ثروت عكاشة‏..‏ المثقف‏..‏محاربا

وجاءت معلومات عن امكانية تعرض البلاد لغزو عسكري‏..‏لكن لم تكن هناك معلومات مؤكدة‏..‏وفي ذلك الوقت تحركت السفارات المصرية خاصة في اوروبا لتتحسس وتسمع ماقد يدور في الخفاء‏..‏
بعد أن أعلن جمال عبد الناصر في السادس والعشرين من يوليو عام‏1956‏ تأميم قناة السويس‏,‏ أشتاط السير انتوني إيدن رئيس وزراء بريطانيا غضبا وهياجا‏..‏وقرر في اليوم نفسه ضرورة تأديب هذا البكباشي وشن حملة عسكرية تعيد القناة الي السيادة البريطانية الفرنسية وتفرض النفوذ البريطاني علي مصر بعد ان كانت القوات البريطانية قد استكملت جلاءها عن معسكرات القناة في الثامن عشر من يونيه نفس العام‏..‏ وبالطبع تستهدف الحملة القضاء علي البكباشي ورجاله‏..‏ وفي القاهرة بدأت دراسة الموقف واحتمالاته‏.‏
وجاءت معلومات عن امكانية تعرض البلاد لغزو عسكري‏..‏لكن لم تكن هناك معلومات مؤكدة‏..‏وفي ذلك الوقت تحركت السفارات المصرية خاصة في اوروبا لتتحسس وتسمع ماقد يدور في الخفاء‏..‏ وبالفعل توصل الملحق العسكري في سفارة مصر بفرنسا الي مجموعة وثائق عسكرية خطيرة عن مؤامرة الاتفاق الثلاثي بين بريطانيا وفرنسا واسرائيل لشن عدوان ثلاثي علي مصر‏!‏ وبهذه الوثائق مع غيرها جاء عن طريق قبرص تكشفت الحقيقة‏..‏وكان الملحق العسكري صاحب هذا الإنجاز هو‏:‏ ثروت عكاشة‏..!‏
كان ثروت عكاشة من الضباط الأحرار‏..‏عمل مع جمال عبد الناصر خلال التحضير للثورة ثم شارك في تحركها ليلة‏23‏ يوليو‏1952..‏ ظل مع قائدها بعد نجاحها‏..‏وكانت هويته الثقافية وعشقه للفنون من دواعي إرتباط عبد الناصر به فقد كان عبد الناصر مشهورا بين زملائه انه دودة قراءة‏..‏محب للاطلاع واقتناء الكتب بأنواعها‏..‏ولذلك فعندما قام بالثورة اهتم بالثقافة ودورها في التنمية البشرية وتقدم المجتمع‏..‏فأسس وزارة لها‏..‏وتولاها في البداية الراحل فتحي رضوان المحامي المثقف قطب الحزب الوطني القديم ثم فيما بعد لم يجد عبد الناصر خيرا من ثروت عكاشة ليتولي الوزارة وليكشف انه ليس فقط مثقفا مبدعا وإنما ايضا قادر علي التثقيف حيث بدأ علميا باعداد البنية الأساسية بانشاء أكاديمية الفنون ومعاهدها العليا المتخصصة‏..‏ كما زاد عدد الفرق المسرحية والخاصة بالفنون الشعبية‏,‏ والسيرك والباليه واوركسترا القاهرة السيمفوني وغير ذلك مما ساهم جديا في تنمية الحركة الثقافية‏..‏
ولما اعتزل ثروت عكاشة وكان قد حصل علي الدكتوراه عكف علي الابداع بدراسات ضخمة تزيد من الانتاج المعرفي والثقافي والفني‏..‏واذ اكتب هذا علي عجالة فإنني أقترح ان تطلق أكاديمية الفنون اسمه علي احدي منشآتها كما أقترح علي وزير الثقافة ان يقرر البدء فورا في إنشاء مكتبة باسم ثروت عكاشة تضم أعماله ومقتنياته‏..‏وتكون مركز إشعاع يليق به وبمكانته‏.‏


إضافة تعليق

البيانات مطلوبة

اسمك
*


بريد الالكترونى *
البريد الالكتروني غير صحيح

عنوان التعليق *


تعليق
*