اتخذت أزمة المواد البترولية منعطفا خطيرا أمس ووصلت مشكلة عجز كميات السولار والبنزين إلي جميع محطات الوقود ويعقد الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء اجتماعا مهما اليوم لبحث أزمة تهريب المنتجات البترولية لاتخاذ اجراءات عاجلة لوقف هذه الجريمة التي تضر بمصلحة الأمن القومي للبلاد, خاصة مع تعثر العديد من المنشآت وسائقي الميكروباص والنقل الجماعي وتوقف العديد منهم عن العمل. وأكد المهندس عبدالله غراب, وزير البترول أن وزارتي البترول والتموين اتخذتا إجراءات عاجلة لمواجهة الأزمة الحالية تتمثل في ضخ كميات من المنتجات البترولية تكفي معدلات الاستهلاك اليومي وتزيد, بالاضافة إلي تشديد الرقابة علي المعابر والمستودعات ومحطات توزيع المنتجات البترولية, نافيا ارتباط الأزمة بالحكومة الحالية حيث حدثت مع الحكومة السابقة. وقال خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير التموين والتجارة الداخلية د. جودة عبد الخالق مساء أمس: إنه تم التعاقد علي استيراد190 ألف طن من السولار نهاية مارس الحالي مشيرا إلي أن المخابز لديها الأولوية في الحصول علي الحصص المحددة لها كما أن لديها بطاقات تحصل بها علي حصتها من الوقود. من جانبه اعترف جودة عبد الخالق بوجود أصابع لفلول النظام السابق في الأزمة, موضحا انهم كانو يتحكمون في حلقات التداول والتوزيع للمنتجات البترولية ومازالوا يتحكمون ومايحدث هو رد فعل منهم لهدم المعبد علي من فيه, مطالبا بضرورة تدخل الحاكم العسكري بإصدار قرار لحسم هذه المشكلة خاصة ان الأزمة تتطلب هذا القرار. من ناحيته أكد اللواء أحمد الموافي, مدير الإدارة العامة لمباحث التموين ان الداخلية تكثف جهودها علي مدار اليوم لوقف الجرائم الخاصة بالمواد التموينية وتأمين وصولها الي المواطن بسعرها. وعلي صعيد آخر توقعت شعبة المواد البترولية حل الأزمة خلال أيام, حيث قال حسام عرفات رئيس الشعبة ان هناك جهودا مكثفة لحل الأزمة مع الحكومة. وبينما تمكنت أجهزة الأمن من ضبط4110 لترات بنزين وسولار مدعم أخفاها أصحاب محطات الوقود بالقاهرة تمهيدا لبيعها في السوق السوداء, كان المشهد امام المحطات في الجيزة ينذر بالخطر, نظرا لامتداد الطوابير والمواطنين حاملي جراكن السولار الفارغة لعدة أمتار أملا في الحصول علي البنزين والسولار, مما أدي الي تكدس السيارات والمواطنين بالشوارع وهو ما أصاب الحركة المرورية بالشلل. وقد تطورت الأزمة بصورة تهدد بكارثة خاصة مع ارتفاع اسعار أجرة السرفيس والسفر بين المحافظات ونشوب مشاجرات سقط خلالها ضحايا ومصابون, حيث شهدت محافظة الغربية جريمة قتل بإحدي محطات الوقود بعد أن لقي تاجر أدوات صحية يدعي جودة إبراهيم29 عاما مصرعه بطلق ناري بينما اصيب سائق يدعي عبد العال جاد بطلق ناري في القدم اثر مشاجرة بالأسلحة النارية في قرية تواج بطنطا بسبب التسابق علي أولوية تموين السيارات. في غضون ذلك اعترف الدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة بوجود نقص في كميات البنزين والسولار في عدد كبير من المحطات خاصة في منطقة الجيزة الحضارية وعند المداخل الرئيسية للمحافظة. وأكد المهندس فتحي عبد العزيز رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين أنه تمت مخاطبة مديري المديريات في مختلف المحافظات بشأن تكثيف الرقابة علي محطات الوقود وتكليف مفتشي تموين بالوجود بكل محطة اثناء تسلم وبيع المواد البترولية للمواطنين. وفي عدد من المحافظات أسفرت الحملات التي تقوم بها مباحث التموين عن ضبط ألفي لتر سولار في أسيوط, ونحو1100 لتر بنزين80 بمدينة الدلنجات في البحيرة وضبط20 ألف لتر سولار ونحو420 لتر سولار بحوزة أحد الأفراد قبل ترويجها في السوق السوداء. أما في محافظة بني سويف فقد تمكنت مباحث التموين من ضبط صاحب محطة وقود بمدينة إهناسيا حصل علي ترخيص المحطة منذ يناير الماضي, إلا أنه قام بتحويلها إلي حظيرة لتربية الطيور واستولي علي مليون لتر بنزين وسولار بالتواطؤ مع مفتش الشركة الموردة وبيعها بالسوق السوداء. وفي شمال سيناء كشفت مصادر الأهرام المسائي عن عمليات تهريب واسعة عبر أنفاق رفح. حيث يتم التهريب أيضا من خلال حفر صغيرة بالأرض مزودة بخراطيم متصلة بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية ويتم النقل بتشغيل مواتير سحب.