في حفل من الحفلات التاريخية التي تحدث كل عام في مدينة الملائكة لوس أنجلوس يتم اليوم توزيع جوائز مهرجان الأوسكار84 ويجلس نجوم السينما العالميين.. والذين تم ترشيحهم للفوز بجائزة الحلم الساحر الذهبي.. ونبضات قلب كل منهم تدق كأجراس الأبطال يكاد يسمعها كل حضور الحفل تملأ جنبات المسرح الكبير في انتظار إعلان الجوائز. هي لحظات رائعة يعيشها نجوم السينما في انتظار صعود مقدمي المهرجان.. من نجوم ونجمات السينما العالمية يحملون ظرفا بداخله حلم النجوم.. الذين من بينهم من تم ترشيحهم للجوائز.. وعندما يفتح هذا الظرف تتعلق كل الأنظار والآمال بما يحتويه من كلمات تعلن عن اسم الفائز بجائزة الأوسكار هذا العام ومع إعلان اسم الفائز يحدث جنون.. جوائز الأوسكار برد الفعل المخزون في أعماق كل فنان لينطلق في عالم النجاح والفوز مصدرا بتعبيرات لايمكن التحكم فيها.. فهي لحظة مجنونة غاية في الجمال والتلقائية. تصدر من كل فائز يعبر بها أحيانا بالصراخ وأحيانا بالبكاء وأحيانا بالصمت الرهيب.. أو بدموع الفرحة الساخنة.. ويسرع إلي خشبة المسرح ليتسلم تمثال الحلم الذهبي.. تمثال الأوسكار الذي مازالت تحيط به أسرار وجوده منذ عام1927 وماهي حكايته التي سنذكرها اليوم مع رحلتنا مع حكايات.. وغرائب.. هذا الأوسكار.. في مهرجانه الذي يقدمه اليوم!! * المرشحون لجوائز الأوسكار والتي أعلنتها إدارة المهرجان وصل عددهم إلي مائة مرشح لجوائزالأوسكار في جميع أفرع صناعة الفيلم.. أفضل فيلم عشرة أفلام أفضل ممثل وممثله خمسة أفلام لكل منهما. ويستمر عدد الخمسات في باقي الترشيحات أفضل ممثل مساعد وممثله أفضل مخرج أفضل سيناريو غير مقتبس وأفضل سيناريو مقتبس. وأفضل ملابس.. أفضل فيلم أجنبي أفضل فيلم رسوم متحركة وأفضل إخراج فني وأفضل تصوير سينمائي أفضل ماكياج أفضل أغنية أفضل صوت أفضل مؤثرات مرئية.. وطبعا هناك من بين هذه الترشيحات نجوم حصلوا علي جوائز الجولدن جلوب... وكل آمالهم أن تفتح هذه الجوائز الباب لجائزة الأوسكار منهم.. جورج كلوني.. أفضل ممثل عن فيلم الأحفاد وأمامه منافسون مثل جان ديوجارن عن فيلم الفنان وبراد بيت عن فيلم كرة المال ماري جولدمان الجاسوس وديميان بشير عن فيلم حياة سعيدة. ومنهم من الممثلات المرشحات للفوز بالأوسكار ميريل ستريب.. عن المرأة الحديدية.. ميشيل وليامز عن أسبوع مع مارلين.. وأفضل مخرج يقترب من الأوسكار المخرج مارتن ساركوزي عن فيلم هوجو وأودي آلان عن فيلم منتصف الليل في باريس. إلي جانب ترشيحات أخري ستكون مفاجأة الأوسكار هذه الليلة لباقي فروع صناعة الأفلام التي نشرناها في الاسبوع قبل الماضي... وسنتابعها ونتابع جوائز المفاجآت المنتظرة من مهرجان الأوسكار الذي يعتز برأيه الخاص في أعطاء جوائز الأوسكار الخاص به!! * قصة تمثال الأوسكار وبدايته... ولدت فكرة تمثال الأوسكار علي مائدة صغيرة في مقهي براون ردبي بهوليوود.. كان يجلس المنتج لويس يماير.. والنجم دوجلاس فيرابانكسي الأب وعدد4 أشخاص من أعضاء الأكاديمية.. وطلب ماير أن تكون للمهرجان جائزة.. فأمسك مهندس المناظر سيد ربك جبيونز بقلم وأخذ يشخبط علي ورق فوق الترابيزة وظهر شكل تمثال جميل كان هو في النهاية تمثال أوسكار.. ولم يكن أسمه أوسكار.... وكان مصنوع من الخشب وبفم متحرك ثم تطور بعد ذلك وصنع من البرونز المطلي بالذهب عيار24 وقاعدته كانت من الرخام الأسود ثم تغيرت في عام1945 إلي المعدن!! أما اسم الأوسكار فقد كان له3 قصص.. وقبل اسم الأوسكار كان يحمل اسم أكاديمية الفيلم.. وأولي القصص الثلاثة.. كان من مارجريت هيرك وهي شخصية ثقافية صرخت عندما شاهدت التمثال إنه يشبه عمي أوسكار وتأكدت المصادر أن فعلا لها عم يشبه التمثال أوسكار.. والثانية الممثلة الشهيرة بيتي ديفيز عندما رأت التمثال قالت أنه يشبه زوجي أوسكار ويذكرني به.. والقصة الثالثة كانت من الممثل الكوميدي سيدني سكولسكي أكد بأن الاسم مأخوذ من أسم الشخصية الساخرة التي كان يقدمها في أفلامه.. والغريب أن مهرجان الأوسكار لم يعلن عن حقيقة الاسم حتي الآن وترك المجهول يتردد علي ألسنة نجوم العالم كدعاية كبيرة لسحر هذا التمثال الذهبي الساحر. * غرائب الأوسكار وجائزته.. أن أول الفائزين بهذه الجائزة.. ممثل ألماني اسمه إميل يانتجز عام1927 عن فيلمي طريق الجسد كأفضل ممثل.. وفيلم الرغبة الأخيرة الفيلمان معا... وفي نفس العام فازت بأحسن ممثلة جانيت جانيور عن دورها في ثلاثة أفلام عرضت معا هي السماء السابعة وشروق الشمس وملاك الشارع وقد فاز شارلي شابلن بجائزة الأوسكار الأولي عام1928 في الكتابة والانتاج والتمثيل والإخراج.. بعدها إتهم بأنه شيوعي.. وأبعد عن أمريكا... وسافر إلي بريطانيا بلده.. وفي عام1955 عاد إلي هوليوود ليتسلم جائزة الأوسكار الخاصة وهي جائزة الشرف من مجلس إدارة الأكاديمية عن مشواره الفني.. وحصلت علي نفس الجائزة الشرفية كل من جريتا جاربو شيري تمبل.. جودي جارلند.. ميكي روثي.. كلود جرمان من عام1955. * ومازالت حكاية تمثال الأوسكار تتوالي.. ففي عام2000 وقبل أيام من انعقاد حفل الأوسكار رقم72 تم سرقة الصندوق الذي كان بداخله55 تمثالا للأوسكار.. وهو في طريقه إلي لوس أنجلوس مقر إقامة المهرجان.. وبعد ضجة كبيرة.. وبحث مستمر.. ثم العثور قبل حفل المهرجان بيومين.. علي التماثيل في صندوق قمامة وعثر علي53 تمثالا فقط.. واختفي من مجموع تماثيل الأوسكار تمثالان ومنذ هذا الحادث تتم احاطة انتقال تماثيل الأوسكار بحراسة شديدة وهي في طريقها من مكان تصنعيها إلي تسليمها لإدارة المهرجان في الوقت المحدد. * ومن مفاجآت مهرجان الأوسكار أيضا التي يثبت بها أنه صاحب الرأي الأول في منح جوائزه للنجوم والنجمات.. أمثلة عديدة منها علي سبيل المثال.. أنه في دورته رقم70 منح فيلم تيتانيك11 جائزة لكل عناصر الفيلم من الإخراج.. حتي الملابس.. ولم يحصل أي من نجوم الفيلم علي أي جائزة وأبطاله.. كانت الممثلة كيت وينسلت والنجم الشاب ليوناردو دي كابريو.. والذي استبعده المهرجان هذا العام من ترشيحه لجائزة أفضل ممثل.. واستبعد فيلمه جي أدجار أيضا... * إلي جانب حفل الافتتاح.. هناك مهرجان الأزياء وهو يحدث في معظم المهرجانات.. لايقف الأمر عند رؤية الأفلام والحصول علي جوائز.. فهو مهرجان مباريات خفية بين بيوت الأزياء تدور حول أزياء النجمات وهن يسرن علي البساط الأحمر.. وهو أكبر عرض للأزياء تستفيد منه كل بيوت الأزياء التي تقوم بمنح هذه الأزياء للنجمات... غير المجوهرات.. والمقتنيات النفيسة التي تستخدمها النجمات لتكملة الصورة.. وكثيرا مايرافق النجمات عدد من البودي جاردات.. ليس لحراسة النجمات.. ولكن لحراسة هذه المجوهرات والمقتنيات حتي تعود مرة أخري إلي محلات أصحابها!! وأخيرا.. فإن حكايات مهرجان الأوسكار وغرائبه.. بها دروس.. ورسائل سينمائية يتحدي بها الأوسكار مهرجانات العالم.. ونحن نراقب.. ونسجل كل هذه الرحلة لمهرجان الأوسكار في دورته رقم84 هذا العام. س. ع