كان ضروريا تخصيص كوتة للمرأة فضلا عما تعرضت له إحدي الفتيات اخيرا من اهانة علي أيدي أحد الجنود مما أثار نساء مصر كلها ضد الجيش والمجلس العسكري.. مع تقديرنا العميق للدور الوطني العظيم الذي قامت به قواتنا المسلحة ومجلسها الأعلي بوقوفها الصلب إلي جانب ثوار يناير الأحرار وانتصارها للشرعية الثورية اسقاطا للشرعية الدستورية التي كرسها النظام البائد للظلم والفساد. مع تقديرنا الكامل لهذا كله فاننا يجب أن نعترف بأن المجلس تنقصه الحنكة السياسية الكافية لتسيير الأمور ولدرجة انه ينقل أحيانا نقلا حرفيا عن النظام السابق ولو كانت أمورا عفا عليها الزمن مثل نسبة العمال والفلاحين المزيفة, بينما يغفل أمورا أكثر أهمية كان يجب ألا تمر عليه, وحسنا فعل اخيرا باختيار مجلس استشاري من كبار المفكرين والخبراء يعينه في أداء دوره إلي حين استكمال تشكيل المؤسسات الدستورية المدنية كالبرلمان ورئيس الجمهورية مثلا. ومن أهم ما أغفله المجلس العسكري إهمال دور المرأة والشباب في البرلمان الجديد ذلك انه كان من الضروري تخصيص كوتة لشباب الثورة في البرلمان الجديد خاصة وأنهم لم يوفقوا في الانتخابات مما يجعل الكثير منهم في موقف المعارض لها مفضلا التظاهر والاعتصام لممارسة الديمقراطية, وهذا أمر خطير قد يجعل الشباب في صدام متواصل مع سلطات الدولة مدنية وعسكرية. كذلك فقد كان ضروريا تخصيص كوتة للمرأة فضلا عما تعرضت له إحدي الفتيات اخيرا من اهانة علي أيدي أحد الجنود مما أثار نساء مصر كلها ضد الجيش والمجلس العسكري.. وأعتقد أن الوقت مازال متاحا أمام المجلس العسكري الذي يملك سلطات رئيس الجمهورية صاحب الحق في ضم أعضاء معينين لمجلس الشعب أن يختار ما لا يقل عن أربعين عضوا من شباب وفتيات الثورة وعدد مماثل منهم لمجلس الشوري لتدريبهم علي ممارسة السياسة والحكم وليكونوا وزراء الغد, وكذلك لإقناع شباب الثورة والفتيات بأهمية ممارسة الديمقراطية من خلال القنوات الشرعية والمجالس التشريعية المنتخبة بدلا من التظاهر والاعتصام بالشوارع والميادين المبرر وغير المبرر والتي غالبا ما تنتهي إلي صدامات ومشاكل ضارة بالوطن, وكذلك لإيجاد التوازن المطلوب واللازم في البرلمان بين التيارات الدينية الغالبة والتيارات الثورية والليبرالية, ولكي لا تطغي إحداهما علي الأخري وتتسيد الساحة وحدها, فهذه هي الديمقراطية الحقيقية بوجود معارضة قوية وحكومة ظل تجبر الأغلبية علي الانحياز للمصالح العليا للشعب قبل مصالحها الحزبية أو الفئوية خاصة وأن الانتخابات الأخيرة رغم نزاهتها فإنها لم تخل من السلبيات.. ولكي تظل مصر دائما كما عرفها العالم هي الرائد والمعلم في كل الميادين. [email protected]