أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بأن29 قتيلا سقطوا في مدن عدة علي أيدي قوات الأمن والجيش السوري خلال اعمال عنف متواصلة ضد المحتجين, بينما أفادت مصادر حقوقية بمقتل18 عنصر أمس. إثر انشقاقات عسكرية في صفوف الجيش بمدينة درعا, في الوقت الذي يواصل فيه المراقبون العرب مهمتهم. وأوضحت لجان التنسيق ان11 شخصا سقطوا في مدينة حماة, فيما قضي ثمانية آخرون في مدينة حمص, وسبعة في إدلب, وثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم في ريف دمشق أمس الأول. وفيما تتواصل أعمال العنف في سوريا رغم وجود المراقبين العرب, بث ناشطون سوريون صورا قالوا إنها التقطت أمس الأول في حي بابا عمرو بمدينة حمص تظهر عددا من مراقبي الجامعة العربية قرب حاجز أمني للجيش السوري معزز بعدد من المدرعات, معتبرين أن هذه الصور ترد علي تصريحات الأمين العام للجامعة العربية التي قال فيها إن النظام السوري قد سحب المظاهر العسكرية من المدن والأحياء السكنية. وفي مدينة اللاذقية اقتحمت قوات الأمن حي قنينص بعد خروج مظاهرة في الحي, أعقبته سماع دوي انفجارات وإطلاق رصاص. وفي ريف دمشق ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الأمن نفذت حملة مداهمات وحشية طالت العشرات في دوما وحرستا. كما أشار المرصد إلي إصابة خمسة مواطنين بجراح بينهم سيدة إثر إطلاق الرصاص من قبل القوات السورية لتفريق متظاهرين تجمعوا في مدينة الرستن لاستقبال وفد مراقبي الجامعة العربية. من ناحية أخري تبنت منظمة سورية معارضة, تطلق علي نفسها اسم' حركة مناهضة المد الشيعي في سوريا', مسئولية اختطاف خمسة إيرانيين في حمص في شهر ديسمبر الماضي, وحذرت إيران وحزب الله من مغبة المضي في دعم النظام السوري. وقالت المنظمة التي لم تكن معروفة في السابق, في بيان نشره موقع شام برس السوري الاليكتروني أمس ' لقد أخذنا علي عاتقنا مهمة كشف وضرب كل أشكال الدعم والمساندة التي تقدمها كل من إيران وحزب الله إلي النظام'. وأضافت' لقد كللنا باكورة عملنا باحتجاز خمسة إيرانيين كإنذار أولي لإيران ولحزب الله من مغبة استمرارهما في تقديم الدعم للنظام السوري لقمع الثورة السورية في كل أنحاء الوطن عامة وفي حمص قلب الثورة النابض'. وقالت المنظمة في بيانها' ننذر إيران وحزب الله بأن مصير عناصرهم في سوريا سيكون كمصير هؤلاء الخمسة إذا لم يتوقفوا علي الفور عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم للنظام'. فيما أكد نشطاء سوريون أمس ان قوات الامن مازالت تحتفظ بعربات مدرعة في شوارع مدن سورية في حالة تأهب للتعامل مع المحتجين حتي بعد ان اعلن مراقبو الجامعة العربية انسحاب هذه المدرعات. وقالت جماعات معارضة في مدن ادلب في الشمال وحمص في الوسط ودرعا في الجنوب ان الجيش اخفي المدرعات واستبدل بالدبابات عربات مصفحة زرقاء اللون قائلا انها تابعة للشرطة. بينما اتهمت سوريا الولاياتالمتحدة بالتدخل السافر في عمل الجامعة العربية, بعدما اعتبرت واشنطن أن دمشق لم تحترم التعهدات بشأن بعثة المراقبين. واعتبر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين السورية جهاد مقدسي أن' الاتهامات الباطلة التي ساقتها فكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أمس الأول بعدم التزام سوريا بما اتفق عليه ضمن البروتوكول الموقع مع الجامعة العربية تسيء للجامعة العربية التي تدعي نولاند الحرص علي عملها وهو تدخل سافر بصلب عملها وسيادة دولها'. وقال مقدسي في بيان صحفي أمس إن تصريحات نولاند هي محاولة لتدويل مفتعل غير مبرر ومفضوح, وهو موقف استباقي يضر بأداء بعثة المراقبين العرب قبل صدور تقريرهم الأولي. وأضاف مقدسي أن' سوريا ليست في وارد تقديم حساب لأمريكا حول مدي الالتزام من عدمه ببروتوكول ليست أصلا طرفا فيه, بل هي طرف في عملية إذكاء العنف عبر التحريض والتجييش'. بينما أكد وزير الصحة السوري وائل الحلقي أن الوزارة قدمت لبعثة مراقبي الجامعة العربية خلال زيارتها أخيرا للوزارة قاعدة بيانات بما تم تقديمه من إسعافات أولية لكل السوريين من مدنيين وعسكريين وقوائم بأسماء الشهداء في كوادر الإسعاف والطواريء ولجميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية. من ناحية أخري انتقد منسق هيئة التنسيق الوطنية السورية حسن عبدالعظيم تنصل بعض أعضاء المجلس الوطني من الوثيقة السياسية التي تم تقديمها إلي الجامعة العربية, وذلك علي الرغم من موافقة رئيس المجلس الوطني عليها ومتابعته المستمرة لها. وقال عبدالعظيم- في تصريح خاص لراديو( سوا) الأمريكي أمس-' إن المجلس الوطني رغم أنه كان يتابع بنود الوثيقة السياسية أولا بأول, إلا أنه يبدو أن خلافات وقعت بين بعض أعضائه, والأمانة العامة وأعضاء الهيئة العامة الذين لهم اعتراضات علي هذه الوثيقة, وحاولوا التنصل من توقيع رئيس المجلس الوطني رغم المتابعة المستمرة لهذه الوثيقة'. وأضاف' نحن في هيئة التنسيق السورية لم نتنصل من هذه الوثيقة, ونعتبر هذا التوقيع صادرا عمن يمثل هذه الهيئة'. موضحا' أنه تم تقديم الوثيقة للجامعة العربية.