نعي المثقفون المصريون الدكتور ثروت عكاشة أبرز وزراء الثقافة في مصر في السنوات الأولي من عمر ثورة يوليو, وعددوا مآثره وانجازاته للثقافة المصرية علي مدي عقدين من الزمان. يقول الروائي سعيد الكفراوي: كان الراحل أحد الوجوه المضيئة في ثورة يوليو, وإذا كان الرجل بما أنجز, فهو انجز الكثير, وعبر عن ثقافة الستينيات التي مثلت الثورة والحقبة الليبرالية, واستطاع أن يعطي لوجه ثورة يوليو العابث ببعض التجاوزات وجه أخر بما أنجزه في حركة النشر والمسرح والسينما, وباقي المؤسسات الثقافية, والتي شغل وظائفها العليا الفنانون من أمثال نجيب محفوظ, ويحيي حقي, وسعد الدين وهبة, كما أنه كان واعيا ومهتما بالاثار, ففي زمنه أنجز المشروع الكبير لنقل معابد النوبة بعيدا عن الغرق, وكان أيضا تعبيرا عن الوجه الاخلاقي لهذا الزمان وبرحيلة غاب اخر وجه طيب منير من ثورة يوليو البائسة. وقال الكاتب إبراهيم عبد المجيد: عكاشة أكبر من أن يحاط به ببعض كلمات, فجمع بين الإنجازين الثقافي والعلمي, وكتبه وترجماته في الأدب وغيرها من فروع المعرفة كثيرة, لأنه كان يضع يده علي كنوز المعرفة البشرية, وله عدد كبير من الموسوعات التي يلجأ لها الباحثون, كما أنه كان وزير ثقافة عظيم فمعظم المؤسسات الثقافية الرفيعة هو من أسسها, كما أنه ساهم في تشكيل ثقافة الامه العربية. كما أكد الشاعر عبد المنعم رمضان أن التاريخ الحديث يذكر اثنين من وزراء الثقافة بقوة هما ثروت عكاشة وفاروق حسني, وهما الاثنان عملا علي تثبيت دعائم ايديولوجية النظام الذي يمثله, لكن الفارق الكبير أن عكاشة كان عضوا في نظام يعول علي الثقافة كثيرا, ومثل النظام الثقافي بشكل افضل. عكاشة في سطور ولد ثروت عكاشة في القاهرة عام1921 كان ضابط بالقوات المسلحة, ورئيس تحرير مجلة التحرير بعد ثورة يوليو, وعين ملحقا عسكري بالسفارة المصرية في بون ثم باريس ومدريد, ثم سفيرا مصر في روما في نهاية فترة الخمسينيات, ثم عين وزيرا للثقافة والإرشاد القومي حتي1962, ورئيس المجلس الأعلي للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية. ومن المناصب التي تولاها أيضا رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري1962 1966, ونائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة, ونائب رئيس اللجنة الدولية لإنقاذ مدينة البندقية1967 1977, ومساعد رئيس الجمهورية للشئون الثقافية1970-.1972 وكما أن الراحل كان أستاذا زائرا بالكوليج دو فرانس بباريس( تاريخ الفن)1973, وانتخب زميلا مراسلا بالأكاديمية البريطانية الملكية1975, كما انتخب رئيسا للجنة الثقافة الاستشارية بمعهد العالم العربي بباريس1990-.1993 كما أنه كان عضو المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو بباريس1962-1970, وعضو مجلس الأمة1964 1966, عضو عامل في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية. حصل عكاشة علي جوائز عديدة منها وسام الفنون والآداب الفرنسي, عام1965, وسام اللجيون دونير( وسام جوقه الشرف) الفرنسي بدرجة كوماندور, عام1968 وفي نفس العام حصل علي الميدالية الفضية لليونسكو تتويجا لإنقاذ معبدي أبو سمبل وآثار النوبة, والميدالية الذهبية لليونسكو لجهوده من أجل إنقاذ معابد فيلة وآثار النوبة, عام.1970 كما حصل علي جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلي للثقافة, عام1987, ودكتوراة فخرية في العلوم الإنسانية من الجامعة الأمريكيةبالقاهرة, عام1995, وجائزة مبارك في الفنون من المجلس الأعلي للثقافة, عام.2002