كل الشواهد تؤكد ابتعاد الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الاسماعيلي عن دائرة المنافسة علي لقب الدوري الممتاز. وكل الشواهد تؤكد امكان تعرض فريق الكرة لمحنة الهجرة الجماعية في ظل وجود عدد كبير من اللاعبين أمثال احمد صديق وأحمد سمير فرج وعبدالله الشحات يرفضون تجديد عقودهم ووجود عدد آخر يسعي للرحيل قبل نهاية عقده مثل أحمد علي وجودوين نيدبيسي. كلما حلت خيبة كروية للفريق وابتعاد مبكر عن دائرة المنافسة علي القمة.. يظهر علي الفور سلاح الازمة المالية ليتصدر مبررات الانفاق. وهو سلاح تم استخدامه بعد صيف عام2009 التاريخ الذي شهد آخر نتيجة كروية رائعة للفريق وتمثلت في خوض مباراة فاصلة مع الأهلي علي لقب الدوري الممتاز لموسم2009/2008 وخسرها بهدف مقابل لا شئ. ومنذ ذلك التاريخ كانت الأزمة المالية هي السلاح المستخدم لمجلس منتخب برئاسة نصر أبوالحسن ثم مجلسين معييين برئاسة يحيي الكومي ورأفت عبدالعظيم. وبحكم المسئولية المشتركة لكل من يتولي ادارة النادي فإن الإسماعيلي لم يكن فقيرا كما يقال.. وما عاني منه هو نتاج سياسات خاطئة لمجالس متعاقبة. فمنذ آخر ظهور حقيقي للاسماعيلي بين الكبار في ختام موسم2009/2008 انتعشت خزينة الاسماعيلي بملايين الجنيهات من وراء بيع واعارة لاعبين لاندية أخري ومنذ صيف عام2009 بلغ إيراد بيع واعادة لاعبي الدراوريش22 مليونا و750 ألف جنيه. ويعود هذا الرقم إلي أول صفقة كبري أبرمها الاسماعيلي في صيف عام2009 عندما باع مدافعه شريف عبدالفضيل للأهلي مقابل7 ملايين و500 ألف جنيه وكان رقما قياسيا في بورصة انتقالات اللاعبين في ذلك الوقت.. وضم الاسماعيلي أيضا من الأهلي أحمد صديق الظهير الايمن. وبات الاسماعيلي منذ رحيل عبدالفضيل ينتهج سياسة بيع أحد نجومه كلما حلت فترة الانتقالات الصيفية أو الشتوية وبعد رحيل شريف عبدالفضيل إلي الأهلي بفترة وجيزة وقبل مرور أكثر من8 جولات علي انطلاق الموسم فشل النادي في التوصل لإتفاق حول تجديد عقد مهاجمه العراقي مصطفي كريم ليقرر الاستغناء عن خدماته لصالح الشارقة الاماراتي مقابل320 ألف دولار حوالي مليونين و500 ألف جنيه. وهي صفقة بررها نصر أبوالحسن في ذلك الوقت بعدم موافقة اللاعب علي التجديد من جهة والحصول علي عائد مالي من ورائه من جهة ثانية.. وكان مصطفي كريم هو الهداف الأول للاسماعيلي بعد أن سبقه في الرحيل محمد فضل المنتقل إلي الأهلي. في صيف عام2010 تم الاستغناء عن خدمات عصام الحضري حارس مرمي المنتخب الوطني لمصلحة الزمالك مقابل مليوني جنيه مع اعفاء الاسماعيلي من سداد100 ألف يورو تخص نصيبه من غرامة أف. سي. سيون السويسري لصالح الأهلي الصادر بشأنها حكم من المحكمة الرياضية الدولية. وجاء رحيل عصام الحضري بعد موسم واحد له في الاسماعيلي2010/2009 لم يحقق أي ألقاب فأختار الانتقال إلي الزمالك خاصة في ظل عدم حسم مصير سداد غرامة الأهلي بعد تراجع الاسماعيلي عن سدادها. وفي أواخر عام2010 كان الموعد مع صفقة أخري ضخمة وهي اعارة أحمد علي مهاجم الفريق إلي الهلال السعودي مقابل3 ملايين جنيه لمدة6 أشهر فقط.. ورحل اللاعب رغم حاجة الدراويش فنيا له بوصفه الهداف الأول للاسماعيلي ولكن. ووافق الهولندي مارك فوتا المدير الفني علي اتمام الصفقة بضغط من المهندس نصر أبوالحسن رئيس النادي. وما إن عاد أحمد علي مجددا إلي الإسماعيلي حتي ظهر لاعب رابع في الصورة تم بيعه برقم مالي ضخم وهو عبدالله السعيد صانع الألعاب بعد رفضه تجديد عقده.. وأنتقل السعيد إلي الأهلي مقابل6 ملايين و750 ألف جنيه دفعها النادي القاهري بالاضافة إلي تنازل السعيد عن900 ألف جنيه من مستحقاته المالية المتأخرة في ذمة الدراويش. ومن الصفقات التي حققت عائدا لا يمكن تجاهله أيضا بيع أحمد عبدالعزيز مودي الظهير الايسر بفريق تليفونات بني سويف حاليا إلي بتروجت مقابل800 ألف جنيه مطلع العام الماضي والذي شهد اعارة مصطفي جعفر إلي فريق الكروم السكندري لمدة6 أشهر مقابل ربع مليون جنيه بخلاف حصة اللاعب. والطريف ان الاسماعيلي عاد فيما بعد وقام بالاستغناء عن خدمات مصطفي جعفر بصورة مجانية. توريط الاسماعيلي في صفقات فاشلة مع لاعبين أجانب أستهلكوا نصيبا كبيرا من المال ورحلوا مجانيا.. يعد من أسباب تراجع الكرة في قلعة الدراويش. وكتبت الساعات الأخيرة تنازل الاسماعيلي عن خدمات أمير سعيود صانع الالعاب الجزائري وانهاء إعارته واعادته مرة أخري إلي الأهلي في صفقة خسر فيها الاسماعيلي.. بعدها لم ينجح في الحصول علي اعارة بديله سعيود الذي جاء استقطابه ضمن بنود صفقة بيع عبدالله السعيد.. وخلال الأشهر الأربعة التي أرتدي فيها سعيود قميص الدراويش كان كثير المشاكل والازمات فأنقطع فترة عن التدريبات وأصطدم بمحمود جابر المدير الفني ولم تظهر له بصمات. ورحيل اللاعب الجزائري يفتح ملفات الانفاق في ابرام صفقات أجانب ناجحة منذ صيف عام2009 وحتي الآن. وخلال تلك الحقبة ضم الاسماعيلي سوكاي الالباني وكوليبالي المالي ومحمد السليتي التونسي الثلاثي الذي لعب مع الفريق لموسم2010/2009 ورحل بعدها دون تقديم اضافة وفي الموسم الماضي حاز الاسماعيلي علي خدمات المغربي عبدالسلام بن بلون والنيجيري جودوين نيدبيسي والانجولي جالو.. ورحل في منتصب الموسم كل من بن جلون بفسخ العقد والانجولي جالو لعدم قيده في القائمة. وقام الاسماعيلي بتعويضهما في يناير2011 بضم جون أويري من نيجيريا وبرنس أركومن غانا ولكنه لم ينجح في قيد الأخير لخطأ اداري. المثير أن جون أجري هرب ولم يعد الي صفوف الفريق منذ بداية الموسم لعدم حصوله علي مستحقاته المالية فيما تم الاستغناء عن برنس اركو لعدم الاقتناع بإمكاناته. وأهدر مسئولو الدراويش عبر مجالس متعاقبة أرقام مالية ضخمة من وراء تنفيذ سياسة فسخ العقود والاستبعاد من القوائم. ففي بداية الموسم الحالي أطاح بشادي محمد قلب الدفاع مجانا لينتقل الي تليفونات بني سويف والمثير أن اللاعب يطالب الاسماعيلي حاليا ب500 ألف جنيه مديونيات له لم يتم تسويتها قبل منحه الاستغتاء.. والطريف أن رحيل شادي محمد جاء رغم أنه كان عنصرا أساسيا ضمن تشكيلة الاسماعيلي في الموسم الماضي سواء مع مارك فوتا أو عماد سليمان. واستبعد أيضا من صفوف الاسماعيلي مجانا مصطفي جعفر الذي يلعب حاليا في دوري القسم الثاني.. وهو الآخر حاز علي الاستغناء المجاني دون قيد أو شرط. وفي صيف عام2010 كان هناك لاعب آخر شهير في الاسماعيلي يرحل بصفة مجانية لعدم الحاجة إلي خدماته بدلا من عرضه للبيع والاستفادة من ورائه بأي مكسب مالي وهو أحمد أبو مسلم ظهير أيسر فريق سموحة السكندري حاليا.. والذي ترك الاسماعيلي للعب في الانتاج الحربي وقتها.. وكانت لديه هو الآخر مديونيات مالية طالب بها. وفي صيف عام2009 وبعد انجاز أداء اللقاء الفاصل مع الأهلي مباشرة تم الاستغناء عن خدمات النيجيري جون أويري الذي تألق بشدة في الدوري السعودي بعدها.. كما رحل مجانا محمد فضل الهداف الأول للاسماعيلي في الفترة بين2009/2006 بعد فشل الادارة في تجديد عقده. تعاقد الأجهزة الفنية يعد علامة من علامات إنهيار دولة كرة القدم في الفريق الاسمعيلاوي. ويعد الفريق من أكثر الفرق استهلاكا للاجهزة الفنية ففي موسم2010/2009 تعاقد مجلس نصر أبوالحسن مع الصربي نيبوشا لتولي منصب المدير الفني.. وقاد الرجل الفريق لشهر واحد تراجعت خلاله النتائج لتتم اقالته ويختار المجلس بدلا منه عماد سليمان الذي أستكمل الموسم حتي نهايته. وفي موسم2011/2010 تكرر نفس السيناريو بتعيين الهولندي مارك فوتا مديرا فنيا للفريق.. وظل يقوده طوال الدور الأول ولكن تمت اقالته في بداية الدور الثاني لسوء النتائج والابتعاد عن المنافسة والخروج من بطولة كأس الكونفيدرالية الافريقية مبكرا.. وأستعان مجلس الادارة بعماد سليمان مرة أخري لإستكمال الموسم ثم تقدم باستقالته. وشهدت فترة إعداد الفريق فوضي حول هوية الجهاز الفني فصدر قرار بتعيين حمزة الجمل مديرا فنيا ثم جري التراجع عنه مع تولي الجمل تدريب تليفونات بني سويف لتبرم صفقة التعاقد مع حسام حسن لتولي منصب المدير الفني وبرفقته جهاز معاون كامل.. والمثير أن حسام حسن لم يستمر سوي ل45 يوما علي الأكثر قاد فيها الفريق في مباراتين ببطولة كأس مصر ثم صدر قرار ابعاده من تدريب الفريق مع تولي رأفت عبدالعظيم رئاسة النادي خلفا ليحيي الكومي, واختار محمود جابر. الاسماعيلي اعتمد علي7 أجهزة فنية في أقل من3 أعوام أسهمت في تفجر ظاهرة عدم الاستقرار الفني لديه. غياب العين الخبيرة كانت من الظواهر التي صنعت انكسار فريق الكرة بالاسماعيلي واهدار فرص استقطاب عدد لا بأس به من المهاجمين الافارقة المتأليقين حاليا في أندية أخري ومنهم من قدم لناديه ملايين الجنيهات عندما رحل. ويتصدر المشهد الغاني صامويل أفوم هداف فريق سموحة والبالغ من العمر21 عاما فقط.. أفوم كان معروضا علي الاسماعيلي قبل بداية الموسم الماضي ولكنه رحل عندما تركت ادارة النادي القرار لمارك فوتا المدير الفني الذي ضم لاعب أنجوليا يدعي لويس لم يستمر.. كما ظهر سباق لأعضاء مجلس الادارة الذي ترأسه نصر أبوالحسن للدخول في معمعة الصفقات الافريقية باستقدام المغربي عبدالسلام بن جلون الذي رحل سريعا ب6 أشهر فقط. وعندما لم يجد أفوم الاهتمام من الاسماعيلي حزم حقائبه صوب سموحة ووقع لمصلحة الأخير وهو حاليا الهداف الأول للفريق وسجل له5 أهداف. والطريف أن أفوم كان بطل آخر إنكسار للاسماعيلي في بطولة الدوري عندما سجل هدفين في شباك محمد صبحي ليقود سموحة للخروج فائزا بهدفين مقابل هدف وقبل واقعة أفوم ب6 أشهر تكرر السيناريو في صفقة أخري بطلها الكاميروني أوتوبونج الذي حضر الي القاهرة للتوقيع مع اي من الأهلي أو الاسماعيلي بعد الاختبار لديهما ولكنه لم ينل الاهتمام في قلعة الدراريش ليوقع قبل بداية الموسم الماضي مع الاتحاد السكندري ويسجل له9 أهداف وينافس علي لقب هداف الدوري ولكنه لم يكمل الموسم وأنتقل إلي الهلال السوداني مقابل850 ألف دولار حاز عليها الاتحاد السكندري للاستغناء عنه. في الماضي كان قاطع الناشئين بقلعة الدراويش نموذجا يحتذي بهم في تقديم المواهب الشابة وأصحاب الكفاءات الفنية ممن كان لها دور كبير في تغذية شرايين فريق الكرة وتجديد دمائه باستمرار. ولكن منذ صيف عام2009 لم يعد للقطاع بصمة حقيقية في تقديم المواهب.. وكان ذلك التاريخ هو آخر موعد ظهور مواهب شابة في تشكيلة الدراويش وهم عمرو السولية22 عاما لاعب الوسط المدافع وأحمد حجازي20 عاما قلب الدفاع الذي تقرر بيعه الي فيرونيتنا الايطالي مقابل مليون و500 ألف يورو خلال فترة الانتقالات الشتوية.. وكلاهما هو أخر موهبة أتت من فريق الشباب الاسمعيلاوي.. ومنذ صيف عام2009 و يعاني النادي الاسماعيلي من هجرة نجوم الكرة القدامي وابتعادهم عن مقاليد إدارة نشاط الكرة.. وهو ابتعاد يرجع في الاساس لقرار بأربعة من النجوم القدامي وأبرز مثال علي ذلك ان بدء انهيار كرة القدم بالنادي وتحديدا في موسم2010/2009 شهدت استقالة محمد صلاح أبوجريشة عضو المجلس المنتخب بعد أقل من عام علي اكتساحه سباق المرشحين في انتخابات العضوية بداعي رغبة في العمل بمجال التدريب. وأبوجريشة هو أحد أهم اللاعبين في تاريخ النادي ويعد الهداف الأول لفريق الكرة. في المقال اختار عمه علي أبوجريشة ثاني افضل لاعب في تاريخ النادي بعد الراحل رضا الابتعاد عن الاسماعيلي عقب انتهاء عضويته في اللجنة المؤقتة التي أدارت النادي قبل انتخابات عام2008 وانتقل للعمل في نادي وادي دجلة كمشرف علي كرة القدم.. وتفرغ اسامة خليل هداف وقائد الفريق في حقبة السبعينيات للعمل في مجال تحليل المباريات وعندما قرر احتراف العمل الاداري خاض انتخابات رئاسة اتحاد الكرة عام2008 ولم يحصل وقتها علي أي أصوات بما فيها صوت النادي الاسماعيلي. وأدي هذا الابتعاد إلي سيطرة مسئولين ليس لهم خبرات في عالم الكرة.. وانهيار الفريق تدريجيا من موسم إلي آخر.. حتي بات يبتعد عن دائرة المنافسة مبكرا. نتائج فرق القطاع في تراجع لافت وبات يخسر أمام منافسيه التقليدين وفي مقدمتهم الأهلي بالاربعة والخمسة في منافسات دوري الجمهورية سواء تحت20 عاما أو18 عاما. ولم يعد القطاع يلقي اهتماما أن كان في مطلع الالفية الثالثة نموذجا في تخريج الوجوه الشابة سواء من أبناء الاسماعيلية أو المحافظات الأخري التي كان ينتشر فيها نجوم الماضي أمثال علي أبوجريشة وسيد عبدالرازق بازوكا وخالد القماش للبحث عن المواهب وفي مقدمة هؤلاء محمد عبدالله وأحمد فتحي من خارج الاسماعيلية وحسني عبدربه وأحمد خيري وعبدالله السعيد وإبراهيم يحيي وبعدالله الشحات من داخل المحافظة.