انتهت جمعة الكرامة التي دعا إليها توفيق عكاشة لطرد السفيرة الأمريكية احتجاجا علي سفر الأمريكان المتهمين في قضية التمويل الأجنبي, إلي اشتباكات عنيفة وتراشق بالأحجار والزجاجات الفارغة بين أنصاره من ناحية, ومتظاهري التحرير, ونشطاء القوي السياسية من ناحية أخري. وتطورت الاشتباكات إلي مواجهات بالحجارة بين قوات الأمن ومتظاهري التحرير في محيط السفارة الأمريكية, وشارع قصر الدوبارة بعد توافد القوات للفصل بين الجانبين, وتأمين خروج عكاشة من أحد الجراجات المجاورة للسفارة بعد أن حاصره متظاهرو التحرير. ورغم انصراف عكاشة مع عدد كبير من مؤيديه من موقع الأحداث في السادسة مساء أمس إلا أن المئات من متظاهري التحرير, وواصلوا رشق قوات الأمن والسفارة الأمريكية بالحجارة الأمر الذي أسفر عن إصابة العشرات من الطرفين, فيما التزمت القوات من جانبها أقصي درجات ضبط النفس. وأشعل المتظاهرون النيران في فروع الأشجار لإنارة محيط السفارة بعد قطع الكهرباء عنها وقاموا بالطرق المتواصل علي أعمدة الإنارة وإحداث ضجيج مع كل محاولة كر تتقدم فيها القوات لإخلاء محيط الوزارة. وكان المئات من المتظاهرين قد توافدوا علي مقر السفارة الأمريكية عقب صلاة الجمعة مرددين الهتافات المنددة بالولايات المتحدةالأمريكية وإسرائيل ومطالبين بطرد السفيرة الأمريكية آن باترسون منها يا أمريكا لمي فلوسك.. بكرة الشعب المصري يدوسك و لا أمريكا ولا إسرائيل.. ولا ذل التمويل كما قاموا بإحراق العلمين الأمريكي والإسرائيلي. علي صعيد آخر, توافد المئات من المتظاهرين علي ميدان التحرير قادمين في مسيرات من عدة مساجد, من بينها مصطفي محمود, والفتح, وعمر مكرم لإحياء جمعة الشهيد, ورفض المشاركون في تلك المسيرات التوجه نحو السفارة الأمريكية تجنبا للاشتباكات. وحمل المتظاهرون عرائس ماريونيت عملاقة دمي طافوا بها أرجاء الميدان تجسد شخصيات الرئيس المخلوع حسني مبارك, والذي وضع له أكثر من وجه في إشارة إلي أنه شخصية متلونة, والمشير محمد حسين طنطاوي, رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة, واللواء حسن الرويني, واللواء حمدي بدين في إشارة منهم لرفض سياسات المجلس العسكري وتشابهه مع نظام مبارك بحسب زعمهم. وشهد ميدان التحرير إقامة ثلاث منصات حملت الأولي اسم مجلس قيادة الثورة بالقرب من الجامعة الأمريكية, والثانية للمستقلين لإحياء ذكري فض اعتصام9 مارس الماضي, والتي تعرض فيه عدد من النشطاء للتعذيب أما الأخيرة فتخص حملة فاسدون.