مما لا شك فيه أن أحد أكبر المهازل العلمية التي تكرمت بها حكومة الدكتور عصام شرف علي مصر الثورة هي السماح لمبعوث أوباما وحامل جائزة ولف الإسرائيلية. الدكتور أحمد زويل بجمع تبرعات من الشعب المصري في أحلك ساعات تاريخه الاقتصادي وصلت الي ملياري جنيه لإنشاء فنتزيه علمية وبالنسبة لمصر مشروع خيال اقتصادي وهمي لن يجود علي مصر بأي عائد ملموس حتي وان نجح وهذا مالا اتوقعه. هذا المشروع الوهمي الذي يطلق عليه بدون أي خجل اسم مدينة زويل العلمية استخدم أيضا كوسيلة للاستيلاء علي جامعة موجودة بالفعل إلا وهي جامعة النيل بالاضافة الي انها تستخدم من جهة زويل وشركائه كحجة للاستيلاء علي مساحة ضخمة من الأراضي يقال ان جامعة زويل بحاجة اليها كما لو كان في النية إنشاء منطقة لسباق السيارات وليس مدينة للبحث العلمي. كل هذا بالطبع معروف وكتبت عنه عشرات المقالات من علماء وأساتذة ومفكرين تستنكر استهتار الدكتور زويل بعقول أساتذة الجامعات المصرية والخبراء والمثقفين سامحا لنفسه بأن يقول مالا يجرؤ أحد أن يقوله من أكاذيب بحجة ان من حصل علي جائزة نوبل في الكيمياء التجريبية من حقه أن يتكلم في أي شيء. لم يكتف الدكتور زويل بذلك بل عندما فشل في اقناع المتخصصين في مصر بأن مشروعه لا يتعدي مجرد الحصول علي أموال طائلة ليمول بها طموحاته وطموحات مناصريه بالخارج أولا وفي الداخل ثانيا وذلك علي حساب البسطاء المصريين وغير المتخصصين وهم السواد الأعظم. لذلك يبدو أن زويل قرر ان يلجأ إلي مناورة جديدة يستخدم فيها مجلس الشعب وخاصة القوي الاخوانية الممثلة في هذا المجلس. كالعادة يعاون الدكتور زويل اللوبي الإعلامي الضخم علي طريقته التي يعرفها الجميع. لقد عرفنا عن الدكتور أحمد زويل أشياء عديدة لا يتوقعها غير المتخصصين عادة في العلماء ولكن لم نكن نعرف عنه أي ميول اسلامية ناهيك عن ميوله الاخوانية. الحق يقال ان ما عرف عنه هو العكس, وهو ان الدكتور زويل علماني إلي النخاع. علي الرغم من ذلك يبدو ان الحاجة أم الاختراع, وحيث إن المليارين اللذين جمعهما الدكتور زويل لا يكفيان لتحقيق طموحاته كما صرح, وانه يحتاج الي ثمانية مليارات اضافية ليكمل المهمة فقد بدأ بالتشاورات المكثفة مع مسئولين من الاخوان ليمهدوا زيارته إلي مجلس الشعب ليعرض مشروعه الوهمي عليهم كبداية لموافقة المجلس المنتخب لمشروعه الكاذب, حيث المجلس العسكري كان حذرا فيما يخص منحه الأراضي والموافقة النهائية للاستيلاء علي جامعة النيل, وجمع التبرعات بلا حساب وبلا رقيب. إنني كاتب هذه السطور علي استعداد أن أفند مرات ومرات أخري الأسباب الواهية وراء مدينته, وذلك في مناظرة علنية بيني وبين الدكتور زويل علي أي قناة تليفزيونية يفضلها أو في مجلس الشعب أو أي مكان آخر. لقد قلت في أكثر من مناسبة إني معجب بكثير من ممثلي التيار السلفي لصراحتهم وصدقهم وبعدهم السياسة بطريقة البولتيكا التي امقتها, ولذلك أريد أن أشيد في هذا السياق بعضو مجلس الشعب ممدوح إسماعيل, الذي كانت عنده الشجاعة ان لا يرتعش أمام كلمة جائزة نوبل التي ما هي الا فزاعة لبسطاء العقول يسجدون أمامها لانهم لا يعرفون معناها الحقيقي وسوف أحاول في مقالات قادمة أن أوضح هزلية مشروع مدينة زويل إلي ان ترفض نهائيا أو أن يكون عند الدكتور زويل الشجاعة الأدبية وأن يوافق علي المناظرة العلنية التي أقترحها.