أصبح انتاج اعمال درامية أو سينمائية للاطفال حاليا يعاني ازمة شديدة حيث يخشي المنتجون انتاج مثل هذه الاعمال خوفا من عدم تسويقها وعدم تحقيقها ربحا لهم ويري بعض الكتاب انه يجب علي الدولة ان تخصص ميزانية لقنوات الاطفال وافلامهم حتي يجد الطفل ما يتعلم منه الأساليب التي تجعله رجلا طموحا عندما يكبر وفي هذا التحقيق نجد بعض كتاب سينما ودراما الاطفال يتحدثون عن ازمتهم بعدم انتاج اعمال لهم. قالت الدكتورة زينب زمزم رائدة فن الصلصال في الشرق الأوسط: ان النموذج العربي مازال في طور التجربة الخجول امام عملاق غربي, مختلف من ناحية الشكل والمضمون. ورغم أن الثقافات المختلفة التي تعرض علي أطفالنا إلا انها لا تلقي رواجا هائلا, ويعتبر الفيلم صالحا للعرض علي الأطفال عندما يتوافق مع نموهم النفسي والعقلي, وتكون موضوعاتها حول فكرة السلام والحرية والتعاون بين جميع البشر والتسامح والأخوة. وأوضحت زينب أنه من الضروري إنتاج أفلام تتناول البطولات العربية حتي تكون قدوة للأطفال وإنتاج أفلام سينمائية عربية طويلة لإتاحة الفرص بعرضها بدور العرض, وافتتاح المهرجانات الدولية خاصة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لأفلام الأطفال وعمل أرشيف سينمائي في كل بلد عربي يضم نسخة من الأفلام المنتجة في كل الدول العربية, وتقديم وسائل تشجيع للعاملين في مجال سينما الطفل للنهوض بواقع سينما الأطفال من خلال( جوائز مالية سنوية لأحسن فيلم تسجيلي واحسن فيلم روائي واحسن فيلم تحريك واحسن بحث وأحسن مؤلف للأطفال ولأفضل ماجستير ودكتوراه في مجال السينما الموجهة للطفل العربي) وتكوين نواد للمشاهدة الجماعية للأطفال بالأندية والمكتبات العامة والاحياء السكنية ومشاركة كل الجمعيات والهيئات الاهلية والحكومية لانتاج افلام سينمائية لتوثيق كل تاريخ الامة العربية للطفل العربي. وأوضحت أن تأثير مسلسلات الكرتون والأفلام الاجنبية علي الأطفال تراكمي, لافتة إلي أن أفلام الكرتون والرسوم المتحركة الموجهة للأطفال من الممكن أن تكون خطرا حقيقيا وتتحول إلي سموم قاتلة, عندما تكون هذه الأفلام صادرة من مجتمع له فكره وقيمه, ويكون المتلقي أطفالا من مجتمع آخروأبناء حضارة مغايرة, لأنهم سيحاولون التعايش مع هذه الأعمال والاندماج بأحداثها وأفكارها ولنا أن نتصور إذن حجم الأذي والسلبيات التي تنتج عن أفلام الكرتون المستوردة والمدبلجة علي الطفل العربي الذي يتأثر بها. ومن أخطر الاضرار لما تبثه قنوات الاطفال من افلام غربية جعل الأطفال متحجري القلوب قليلي التعاطف مع أوجاع الآخرين, حتي يغدو الطفل سلبيا انطوائيا, لذا علي صانعي افلام الرسوم المتحركة أن يضعوا أمام أعينهم: البعد عن إنتاج الافلام التي تثير الرعب وأن تهتم البرامج المخصصة للأطفال ببث القيم, وعدم إعطاء جرعة كبيرة للبكاء, ويجب أن يكون إعلام الطفل علما وفنا قبل أن يكون هواية. ومن جانبه يري يعقوب الشاروني: كاتب أطفال انه يوجد انتاج للاطفال بدليل الأفلام التي عرضت في مهرجان سينما الطفل حيث يوجد52 فيلما رسوما متحركة مثل فيلم حدث بالفعل ومريوهيت ولعبة البيت وهذا دليل علي أن سينما الأطفال نشيطة ولم تتوقف ولكنها افلام قصيرة حيث ان افلام الكرتون هي أساسية في محطات التليفزيون ولكنها لا تزيد علي ربع ساعة مؤكدا ان مصر بها كوادر كثيرة قادرة علي كتابة روايات طويلة للطفل ولكن ما يمنعهم من ذلك هو عدم وجود الانتاج الكافي لانتاج مثل هذه الاعمال كما ان المنتج أصبح واثقا بان اعمال الاطفال ليس لها سوق وبالتالي لن يجازف باعمال خسارتها كبيرة. وأضاف الشاروني ان الاطفال حاليا ليس لهم اعمال تعرض في دور العرض واذا وجدت فانها لا تتناسب مع اوقات فراغهم وبالتالي تلجأ اسر هؤلاء الاطفال الي اعمال الفيديو لكي يراها اطفالهم في الوقت المتاح لهم وبالرغم من أن هذه الاعمال ضئيلة إلا انها مكلفة. وأشار إلي انه في الفترة الاخيرة اصبحت اعمال الاطفال بها توعية وتربوية اكثر من انها مرفهة وهذا ما يطلبه التليفزيون المصري مثلما فعل في المسلسل الكرتوني بكار بعد وفاة مخرجته الدكتورة مني أبو النصر حيث أصبح بكاربه اسلوب توجيه وتوعية أكثر من انه فن. وقال عبده الزراع كاتب أطفال ان سينما الاطفال تعاني معاناة شديدة بعدم الاهتمام بها ومازال يتم النظر إلي أعمال الاطفال وكأنها أعمال مرفهة بالرغم من ان هذه الاعمال يصرف لها مبالغ زهيدة لا تكفي العمل حيث يتم منح كتاب دراما الاطفال نصف مايتقاضاه كتاب دراما الكبار وأيضا ممثلو أعمال الاطفال يتقاضون نصف ما يتقاضاه ممثلو دراما الكبار ولذلك لا يوجد تشجيع من أي ناحية لعمل درامي أو سينمائي عن الطفل.واضاف الزراع انه من المفترض ان دراما الاطفال تحتاج إلي ميزانية ضخمة لانها تحتاج إلي جودة في الاضاءة والصورة والصوت كما تحتاج إلي عدد كبير من رسامي الاطفال حيث انهم يرسمون الصورة أكثر من20 مرة في الحركة ولذلك يجب علي قطاع الانتاج وقطاع التليفزيون ووزارة الثقافة ان يرصدوا ميزانية محددة لأعمال الاطفال حتي تنتج أعمال مصرية تخص الاطفال فقط لكي يتم الحفاظ علي تقاليد وعادات مصر التي تربيها في الطفل لانه هو رجل المستقبل. وقال محمد عبد الحافظ ناصف سيناريست وعضو لجنة الطفل بالمجلس الأعلي للثقافة انه بعدما كانت صوت القاهرة تنتج أعمالا للاطفال باعتبارها انتاج التليفزيون المدعم أصبحت حاليا لا تنتج إلا لدراما الكبار بعدما قل انتاجها, مضيفا انه من الممكن ان يتم تخصيص قنوات للاطفال واعلانات لهم أيضا ومسلسلات وسينما وهنا سيتم الربح الاكيد لمنتج العمل لأن الطفل اذا ارتبط بقناة محددة تجذبه لن يتركها ولذلك لماذا لا نستفيد بهذه الميزة ونستغل انجذاب الاطفال لمثل هذه القنوات. وأكد عبد الحافظ ان الدولة هي المسئول الأول عن انتاج سينما للطفل وان تهتم به مثلما تهتم بدعم التربية والتعليم واذا تم الإنتاج للطفل سوف يتم الربح الاكيد بإذاعة هذه الاعمال ودعمها اقتصاديا. ويقول ابراهيم رفاعي سيناريست أطفال ان الدولة منذ30 عاما لم تعط مساحة كافية للطفل علي التليفزيون أو القنوات الفضائية ولو ظهر يكون قليلا موضحا ان الطفل يمر بمراحل كثيرة في حياته يجب ان يقدم عمل له بكل هذه المراحل حتي يري ماذا يفعل اذا اخطأ؟ كما أصبح كتاب الاطفال قليلين وبالتالي يلجأ الطفل إلي كرتون توم وجيري لانه لا يجد أعمالا غير ذلك تجذب انتباهه غير انها تعلمه العنف وبالتالي يجب انتاج أعمال للطفل يكون بها تاريخ ودين وتكون قومية أيضا حتي يري النموذج الصحيح لما حوله ويصبح طفلا ناضجا. وأوضح رفاعي ان قناة الاسرة والطفل التي يجب ان تهتم بالطفل أصبحت حاليا لا تهتم إلا ببرامج المطبخ والمرأة فقط ولا تعطي أي حيز للطفل وبالتالي فإن التليفزيون المصري لا يقدم أعمالا للطفل واذا قدم فإن مستواها يكون ضحلا ولا تعلي مستواه مشيرا إلي أن كتاب الاطفال يواجهون مشكلة اخري وهي عدم وجود ممول لأعمالهم وبالتالي يتكاسلون عن تقديم مثل هذه الاعمال ولذلك يجب الاهتمام أكثر من ذلك بالطفل وتقديم نموذج حي له يوعيه ويربيه ويقدم له كل أساليب الجذب حتي يتعلم شيئا صحيحا يفيده عندما يكبر مثل الدول الخارجية التي تهتم بذلك.