يؤكد صناع السينما والتليفزيون أن ثورة يناير حدث فريد له خصوصية يجب مراعاتها عند التناول الفني.. فيري البعض أن الحدث يفرض نفسه من خلال شخصياته التي شاركت في المشهد الحقيقي, بينما يري البعض الآخر أن الأحداث هي التي يجب أن تفرض نفسها علي العمل سواء كان تليفزيونيا أو سينمائيا.. وحول هذه الآراء دار هذا التحقيق. يقول المؤلف مجدي صابر أن الزاوية الأهم التي يجب أن نتناول منها أحداث الثورة هي فكرة لماذا قامت الثورة؟ وسوف أرصد كل هذه الأسباب سياسيا واجتماعيا في مسلسل سلسال الدم, الذي تبدأ أحداثه من يوم6 إبريل2008, وحتي قامت الثورة, لأنني اعتبرت هذا اليوم بمثابة بروفة للثورة, وتتبعت الكثير من الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية, التي أدت إلي التراكمات التي فجرت الثورة, لذلك قمت من خلال المسلسل برصد لجميع الطبقات بدءا من رئيس الجمهورية وحتي الساسة, ورجال الأعمال, حتي أصغر عامل, ومنظمات حقوق الإنسان, والحركات الشبابية التي تواصلت ومهدت للثورة. بينما قال المؤلف عبدالرحيم كمال إن أهم شيء لابد أن تتناوله الأعمال الفنية عن الثورة هو الشباب, فعلي الرغم من أن الثورة شاركت فيها كل طوائف الشعب, إلا أن ما ميزها هو الجيل الجديد, ونضاله من أجل طرح أفكاره, والتي تعبر عن شخصيته. وأضاف أن الجيل الجديد مهما كانت أخطاؤه فهو جيل لم يلوثه الفساد مثلما الحال مع الأجيال الأخري. فيما قال المؤلف محمد صفاء عامر إنه لم يقرر الزاوية التي سيتناول منها الثورة لأنه بذلك سيظلمها, فمن المفترض أن تستقر الثورة أولا وتتخلص من الأشخاص الذين يتعلقون بالماضي لأن الثورة شيء كبير وعظيم, ولابد حينما أكتب عنه أن تكون أمامي بانوراما كاملة للأحداث أستطيع أن أحدد من خلالها من أين سأبدأ وأين سأنتهي. وقال المخرج داود عبدالسيد عندما أقرر عمل فيلم ليس ضروريا أن يكون عن الثورة نفسها فقد أتناولها من خلال قصة حب تجمع بين شاب وفتاة في إطار ثوري. فالسينما تجمع عددا من الرؤي المختلفة وليس بالضرورة أن يكون البطل عندي أحد الشخصيات المهمة التي تركت بصمة سيئة في تاريخ مصر, أو حدثا بعينه. ويقول تيسير عبود إذا تناولت الثورة في عمل فلا بد أن يكون له شقان الأول الظلم الذي وقع علي الشعب المصري طوال السنوات السابقة والمعاناة التي تجرعها هذا الشعب العظيم.. أما الشق الثاني فلابد وأن يكون للحرامية الذين نهبوا مصر وثرواتها مكان في العمل ليعرف الجميع كيف سرقوا شعب مصر وكيف قسموا تركته علي أنفسهم بدون حياء. ويقول الكاتب فيصل ندا إن أكثر شخصية يمكن أن تستهويه للكتابة عن الثورة ورصدها علي شريط السينما هي شخصية بائع الجرائد الذي يجلس في الميدان ويقارن بين ما هو منشور وما هو واقع ومساحة الزيف بينهما, أما إذا تناولتها مسرحيا فإن شخصية الطبيب الذي كان يعالج المصابين وسط الميدان ستكون الشخصية المحورية للأحداث وسوف يكون ديكور العرض خيمة الإسعافات وسط الميدان