عاد الأهلي للعب كرة القدم و كان لابد أن يعود فالحياة لابد أن تسير رغم الحزن الذي مازال يعشش في القلوب الحمراء منذ مجزرة بورسعيد البشعة. عاد الأهلي للعب علي أرض الملعب نظريا لكنه في الواقع لم يعد.. فقد شاهدنا لاعبيه و كأنهم أجساد تتحرك بلا روح و بلا هدف فكانوا يتحركون من أجل الحياة في الملاعب فقط مجرد كرة يركلونها بلا هدف واضح.. لقد ظهر الأهلي بعيدا تماما عن مستواه أو حتي نصف مستواه و كان أداؤه في اللقاء الودي مساء أمس أمام الشباب الكويتي أقل من تدريباته في الجزيرة فقد كان اللاعبون بلا روح و بلا حماس ظهرت عليهم حالة شديدة من الحزن حتي أنهم خسروا3/2 أمام فريق مستواه أقل من المتوسط خلال معسكره الخارجي المقام في دبي مما يجسد لنا الحالة التي كان عليها الفريق الذي ظهر لاعبوه و كأنهم نسوا كرة القدم أو كأنهم يلعبون لأول مرة فلا تحركات و لا تمريرات جيده و لا جهد مبذول و لا نهاية واضحة لأي هجمه.. ويمكن أن نلتمس العذر لفريق لم يلعب أي مباراة ودية كانت أو رسمية من شهر كامل منذ مباراة المجزرة. الأهلي بالطبع مازال مجروحا مكلوم القلب مهتز الأعصاب خائف يترقب.. فالمشهد الدموي يطارده في كل مكان حتي لو كان خارج حدود الوطن.. المهم أن هذه المباراة و ما سيتلوها ستكون مجرد مياه تنزل علي جسد الأهلي المجروح و المخضب بالدماء و مع الوقت ستظهر النتائج. الأهلي تقدم بهدف في الشوط الأول سجله محمد أبوتريكة الذي ظهر بلحيته الطويلة لأول مرة من ركلة جزاء هو من نالها من تسديدته في الدقيقة25 عندما لمست تسديدته يد مدافع الشباب و تصدي أبو تريكة للركلة و سجلها علي يسار الحارس الكويتي صالح المهدي و بعد الهدف وضع قبلة علي الشارة السوداء شارة الحداد ثم خلعها من ذراعه ووضعها فوق رأسه كنوع من التقدير لشهداء مذبحة بورسعيد وسار بها في الملعب ما يقرب من خمس خطوات.. ثم تعادل الشاب الكويتي في الشوط الثاني عن طريق ماركوس البرازيلي في الدقيقة66 وفي الدقيقة80 تقدم رودريجو دي كوستا للشباب بالهدف الثاني واضاف خالد عبد القدوس الهدف الثالث للكويت فيما سجل أبوتريكه هدف الأهلي الثاني في الدقيقة90 من عمر اللقاء من ركلة جزاء نالها السيد حمدي عندما اعاق المدافع الكويتي قدمه لحظة تسديد كرة نحو المرمي و هو داخل المنطقة. الأهلي كان الأكثر استحواذا علي الكرة علي مدار الشوطين لكن بلا فاعلية كبيرة لأن لاعبيه كانوا يتبادلون الكرة بدون نفس أو رغبة حقيقة في ممارسة كرة القدم فظهر أخطاء دفاعية نادره و لم يكن الحارس موجودا لأنه يفتقد حساسية اللعب تماما, حتي المهاجمون ظهروا و كأنهم غرباء أمام المرمي تائهون فمعظم الهجمات فشلت و لم تكتمل واحدة نحو الشباك حتي إن الهدفين جاءا من ركلتي جزاء... و استغل جوزيه اللقاء للدفع بعدد غير قليل من اللاعبين ممن سافروا معه لكن بركات العائد من الاعتزال جلس حزينا مهموا مكتئبا علي دكة البدلاء و ربما يكون رفض المشاركة لحين عودته لكامل لياقته النفسية. كانت بداية المباراة قد شهد لقطة واضحة للجميع من لاعبي الأهلي عندما نزلوا للاحماء بقمصان كتب عليها..WeNeedJustice ووضع فوقها كلمةEGYPT. و هتفت الجماهير المصرية الكبيرة التي حضرت اللقاء الأهلي والزمالك ايد واحدة في اشارة الي تضامن جماهير القطبين في أعقاب المجزرة التي تمت في بورسعيد و شهدت تكتف جماهير الأبيض والأحمر لأول مرة بشكل غير مسبوق فقد توحدت مطالبهم تماما... كما طالب عشاق الأهلي في الإمارات بالقصاص للشهداء ورددوا أغنية من صغري بعشقه والتي تحوي المقطع الذي أصبح هتافا شهيرا يوم ما أبطل أشجع ها كون ميت أكيد.