منذ أشهر والثروة الحيوانية في محافظة أسيوط تعاني من تفشي العديد من الأمراض التي تهددها بالقضاء عليها, حيث انتشر بينها أخيرا مرض سرطان الدم الذي تظهر علاماته علي جلد الماشية. وذلك خلفا لمرض الجلد العقدي الذي كان يظهر علي السطح الخارجي لجسم الماشية, فيما تواجه الماشية أمراض الحمي القلاعية وحمي الوادي المتصدع مما يتسبب يوميا في نفوق عدد كبير منها مما جعل الأهالي وأصحاب حظائر الماشية يطلقون استغاثاتهم للجهات المعنية. وقال جاد الحق عبدالله محمد مزارع إن الفلاحين باتوا في حيرة من أمرهم بعدما عجزوا عن انقاذ ماشيتهم من الهلاك الذي يلاحقهم خاصة وأن الأطباء البيطريين بالوحدات البيطرية لم تسعفهم إمكانياتهم المحدودة في علاج تلك الأمراض التي انتشرت في أسيوط واستوطنت بها لأكثر من ثلاثة أشهر متتالية دون أن تتم محاصرتها وهو ما دعا الفلاحين إلي العودة إلي أساليب للقرون الوسطي للعلاج والوقاية من خلال استخدام أساليب العلاج القديمة, خاصة في علاج مرض الحمي القلاعية باستخدام العسل الأسود والطحينة. ويضيف عبدالوهاب سيد عيسي مزارع أن الأمر أصبح في غاية الخطورة, حيث تفشي مرض الحمي القلاعية بين المواشي وتسبب في خسائر فادحة للفلاحين بعد أن أصاب الماشية في منطقة الفم والأظافر وظهرت علاماته خلال ثلاثة أيام إلي خمسة أيام وفوجئت بأن الماشية فقدت شهيتها وامتنعت عن تناول الأكل لأن الاصابة تكون في فم الماشية مما يفقد الماشية الكثير من وزنها وبالتالي يتكبد المزارعون خسائر كبيرة تزيد من همومه وديونه دون أن يتحرك أحد من المسئولين. ويشير محمد أحمد جابر جزار إلي أن الوضع الحالي في أسيوط ينذر بكارثة علي مصر بأكملها بعد مضي ثلاثة أشهر أي مع دخول شهر رمضان, حيث ان أسيوط تعد من المحافظات المصدرة للثروة الحيوانية, وما يحدث حاليا انهيار تام للثروة الحيوانية, حيث يتسابق مربو الماشية في التخلص من أبقارهم وماشيتهم سواء بالبيع أو بالذبح قبل أن تصاب بالعدوي أما حسن حمدي عبدالرحيم مزارع فيقول: فوجئت بعدم قدرة الماشية علي الوقوف علي قدميها وبتدقيق النظر فيها فوجئت بالالتهابات في أظافرها مما دعاني للاستعانة بأحد الأطباء البيطريين علي نفقتي الخاصة, الموبوءة ووقف حد الخسائر اليومية التي يتعرض لها الفلاحين. وأكد اللواء سيد البرعي محافظ أسيوط, أن الطب البيطري يقوم حاليا بعمل قوافل علاجية تجوب قري ونجوع المحافظة لانقاذ ما يمكن انقاذه من الثروة الحيوانية وضبط اللحوم غير الصالحة للاستخدام الآدمي التي يتم طرحها في الأسواق وكشفت تلك القوافل في حصر الحالات النافقة بالحمي القلاعية التي تجاوزت ال240 حالة, بينما وصل عدد الحالات المصابة بالمرض إلي ما يفوق ال1500 حالة ويجري حاليا علاجها لضمان عدم تكبد المزارعين لخسائر أخري.