوم لعمرو زكي يمكنه خلخلة الدفاعات المنافسة والقدرة علي استغلال الكرات العرضية, في ظل عدم استعادة عماد متعب مهاجم الاهلي لكامل مستواه بسبب الاصابة الطويلة والابتعاد عن الملاعب لفترة, قبل ان يظهر في تشكيلة المنتخب في معسكره الجاري. واظهرت المباراة خطورة الاعتماد علي حسام غالي في مركز قلب الدفاع بدلا من اللعب ليبرو او لاعب وسط مدافع في ظل افتقاد غالي للقدرة علي الرقابة اللصيقة للمهاجمين. كما لايزال مركز محوري الارتكاز يحتاج الي تثبيت افراده في ظل تأثر المنتخب سلبيا بالغيابات التي ابتعدت عن المعسكر مثل حسني عبدربه لاعب وسط اتحاد جدة السعودي. أهم مكاسب المنتخب في لقاء العراق هي المستوي المميز الذي ظهر عليه عصام الحضري حارس مرمي وكابتن المنتخب الذي استعاد الكثير من مستواه المعهود واعاد الذاكرة الي مباريات تاريخية له في الذود عن شباكه والتصدي للفرص الصعبة. وياتي تألق الحضري مفاجأة بعدما عاني طوال الفترة الاخيرة من منافسة شرسة من الثلاثي احمد الشناوي وعبدالواحد السيد وشريف اكرامي بالاضافة الي المستوي المهزوز الذي ظهر عليه الحضري نفسه في لقاء اوغندا الودي بالسوادن عندما اهتزت شباكه بهدف وخرج مصابا, ويعد الحضري39 عاما هو النجم الاول للقاء وادي دوره بإقتدار خاصة في التغطية علي اخطاء مدافعيه علي مدار شوطي اللقاء. وادي الامريكي بوب برادلي والبرازيلي زيكو اللقاء بتكتيك واحد في البداية وهي طريقة1/3/2/4 بوجود رأس حربة وحيد ومن خلفه3 لاعبين اصحاب مهام هجومية. وشهدت تشكيلة المنتخب الوطني عودة عصام الحضري لحراسة مرماه اساسيا بعد غياب مباراتين, وامامه محمود فتح الله وحسام غالي كقلبي دفاع واحمد المحمدي ظهيرا ايمن ومحمد عبدالشافي ظهيرا ايسر, والثنائي حسام عاشور وعاشور التقي محوري ارتكاز ثم الثلاثي محمد أبوتريكة واحمد حسن مكي واحمد تمساح صانعي العاب, خلف محمد ناجي جدو رأس حربة صريحا. وفي المقابل دفع زيكو بتشكيلة ضمت: محمد قاصد في حراسة المرمي وسلام شاكر وكمال سعيد وعلي رحيمة وباسم عباس في الدفاع, ثم قصي منير وابراهيم كامل محوري ارتكاز وامامهم نشأت اكرم لاعب وسط مهاجم وكرار جاسم جناحا أيمن وعلاء الدين بوزهرة جناحا ايسر, وأمامهم يونس محمود مهاجما وحيدا. وجاءت بداية المباراة قوية من جانب المنتخبين ولاحت اول فرصة للفراعنة في الدقيقة السابعة التي شهدت تسديد محمد ابوتريكة كرة قوية علت العارضة, وحاول بعدها بدقيقتين ابوتريكة الاختراق من العمق مع جدو ولكن تصدي باسم عباس للكرة وفي الدقيقة13 كان اول ظهور للمنتخب العراقي عبر تمريرة طولية من كرار جاسم. الي يونس محمود الذي لم يلحق بالكرة وتدخل عصام الحضري وامسكها. وفي الدقيقة22 عاد يونس محمود ليقود هجمة عراقية عبر تبادله للتمرير مع زميله نشأت اكرم واقتحم منطقة الدزاء في غياب من حسام غالي ومحمود فتح الله وسدد كرة قوية مرت بجوار القائم الايسر. وفي الدقيقة23 تلقي حسام غالي الانذار الاول بعد عرقلته لعلاء الدين بوزهرة الذي كاد ينفرد بمرمي الحضري, ليحتسب محمد عبدالله ركلة حرة مباشرة, وسددها يونس محمود قوية تصدي لها الحضري بنجاح. وبعدها اجري زيكو تغييرا بإشراك صالح محمد بدلا من ابراهيم كامل. ويهبط اداء المنتخب لفترة, كاد خلالها العراق يسجل هدفا عن طريق تسديدة لقصي منير. وحاول احمد تمساح الرد من خلال اختراق ناجح داخل منطقة الجزاء ولكنه سدد في يد محمد قاصد حارس العراق, وقبل نهاية الشوط الاول بأربع دقائق يظهر الحضري في الصورة مرة اخري ليتدخل لينقذ مرماه من انفراد كاد يسجل منه يونس محمود من خطأ لحسام غالي, وفي الدقيقة الاخيرة من عمر الشوط كاد المنتخب يسجل عن طريق تسديدة لمحمد عبدالشافي ولكنها اصطدمت بجسد علي رحيمة قبل وصولها للمرمي لينتهي الشوط الاول بالتعادل السلبي. وفي النصف الثاني, بدأ المنتخب بقوة وظهرت تحركات هجومية اكبر لمحمد ابوتريكة ومحمد جدو, وتفجرت ازمة بين الحكم محمد عبدالله ولاعبي المنتخب في الدقيقة51 عندما لمست كرة محمود فتح الله المدافع المتقدم لاداء الواجب الهجومي, يد رحيمة مدافع العراق ليطالب لاعبو المنتخب بركلة جزاء فيما اشار الحكم باستئناف اللعب وسط اعتراضات ضخمة من جانب حسام غالي ومحمد ابوتريكة. وواصل المنتخب ضغطه, وسدد ابوتريكة كرة قوية علت العارضة في الدقيقة59 وبعدها بدقيقة سحب بوب برادلي الثنائي جدو وابوتريكة ودفع بكل من احمد حسن وعماد متعب, وكاد بعد التغييرين احمد تمساح من افتتاح التسجيل عندما انفرد بالمرمي ولكنه فشل في مراوغة محمد قاصد الذي توقع اللعبة. ويدفع برادلي مرة اخري بابراهيم صلاح بدلا من حسام عاشور, ومن بعده وليد سليمان بدلا من عاشور التقي في اقل من5 دقائق وظل المنتخب يهاجم ولكن بدون فرص حقيقية. وتشهد الدقائق الاخيرة انتقال السيطرة الي العراق الذي كاد يسجل في الدقيقة83 عندما انفرد كرار جاسم بالمرمي ولكن الحضري تصدي للكرة, وبعدها عاد الحارس ليقف امام انفراد لنفس اللاعب, قبل ان يتدخل محمود فتح الله ويشتت الكرة, ويسدد منير كرة من30 ياردة امسكها الحضري, قبل ان يطلق الحكم محمد عبدالله صفارة النهاية معلنا تعادل المنتخبين سلبيا.