الرئيس السيسي يفتتح جلسة منتدى رجال الأعمال المصري الأوغندي (نص الكلمة)    يضم 200 سرير.. وزير التعليم العالي ومحافظ بني سويف يفتتحان المجمع الطبي ل«تعليم» (تفاصيل)    «مصيلحي» و«المصيلحي».. قصة وزيرين جمعهما الاسم والمنصب وعام الموت    خلال مأدبة عشاء.. وزير السياحة يستعرض نظيرته الصربية فرص الاستثمار في مصر    المشاط تشارك في إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة 2025-2030    «التنمية المحلية» تكشف تفاصيل التوجيه بإيقاف العمل الميداني لعمال النظافة خلال أوقات الذروة    غدًا.. قطع المياه عن مدينة أشمون في المنوفية 8 ساعات    القاهرة الإخبارية: وصول وفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية إلى مصر    نيفين القباج تنعى وزير التموين الأسبق علي المصيلحي: مدرسة في العطاء وخدمة الناس    معدل التضخم في أمريكا يسجل 2.7% على أساس سنوي    فالفيردي يؤكد جاهزيته لأولى مباريات ريال مدريد في الموسم الجديد    مباشر الآن.. مباراة مصر ومالي في بطولة أفريقيا لكرة السلة «الأفروباسكت»    «طبيعي يزعل ولكن».. شوبير يعلق على أنباء مفاوضات بيراميدز مع الشناوي    تطور مفاجئ في صفقة انتقال وسام أبو علي إلى كولومبوس الأمريكي (خاص)    الداخلية تكشف حقيقة فيديو "سيدة دمياط" المتهمة بنشر محتوى خادش للحياء    الأوبرا تحتفل ب عيد وفاء النيل في معهد الموسيقى العربية الأربعاء    دنيا سمير غانم تكشف سبب منع ابنتها «كايلا» من الحديث مع وسائل الإعلام (فيديو)    أصحاب 5 أبراج الأفر حظًا هذا الأسبوع.. هل أنت منهم؟    «تارت المانجو بكريمة البيستري».. حضري حلوى صيفية فاخرة بطعم الانتعاش (الطريقة والخطوات)    وفد «الحكماء» يتفقد الخدمات الطبية المقدمة للمرضى الفلسطينيين بمستشفى العريش    حجز نظر استئناف المتهم بقتل مالك قهوة أسوان على حكم إعدامه للقرار    الجامعة العربية تؤكد أهمية تضافر الجهود الدولية لوقف الحرب على غزة    تقرير: إسبانيا تخاطر بعداء ترامب نتيجة سياساتها الدفاعية وعلاقاتها مع الصين    منة تصنع المستحيل.. مصر تحصد ميدالية تاريخية في الكونغ فو بدورة الألعاب العالمية    كريستال بالاس يهاجم يويفا بعد حرمانه من الدوري الأوروبي    الطقس غدا.. موجة شديدة الحرارة وأمطار تصل لحد السيول والعظمى 41 درجة    "الجمهور حاضر".. طرح تذاكر مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الدوري    بعد 6 شهور.. وائل جسار يعود لإحياء الحفلات الغنائية في أوبرا دبي    وكيل وزارة الصحة بالدقهلية يحيل المدير الإداري لمستشفى الجلدية والجذام للتحقيق    إنجاز طبي جديد بقنا العام: إنقاذ سيدة من نزيف حاد بتقنية دقيقة دون استئصال الرحم    الجمعة.. فرقة واما تحيي حفلاً غنائياً في رأس الحكمة    هاني تمام: "القرآن يأمرنا بالمعاشرة بالمعروف حتى في حالات الكراهية بين الزوجين"    كامل الوزير: عمل على مدار الساعة لتحقيق مستوى نظافة متميز بالقطارات والمحطات    الدقهلية تبدأ مهرجان جمصة الصيفي الأول 2025 للترويج للسياحة وجذب الاستثمار    الداخلية تضبط تيك توكر يرسم على أجساد السيدات بصورة خادشة للحياء    حملات موسعة لهيئة البترول للتصدي لمخالفات تداول وتوزيع المنتجات البترولية    مصرع طفل غرقا في ترعة باروط ببني سويف    اليوم.. إعلان نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ 2025    حزب الوعي: زيارة الرئيس الأوغندي لمصر يعكس الإرادة السياسية لقيادتي البلدين    محافظ كفر الشيخ: النزول بسن القبول برياض الأطفال ل3 سنوات ونصف    رئيس «قومي المرأة» تبحث سبل التعاون مع نائب رئيس جامعة الأزهر    «العمل» تجري اختبارات للمرشحين لوظائف الأردن بمطاحن الدقيق    الجمعة.. قصور الثقافة تقيم فعاليات متنوعة للأطفال بنادي الري احتفالا بوفاء النيل    محافظ الجيزة يترأس اجتماع اللجنة التيسيرية لمشروع تطوير منطقة الكيت كات    محمد نور: مقياس النجاح في الشارع أهم من لقب «نمبر وان» | خاص    رسميًا.. باريس سان جيرمان يتعاقد مع مدافع بورنموث    موعد والقناة الناقلة لمباراة الزمالك والمقاولون العرب    12 أغسطس 2025.. أسعار الأسماك في سوق العبور للجملة اليوم    خبراء: أوكرانيا تحولت إلى مختبر حربي للصين لاختبار أسلحة وخطط المواجهة مع أمريكا في المستقبل    وزير الصحة يبحث مع المرشحة لمنصب سفيرة مصر لدى السويد ولاتفيا التعاون الصحى    تحرير 131 مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار مجلس الوزراء بالغلق    هل يجب قضاء الصلوات الفائتة خلال الحيض؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    "زاد العزة" تواصل إدخال المساعدات المصرية إلى القطاع رغم العراقيل    أمين الفتوى: "المعاشرة بالمعروف" قيمة إسلامية جامعة تشمل كل العلاقات الإنسانية    انخفاض أسعار الدواجن اليوم الثلاثاء بالأسواق (موقع رسمي)    العظمي 38.. طقس شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة في شمال سيناء    مواقيت الصلاة في أسوان اليوم الثلاثاء 12أغسطس 2025    أجمل عبارات تهنئة بالمولد النبوي الشريف للأهل والأصدقاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أفكار ناقصة‏..‏ في رؤية مرشحي الرئاسة لمستقبل اقتصاد مصر

بفتح باب الترشح رسميا لخوض انتخابات الرئاسة المصرية في العاشر من شهر مارس الحالي‏,‏ بدأ العد التنازلي لموعد إجراء تلك الانتخابات‏,‏ التي يترقبها العالم كله.
الذي كان بالأمس القريب يراقب عن كثب ما يحدث في مصر بعد قيام ثورة‏25‏ يناير التي كشفت عن مدي الوعي والإدراك الشعبي للقضايا والمشاكل بتنوعاتها السياسية‏,‏ الاقتصادية‏,‏ الخارجية والداخلية‏,‏ والتي يلخصها أحد شعارات تلك الثورة في عيش‏,‏ حرية‏,‏ عدالة اجتماعية‏.‏
فهي مطالب ذات أبعاد سياسية‏,‏ واقتصادية‏,‏ واجتماعية أكدها الشعب المصري ولا يزال متمسكا بها إلي يومنا هذا ويكافح من أجل أن يلمس آثارها علي أرض الواقع‏,‏ مما يجعل مواقف مرشحي الرئاسة من القضايا الاقتصادية أحد المحددات التي علي أساسها سيصوت الناخبون بجانب جملة من المحددات الأخري السياسية والحزبية التي ستحدد من الفائز في أول انتخابات رئاسية عقب ثورة يناير‏.‏
ومنذ الإطاحة بنظام مبارك في الحادي عشر من فبراير‏2011‏ تواجه مصر العديد من التحديات والتداعيات الاقتصادية التي أعقبت ثورة‏25‏ يناير‏,‏ والتي تمثلت في تحقيق عجز كلي بميزان المدفوعات بلغ‏12.7‏ مليار دولار في الفترة من يناير‏2011‏ إلي سبتمبر من العام ذاته‏,‏ مقابل فائض كلي بلغ‏719.1‏ مليون دولار خلال الفترة من يناير‏2010‏ إلي سبتمبر من العام ذاته‏,‏ وهبوط معدل النمو الاقتصادي المصري إلي ما بين‏1-2%‏ في الوقت الذي كان من المتوقع فيه أن يصل إلي‏6%,‏ وانخفاض حجم الاحتياطي الأجنبي بالبنك المركزي إلي‏18‏ مليار دولار‏,‏ بعد أن كان يقدر بنحو‏36‏ مليار دولار‏,‏ وتراجع معدلات الدخل السياحي‏,‏ وهو ما يعكس خسارة مصر يوميا بنحو‏40‏ مليون دولار‏,‏ وتحقيق البورصة المصرية لخسائر تتعدي‏20‏ مليار جنيه‏,‏ وتراجع معدلات نمو الناتج القومي ليصبح بالسالب في الربع الثالث من يناير إلي مارس‏2011‏ من السنة المالية‏2011/2010,‏ مقابل‏5.5%‏ و‏5.7%‏ في الربعين الأول والثاني علي التوالي‏,‏ فضلا عن ارتفاع نسبة البطالة لتصل إلي‏10%.‏
وانطلاقا مما سبق‏,‏ يبدو جليا أهمية التعرف علي الرؤي الاقتصادية للمرشحين البارزين في الانتخابات الرئاسية القادمة‏,‏ وكذلك ملامح النظم الاقتصادية التي جاءت في طياتها تلك الرؤي‏,‏ خاصة في ضوء تباين الانتماءات السياسية والتيارات الفكرية للمرشحين الذين سيخوضون تلك الانتخابات‏.‏
رؤي المرشحين للنهوض بالاقتصاد المصري
احتلت القضايا الاقتصادية جزء كبيرا من أحاديث وتصريحات المرشحين المحتملين لمنصب الرئاسة‏,‏ علي الرغم من عدم إعلان أي منهم عن برنامجه الانتخابي بصورة تفصيلية ورسمية‏,‏ وتتمثل الرؤي الاقتصادية للمرشحين الذين أعلنوا عن نيتهم للترشح للمنصب مع الإعلان عن فتح باب الترشيح وسعيهم للاستكمال أوراق الترشيح في الأتي‏:-‏
أولا‏:-‏ عمرو موسي‏:‏ تتمثل رؤيته لتحقيق التنمية الشاملة في إقامة مشروعات تنموية كبري‏,‏ ويأتي في مقدمة تلك المشروعات إقامة مشروع ممر التنمية المنتظر منه فوائد كبيرة لمستقبل مصر الاقتصادي‏.‏ وفيما يخص التعامل مع قضية البطالة‏,‏ فقد قدم موسي حلولا علي المدي القصير للتداعيات المترتبة علي مشكلة البطالة‏,‏ من خلال تخصيص بدل البطالة بقيمة‏50%‏ من الحد الأدني للأجور‏,‏ وحلولا أخري علي المدي الطويل تتعلق بالعمل علي إنهاء أزمة البطالة من خلال دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة‏.‏
ثانيا‏:-‏ أحمد شفيق‏:‏ ينطلق برنامجه الاقتصادي من رؤيته لمصر علي أنها ساحة هائلة‏,‏ وليس لها مثيل في التنمية الاقتصادية‏,‏ سواء من خلال بيئتها‏,‏ أو ظروفها الجوية‏,‏ حتي الصحراء الموجودة في مصر يمكن تنميتها‏.‏ وتتحدد ملامح هذا البرنامج في تحويل مصر لكي تكون وجهة المستثمرين في العالم‏,‏ واستغلال منطقة قناة السويس لتكون سوقا حرة‏,‏ والاهتمام بالصعيد المصري‏,‏ وإعادة أهالي النوبة إلي أراضيهم بجوار النيل من أجل كسب ولائهم لمصر‏,‏ وتوجيه الاهتمام إلي الاهتمام بتنمية سيناء‏.‏
ثالثا‏:-‏ عبد المنعم أبو الفتوح‏:‏ تمثلت رؤيته للتنمية الاقتصادية في إطار تحويل الاقتصاد المصري من اقتصاد ريعي إلي اقتصاد منتج يعتمد علي صناعات بعينها يخلق فيها ميزة تنافسية‏,‏ ومشاركة الدولة والقطاع الخاص‏(‏ الكبير والمتوسط والصغير‏)‏ في التخطيط وتوجيه الاستثمارات الجديدة‏,‏ طبقا لخطة واضحة‏,‏ واستخدام السياسة النقدية والضريبية بشكل يشجع الاستثمار في القطاعات المنتجة‏,‏ ووضع ضوابط للاستثمار الأجنبي تتيح تعظيم الاستفادة منه ليس فقط في مجال التشغيل وضخ عملة صعبة وزيادة الناتج المحلي‏,‏ ولكن أيضا في مجال التدريب والتقدم التقني والتكنولوجي‏.‏
رابعا‏:-‏ حمدين صباحي‏:‏ يري أن مسار التنمية والنهوض بالاقتصاد المصري لن يتحقق إلا باتخاذ عدة خطوات‏,‏ يأتي في مقدمتها إعادة ترتيب أولويات الموازنة العامة للدولة‏,‏ بحيث يتصدر الإنفاق علي التعليم والصحة والبحث العلمي تلك الأولويات‏,‏ ثم تنفيذ مشروعات تساعد علي تحقيق النهضة الاقتصادية‏,‏ مثل مشروع تعمير سيناء‏,‏ ومشروع تنمية الصعيد‏,‏ ومشروع تطوير الريف‏,‏ مع التركيز علي سبع صناعات أساسية في مصر هي‏(‏ الغزل والنسيج‏,‏ والأدوية‏,‏ والأسمدة‏,‏ والحديد‏,‏ والأسمنت‏,‏ والصناعات الهندسية‏,‏ وصناعة السينما‏),‏ وكذلك تبني مشروعات جديدة‏,‏ مثل مشروع الطاقة الشمسية بمحافظات الصعيد‏,‏ والذي سيحقق لمصر ما حققه البترول لدول الخليج‏,‏ بشرط توفر إدارة وإرادة جديدة للدولة‏.‏
خامسا‏:-‏ حازم أبو إسماعيل‏:‏ يري وجوب إعادة هيكلة الاقتصاد المصري‏,‏ ووضع أسس لتنمية مصادر الدخل القومي من خلال إقامة مشروعات زراعية جديدة بالصحراء الغربية وسيناء‏,‏ مع تأسيس صناعات ضخمة علي أرض مصر‏,‏ فهي تمثل حجر الزاوية في مشروع نهضة مصر الاقتصادي‏,‏ والتوسع في إقامة استثمارات خارجية ذات عوائد متبادلة مع دول الجوار‏,‏ مثل إقامة مشروعات زراعية بالسودان‏.‏
سادسا‏:-‏ محمد سليم العوا‏:‏ تتمثل رؤيته لتحقيق التنمية الاقتصادية في حلول غير تقليدية من خلال إقامة مشروعات تكنولوجية جديدة في مجالات الطاقة المتجددة‏,‏ مثل الطاقة الشمسية‏,‏ والرياح‏,‏ وتحلية مياه البحر‏,‏ والترويج لجذب رءوس الأموال للاستثمار في تلك المشروعات‏.‏
سابعا‏:-‏ حسام خير الله‏:‏ جاءت رؤيته للتنمية الشاملة للنهوض بمصر في إطار تهيئة المناخ الاستثماري لتشجيع الاستثمارات الخارجية‏,‏ في إطار قواعد شفافة تحترم مصالح كلا الطرفين المصري والخارجي‏,‏ علي أن تشجع الدولة تلك الاستثمارات للتوجه نحو القطاعات الاقتصادية ذات التأثيرات الاستراتيجية في حياة المواطنين‏,‏ وفي مقدمتها الزراعة والصناعة والسياحة‏.‏
ثامنا‏:-‏ أبو العز الحريري‏:‏ يري ضرورة تنفيذ العديد من الإصلاحات التي من شأنها إقالة الاقتصاد المصري من أزمته الراهنة من خلال اتخاذ قرارات‏,‏ من شأنها تحقيق العدالة الاجتماعية عبر حزمة من الإصلاحات‏,‏ منها تحديد أسعار السلع وتقديمها بالتكلفة الحقيقية للمواطنين‏,‏ بحيث يحدث ارتفاع في الدخل الحقيقي للمواطن الفقير‏,‏ حال حدوث أي زيادة فيه‏,‏ وسن القوانين لمنع نهب الأموال‏,‏ وإعادة هيكلة الخزانة العامة للدولة‏,‏ في ضوء أن نصف الاستهلاك المحلي يذهب لصالح مؤسساتها العسكرية والشرطية‏,‏ وإجراء الإصلاحات الاجتماعية‏,‏ وتطبيق الحد الأدني للأجور‏,‏ وتسديد ديون صغار الفلاحين‏,‏ مع قصر الدعم علي المواطنين‏,‏ وعدم منحه للشركات الأجنبية والشركات الكثيفة الاستخدام للطاقة التي تشارك المواطن البسيط في هذا الدعم‏.‏
ملامح النظام الاقتصادي الذي يتبناه المرشحون
علي الرغم من اختلاف الانتماءات السياسية وتباين الأيديولوجيات التي يتبناها مرشحو الرئاسة‏,‏ اتفقت رؤيتهم في تبني النظام الاقتصادي المختلط الذي تتعدد أشكاله وفقا لدرجة الوسطية بين النظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي‏,‏ أو للخلفية الفكرية‏,‏ مثل الاقتصاد الإسلامي المنبثق من تيار الفكر الإسلامي‏.‏ وبتحليل رؤي المرشحين لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة‏,‏ يمكن تصنيف النظم الاقتصادية التي انبثقت منها تلك الرؤي‏,‏ وفقا للتصنيف الآتي‏:‏
أولا‏:-‏ نظام اقتصادي مختلط يميل إلي الرأسمالية‏:‏
جاءت رؤية أبرز مرشحي الرئاسة المحسوبين علي التيار الليبرالي لتبني نظام اقتصادي مختلط يميل إلي الرأسمالية‏,‏ والذي يتبني اقتصاد السوق والحرية الاقتصادية‏,‏ مع محدودية دور الدولة في الحياة الاقتصادية‏.‏ فقد أعلن عمرو موسي عن تبنيه لسياسة الاقتصاد الحر القائم علي العدالة الاجتماعية‏,‏ علي أن تكون الكيانات الاقتصادية الضخمة والمرتبطة بالثروات الأساسية للبلاد في يد الشعب‏.‏ ويري الفريق أحمد شفيق أن مصر ستكون قبلة للمستثمرين من خلال تبني نظام اقتصادي حر يساعد علي جذب المستثمرين بشكل يسهم في تشغيل الشباب وزيادة الدخل والناتج القومي‏.‏
في حين يري اللواء حسام خير الله ضرورة تشجيع القطاع الخاص من خلال اتباع سياسات وإجراءات شفافة لضمان إسهام فعال في المشاكل الاقتصادية التي يعانيها اقتصاد مصر‏,‏ علي أن تقوم الدولة بدورها الحقيقي في تمويل ورعاية القطاعات الاقتصادية ذات التأثيرات الاستراتيجية في حياة المواطنين‏.‏
وعلي الرغم من وجود بعض المرشحين المنتمين للتيار الإسلامي‏,‏ فإنهم أيضا تبنوا النظام الاقتصادي المختلط الذي يميل إلي الرأسمالية‏.‏ فبالنسبة للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح‏,‏ فيري أن تعظيم التنمية الاقتصادية المتوازنة والعادلة سيكون عن طريق تفعيل أشكال الملكية والإنتاج المختلفة‏,‏ وعدم قصرها علي ثنائية القطاع العام‏/‏ القطاع الخاص‏.‏ كما أعلن محمد سليم العوا عن تبنيه سياسة فتح أبواب العمل الحر بغير قيود‏,‏ وتشجيع المشاريع الصغيرة بغير قيود‏,‏ وإلغاء الروتين الحكومي عند إقامة المشروعات‏.‏
ثانيا‏:-‏ نظام اقتصادي مختلط يميل إلي الاشتراكية‏:‏
تميل رؤية مرشحي الرئاسة المنتمين للتيار اليساري‏,‏ وأبرزهم المرشحان حمدين صباحي وأبو العز الحريري‏,‏ لتبني نظام اقتصادي مختلط يميل إلي الاشتراكية‏,‏ حيث تعظيم دور الدولة والقطاع العام في الحياة الاقتصادية‏,‏ ومحدودية دور القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي‏.‏ فيري حمدين صباحي أن إمكان النهوض بالاقتصاد المصري ستكون من خلال الاعتماد علي ثلاثة قطاعات رئيسية للنهوض بالاقتصاد المصري‏,‏ هي‏:‏ قطاع عام متحرر من البيروقراطية‏,‏ ويعتمد وسائل الإدارة الحديثة والتخطيط العلمي‏,‏ وقطاع تعاوني يعظم القدرات الإنتاجية والتنافسية‏,‏ وقطاع خاص تقوده رأسمالية وطنية تلعب دورها الرئيسي والمنتظر في مشروع النهضة‏,‏ وتشجيعها من خلال حوافز الاستثمار‏,‏ ودعم المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر‏,‏ وتشريعات تواجه الفساد والاحتكار وقوانين تضمن أداء الرأسمالية الوطنية لواجبها الاجتماعي‏.‏
أما عن المرشح أبو العز الحريري‏,‏ فعلي الرغم من أن برنامجه الاقتصادي لم يعلن عنه بشكل نهائي‏,‏ فإن تصريحاته بعد إعلان ترشحه للرئاسة أظهرت ميوله الاشتراكية‏,‏ حيث أكد علي دور الدولة في اتخاذ القرارات‏,‏ والقيام بالإصلاحات التي تؤدي إلي تحديد أسعار السلع‏,‏ وتقديمها بالتكلفة الحقيقية للمواطنين‏,‏ بحيث يحدث ارتفاع في الدخل الحقيقي للمواطن الفقير‏.‏
ثالثا‏:-‏ نظام الاقتصاد الإسلامي‏:‏
أعلن حازم أبو اسماعيل عن رؤيته لتبني النظام الاقتصادي الإسلامي‏,‏ والذي يعد من قواعده الأساسية أن الملكية الخاصة حق الأفراد في تملك الأرض والعقار ووسائل الإنتاج المختلفة‏,‏ مهما يكن نوعها وحجمها‏,‏ بشرط ألا يؤدي هذا التملك إلي الإضرار بمصالح عامة الناس‏,‏ وألا يكون في الأمر احتكار لسلعة يحتاج إليها العامة‏.‏ وبالنسبة للملكية العامة‏,‏ تظل المرافق المهمة لحياة الناس في ملكية الدولة أو تحت إشرافها وسيطرتها‏,‏ من أجل توفير الحاجات الأساسية لحياة الناس ومصالح المجتمع‏.‏ ولكن برنامجه الاقتصادي لم يتضمن الرؤية تجاه المحظورات التي يقرها النظام الاقتصادي الإسلامي‏,‏ ومنها تحريم الاتجار في القروض‏,‏ وتحريم بيع ما لا يمتلكه الفرد‏,‏ وما يندرج تحت هذا البند من أمثلة التمويل العقاري وغيره‏.‏
ملاحظات ختامية
وبعد هذا العرض لرؤية المرشحين المحتملين لمنصب الرئاسة وتوجهاتهم الاقتصادية حيال العديد من القضايا المركزية التي تشغل كل أطياف الشعب المصري‏,‏ نشير إلي ملاحظتين‏:‏
أولا‏:-‏ اتفاق أغلب المرشحين المحتملين لخوض انتخابات الرئاسة القادمة في برامجهم الانتخابية‏,‏ فيما يتعلق بالناحية الاقتصادية‏,‏ علي أهمية معالجة القضايا الاقتصادية‏,‏ وإن اختلفوا في وسائل وطرق المعالجة‏,‏ المتعلقة بضرورة النهوض بالزراعة‏,‏ والاهتمام بالفلاح‏,‏ وتحديد الحد الأدني للأجور‏,‏ والعمل علي زيادته‏,‏ والعمل علي جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية‏,‏ وتنشيط السياحة‏,‏ وتنمية سيناء والصعيد‏.‏وبالتالي‏,‏ يمكن اعتبار مناطق الاتفاق المشار إليها سلفا تمثل في الوقت ذاته ترتيبا للأولويات الاقتصادية التي يجب أن يضعها الرئيس القادم نصب عينيه‏,‏ والذي يمكن اعتبارها المسار الاقتصادي لرئيس مصر القادم‏,‏ والذي سيتتبعه الشعب من خلاله‏.‏
ثانيا‏:-‏ لا تزال الرؤي حول مستقبل اقتصاد مصر غير مكتملة‏,‏ حيث لم يفصح أي من مرشحي الرئاسة عن كامل برنامجه الانتخابي‏,‏ فلم يحدد أي من المرشحين كيفية تمويل برنامجه الاقتصادي‏,‏ حيث جاءت رؤي هؤلاء المرشحين حول التعامل مع التحديات التي يمر بها الاقتصاد المصري في الوقت الراهن فضفاضة‏,‏ وأقرب ما تكون إلي شعارات انتخابية‏,‏ راحت تغازل مشاعر المواطنين المصريين‏.‏
وهو ما يذكرنا بالشعارات التي كانت تتردد في ظل النظام البائد‏,‏ مثل تبني بعض الأفكار المتعلقة بتنمية الصعيد وسيناء‏,‏ وتنفيذ بعض المشروعات القومية مثل ممر التنمية‏,‏ وذلك دون الاهتمام بتحديد مصادر التمويل اللازمة لتحقيق ذلك‏,‏ وهل سيعتمدون في ذلك علي التمويل الوطني أو سيعتمدون في تنفيذ أفكارهم علي الاقتراض من الخارج والمعونات الأجنبية‏.‏ ويمكن تفسير ذلك في ضوء ما أثير علي الساحة المصرية في الفترة الأخيرة بشأن قضية التمويل الأجنبي‏,‏ والتي جعلت المرشحين ينأون بأنفسهم بعيدا عن الشبهات‏,‏ والخوف من الاتهام بالعمالة‏.‏ وفي جميع الأحوال‏,‏ فإن طرح الرؤي والبرامج الاقتصادية‏,‏ في إطار يتسم بالتحديد والوضوح والدقة لآليات وإمكانات التنفيذ لتلك الرؤي والبرامج‏,‏ هو ركيزة أساسية لبناء الثقة بين الناخب المصري ومرشحه‏.‏
باحثة متخصصة في الشئون الاقتصادية


إضافة تعليق

البيانات مطلوبة

اسمك
*


بريد الالكترونى *
البريد الالكتروني غير صحيح

عنوان التعليق *


تعليق
*


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.